قبل حوالى شهر تقريبا من تعيين شوقى غريب مديرا فنيا للمنتخب الوطنى الأول وحسام البدرى مديرا فنيا للمنتخب الأوليمبى.. انفردت "الصباح" بكل تفاصيل سيناريو تعيين الرجلين فى العدد رقم »19« تحت عنوان «كواليس الرقص على جثة المنتخب.. بطولة البدرى وغريب.. إخراج أبوزيد وأبوريدة .» انتهى الصراع الرهيب خلف الكواليس إلى النتيجة التى كشفت عن تفاصيلها «الصباح » دون أى تغيير يذكر، وتقاسم هانى أبوريدة، عضو المكتب التنفيذى للفيفا، وطاهر أبوزيد، وزير الرياضة، صلاحيات اختيار المديرين الفنيين لمنتخبى مصر الأول والأوليمبى.. وبصم اتحاد الكرة بكل أعضاء مجلس إدارته على القرارين دون أن يجرؤ عضو واحد على مخالفة رغبات طرفى السلطة الحقيقية فى إدارة مقاليد الكرة المصرية وحصل غريب والبدرى على كل الأصوات، رغم كل ما تردد عن وجود أسماء أخرى على طاولة الترشيح ومنها طلعت يوسف وحلمى طولان وطارق العشرى. ورغم أن الصورة العامة توحى بأن هانى أبوريدة كانت له الكلمة العليا لأنه فرض رجله المفضل شوقى غريب.. إلا أن ذلك جاء بدهاء شديد من الثعلب البورسعيدى الماكر الذى لم يصل بالأمور مع الوزير طاهر أبوزيد إلى مرحلة الصدام، وكسب رضاه بتعيين الرجل الذى رشحه حسام البدرى فى منصب المدير الفنى للمنتخب الأوليمبى وبنفس الراتب الذى سيحصل عليه غريب تقريبا، بعد أن تم إقرار سقف لا يتجاوز 120 ألف جنيه للمديرين الفنيين لمنتخبى مصرالأول والأوليمبى. وفى الوقت الذى ملأ فيه أعضاء اتحاد الكرة الدنيا ضجيجا بأن هانى أبوريدة لم يفرض عليهم اختيار شوقى غريب لمنصب المدير الفنى،بأن كل الدلائل والبراهين تكذب ادعاءات أعضاءاتحاد الكرة، وتشير إلى أن جمال علام، رئيسالاتحاد، وحاشيته رضخوا لنفوذ هانى أبوريدة بعد أن لوح لهم بعدم التدخل حال صدورحكم قضائى بحل اتحاد الكرة بسبب تزوير الانتخابات الأخيرة وإط اق يد وزارة الرياضة فى تعيين مجلس مؤقت ربما يستمر لعام على الأقل لحين انتخاب مجلس إدارة جديد. شعر أعضاء اتحاد الكرة بالخطر الشديد من تهديدات أبوريدة لاسيما جمال علام، رئيس الاتحاد، الذى كان بدوره استبن هانى أبوريدة فى الانتخابات الأخيرة بعد الرفض العارم من أولتراس أه اوى، لوجوده على رأس دفة قيادة الكرة المصرية بدعوى أنه تدخل لمناصرة المصرى البورسعيدى فى الشق الرياضى لمجزرة استاد بورسعيد المأساوية والشهيرة بحكم كون بورسعيد مسقط رأسه. وعلى طريقة جماعة الإخوان، دارت فى مطبخ الجبلاية كواليس تنصيب غريب برعاية المرشد العام لاتحاد الكرة الذى لا يمكن لأحد أن يخالفه الرأى.. وتم تطبيق مبدأ السمع والطاعة حتى لا يسقط أهل الجبلاية من على مقاعد مجلس الإدارة حتى ولو كان وجودهم مجرد ديكور دون أن يكون لهم دور حقيقى فى قيادة الاتحاد. ووسط حالة الانبطاح التى وضع لها أعضاء اتحاد الكرة، كان محمود الشامى عضو مجلس إدارة الاتحاد الوحيد الذى قاطع جلسة التصويت لحاجة فى نفس يعقوب، وحتى يكون له مخرج من ورطة عرائس الماريونيت التى حركها أبوريدة وأبوزيد من وراء الستار. لكن الشامى أبلغ المقربين منه أنه غاب عن الجلسة حتى لا يصبح رقما فى مهزلة اختيار المديرين الفنيين للمنتخب الأول والأوليمبى، رغم أنه كان أكثر المتحمسين لإرجاء الاختيار إلى يناير المقبل وعدم التعجل فى اختيار رجلى المرحلة المقبلة. وفى محاولة لإكمال تمثيلية اختيار الجهازين الفنيين للمنتخب الأول والأوليمبى طلب أعضاء اتحاد الكرة عدم إعلان أسماء الجهاز المعاون فى نفس الجلسة التى عقدت الأربعاء فى مشروع الهدف بمدينة 6 أكتوبروإرجاء القرار لوقت لاحق على أن يرشح غريب تحديدا اسمين فى كل منصب مدرب عام ومدرب حراس المرمى ومدرب مساعد..لكن غريب أكد أنه المسئول الأول والأخير عن الاختيار ولن يتدخل أحد فى عمله. ورغم الجدل المثار حول بعض الأسماءمثل أسامة عرابى وع اء ميهوب وفكرى صالح، إلا أن كل هذه الترشيحات كلها ليست إلا مجرد تمويه لأن غريب استقر على بعض الأسماء بالفعل ومنها أحمد سليمان لتدريب حراس المرمى،وعبدالظاهر السقا لمنصب المدرب العام أو المدرب المساعد وفقا للتركيبة التى ستشهدها المرحلة المقبلة.. بينما لم يكن هناك أى دور يذكر لحمادة صدقى، المدرب المساعد الأسبق لمنتخب مصر ورفيق الدرب فى 2006و 2008 و 2010 ، بعد أن تمسك صدقى بمنصب الرجل الأول فى نادى سموحة إضافة إلى الحساسيات التى ظهرت فى علاقته مع غريب قبل انتهاء تعاقدهما مع منتخب مصر فى 2011 بعد ثورة يناير مباشرة. والغريب أن هناك من حاول طرح اسم حسن شحاتة فى الجلسة التى تم عقدها لاختيار شوقى لكن الاسم قوبل بحالة رفض عارمة.. إلى حد أن هناك من أكد أن شحاتة لم يكن صاحب الدور الأبرز فى الفوز بكأس الأمم الإفريقية 2006 و 2008 و 2010 وأن غريب كان الرجل الأكثر حنكة فى الجهاز الفنى خلال تلك الفترة. اختيار شوقى غريب لم ينعكس بالسلب على النادى الإسماعيلى، بل لم يكن القرار صادما للدراويش ومجلس إدارتهم.. بعد أن أبلغهم غريب نفسه بأن أبوريدة اختاره لقيادة المنتخب،وأن المرحلة المقبلة ستكون الخطوة الحقيقية لتحقيقه حلم طال انتظاره. ولم يقف مجلس إدارة الإسماعيلى حجر عثرة أمام رغبة شوقى غريب لاسيما وأنهم حصلوا بدورهم على كعكة من هذه الصفقة تمثلت فى السماح للإسماعيلى بالموافقة على مشاركته فى كأس الكونفيدرالية الإفريقية، رغم أن إدارة الدراويش أرسلت خطابا رسميا تطلب فيه المشاركة فى البطولة العربية بدلا من الكونفيدرالية لكن إلغاء الأولى أدى لتراجع إدارة الإسماعيلى، ولم يرفض اتحاد الكرة رغبته حتى تنتهى صفقة اختيار شوقى غريب لإدارة المنتخب الأول من دون ملاحظات.