ملايين المصريين يحبسون أنفاسهم تأهبًا لصدور قرار المشير عبدالفتاح السيسى بالنزول على رغبتهم وحسم موقفه بالترشح رسميًا لرئاسة الجمهورية فى الفترة المقبلة. ومع كل هذا الترقب ترددت أنباء كثيرة عن وجود حملة تضم بعض الشخصيات العامة والمتخصصة فى الحملات الانتخابية تعكف على وضع البرنامج الانتخابى الذى سيتقدم به المشير للشعب. «الصباح» لجأت لبعض المصادر المطلعة كى تحصل على أهم بنود المشروع الانتخابى المرتقب، وأبرز الشخصيات المشاركة فيه، وبعض التفاصيل المتعلقة بخطواته الاستباقية قبل الانتخابات، وهى التفاصيل المتوقع إعلانها 8 فبراير فى مؤتمر عالمى. مصادر مقربة من المشير أكدت أن 5 حملات تتصارع حاليا على كسب رضا المشير السيسى والاستمرار كحملة رسمية له، وهى «تمرد، كمل جميلك ارادة شعب, بأمر الشعب, توحد» إلا أن المشير يميل إلى اختيار حملة «إرادة شعب», والباقى سيختفى بمجرد انتهاء المؤتمر الانتخابى للسيسى, مستبعدا أن تكون حملة تمرد هى التى ستستكمل معه الطريق نحو الانتخابات الرئاسية. قالت المصادر إن أبرز أعضاء المجموعة التى تعمل على وضع البرنامج الانتخابى للمشير السيسى هم الكاتب الصحفى الكبير محمد حسنين هيكل والذى يعد أقرب الشخصيات للسيسى، ومعه الدكتور كمال الجنزوى رئيس وزراء مصر الأسبق كمستشاريين أوائل للحملة، وأيضا رئيس تحرير جريدة قومية سابقًاويعمل كمنسق سياسى للحملة, والدكتور عادل عامر أستاذ القانون العام بكلية الحقوق جامعة طنطا مشرفًا على اللجان التشريعية للحملة، والمهندس عمرو على مسئولًا عن الملف الاقتصادى. أوضحت المصادر أن أحد نقباء الصحفيين السابقين هو الأقرب لأن يكون المستشار الإعلامى للمشير السيسى خلال إعداد برنامجه الانتخابى. على صعيد متصل ذكرت المصادر أنه تمت خلال الأسابيع الماضية اجتماعات كثيرة مع شخصيات مشهورة وأكاديمية من المجتمع المدنى يتصدرهم الدكتور كمال الجنزورى وغيره, لصياغة ملفات الأمن والقانون والاقتصاد وكافة الملفات التى تحمل البعد الاستراتيجى للبرنامج الانتخابى للفريق, حتى يخرج على الشعب ببرنامج يحمل كافة طموحات وآمال الشعب المصرى. تتواصل حملة «السيسى ارادة شعب» مع المصريين المقمين بالخارج, وذلك بالتنسيق مع رئيس اتحاد المصريين بالخارج لتدشين الحملة فى جميع دول العالم،حيث يبلغ عدد المصريين بالخارج حوالى 8 ملايين مواطن، ومن المقرر حضور رئيس الاتحاد لجمهورية مصر العربية خصيصًا خلال عشرة أيام للترتيب مع أعضاء الهيئة العليا للخروج بمؤتمر صحفى عالمى لإعلان خبر ترشح المشير السيسى. كما تعتزم الحملة أيضا إنشاء مجلس أعلى للمصريين بالخارج يختص بجذب المستثمرين المصريين المقيمين بالخارج وربطهم بالوطن فيما يتولى الدكتور كمال الجنزورى عملية تجهيز الملف الاقتصادى للمؤتمر العالمى الذى خصص له يوم 8 فبراير للإعلان مبدئيًا عن ترشح السيسى للرئاسة، حيث تسير تعليمات المشير نحو إدراج الشباب فى جميع خطوات وقطاعات الحملة. على صعيد متصل يمهد المشير أول عبد الفتاح السيسى لإنشاء حزب سياسى يحمل مبدئيًا اسم «التحرير القومى»، كى يكون بمثابة نافذة رسمية سياسية تشمل كل أطياف المجتمع، ويجمع من خلاله الأصوات المبدئية الرسمية التى تمكنه من خوض الانتخابات الرئاسية. أبرز ملامح البرنامج الاقتصاديه تتركز فى 3 محاور لمعالجة عجز الموازنة المصرية وتخفيض حدة الدين العام المصرى, من خلال هذه المحاور من الممكن إيجاد سيولة تقدر بقيمة 4.5 تريليون جنيه أول عام من تولية رئاسة الجمهورية. تتلخص تلك المرحلة الاقتصادية الأولى فى تكليف وزارة الاسكان بإنشاء مدن جديدة وتطور المدن القديمة, والسماح للجاليات العربية فى مصر من مستثمرين ومواطنين بتملك أراضٍ فى تلك المدن وفقًا لشروط جديدة، كل ذلك وفق منظومةمالية وأمنية سيتم وضعها بغرض الاستثمار وتشغيل الشباب العاطل. مصادر داخل حملة السيسى قالت إن على مصر الاستفادة من أكثر من 100 ألف مواطن ليبى أغلبهم يملكون أموالًا بالملايين، بخلاف ما يقرب من نصف مليون مواطن سورى هربوا بثرواتهم إلى مصر، هذا بخلاف الفلسطينيين والخليجيين, ومعظمهم يضطرون لتحويل أموالهم خارج مصر نظرًا لعدم قيام الحكومات السابقة بتوفير قنوات استثمارية مشروعة لتشغيل تلك الأموال, والاستفادة بها فى الناتج القومى المصرى تهدف مصر من تلك الفكرة توفير ما يقرب من تريليون جنيه مصرى نتاج عمليات شراء الأراضى الصناعية، وبالتالى سيحدث تدفق مالى جديد سيدخل السوق المصرى خلال العام الأول من حكم المشير. أما المرحلة الثانية فتتلخص فى إعادة رسم خريطة الأجانب والعرب فى مصر من مستثمرين ورجال أعمال, ومنحهم الجنسية المصرية وفقا لمجموعة من النقاط كما يحدث فى معظم دول العالم وفقا لبعض المعايير التى يتم وضعها الآن وفقا لدرجاتهم العلمية «الماجيستير والدكتوراه» ووفقا لحجم أعمالهم ومشترياتهم فى السوق المصرى, وطبقًا للقيمة المضافة لمصر فى إطار عمل كل مستثمر أجنبى فى مصر، بحيث يمنح المواطن الأجنبى فى مصر حق الإقامة والجنسية وتوثيق الوحدات المملوكة بمجرد حصوله على 4 نقاط, وبالتالى لن يفكر أى منهم فى مغادرة مصر بأمواله. وتدريجيا سوف نستقطب مليون مواطن آخر للحصول على دخول تريليون جنيه للسوق المصرى.
تأتى المرحلة الثالثة فى تقليل نسبة فائدة البنك المركزى وإلغاء بعض الضرائب ليشجع على خروج ما يقرب من تريليون جنيه أخرى للسوق الداخلى من البنوك، وذلك لأن ودائع المصريين فى البنوك تتجاوز 1.8 تريليون جنيه، لكن المودعين غير مستعدين للمجازفه بخروج هذه الأموال من البنك لتشغيلها فى السوق الداخلى». بذلك الإجمالى نصل إلى 3 تريليون جنيه من الممكن أن تظهر للسوق الداخلى فى عام واحد فقط, بالإضافة إلى أن الأموال السائلة الموجوده فى السوق الداخلى فى حدود 1.5 تريليون جنيه أخرى، وبهذه الطريقة يصل حجم الاستثمارات إلى 4.5 تريليون جنيه. يرتكز برنامج السيسى أيضا على تنفيذ 7 مشروعات قومية خلال فترته الرئاسية الأولى، من هذه المشروعات القضاء على ظاهرة أطفال الشوارع من خلال عمل مؤسسات أشبه بالوقف الخيرى فى كل محافظات مصر، لإيواء وتعليم وإطعام أطفال الشوارع، حيث تؤكد الدراسة التى قدمت إلى المشير السيسى على إمكان القضاء على أطفال الشوارع خلال عام، والمفاجأة أن تمويل المشروع تم تدبيره وسيتم إطلاقه فى شهر يوليو القادم. الخطة تستهدف تنفيذ مشاريع أخرى لها علاقة باستصلاح الكثير من الأفدنة الزراعية لتحقيق الاكتفاء الذاتى من الموارد الغذائية، ومشروع آخر تم إطلاقه بالفعل وهو محور تنمية قناة السويس, وتتم بإشراف من المشير مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس. كما يستعد أيضا لإطلاق مشروع قومى للإسكان من خلال أكثر من محور، منها تنمية المناطق العشوائية، وإقامة مجتمعات عمرانية جديدة، وبناء شقق لمحدودى الدخل، وتوفير أراضٍ كثيرة للإسكان العائلى، وهناك مشروع قومى مرتبط بتطوير التعليم فى مصر والقضاء على الأمية. اختتم المصدر حديثه مع الصباح بأنه من المتوقع أن تنتهى فترة السيسى الرئاسية الأولى بتحقيق الحلم القومى النووى المصرى، من خلال الانتهاء من مشروع مفاعلات الضبعة النووية السلمية للطاقة، حيث سيتم بناء 4 مفاعلات نووية كمرحلة أولى، لتصل إلى 8 مفاعلات فى المراحل التالية، لأن الدراسات أكدت أن الموقع يحتمل هذا الكم الكبير من المفاعلات.