القبطيات يرفعن راية العصيان في مواجهة "الأمر بالمعروف"

أثارت دعوة ائتلاف الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بإجبار المسيحيات علي ارتداء الحجاب ردود فعل غاضبة لدي نساء الأقباط.. مؤكدات رفضهن لمثل هذه الدعوات والفتاوي المتناقضة مع صحيح الأديان السماوية الثلاثة.
وشدد آباء وراهبات أقباط أن الحجاب مجرد عادة كان يتبعها المسيحيون في عهود قديمة وليس فرضا كما يدعي البعض.. مشيرين إلي أن المسيحيات يرتدين الحجاب في أوقات الصلاة وان الحجاب علاقة بين الإنسان وربه ولايجوز لأحد التدخل فيها منعا لإفسادها.
قال القس رفعت فكري راعي الكنيسة الإنجيلية بشبرا إن الحجاب زي اجتماعي مرتبط بالعادات والتقاليد المجتمعية وإنه مجرد عادة في الديانة المسيحية وليس فرضا.. مشيرا إلي أن المسيحية تطالب بضرورة الحشمة والوقار ومفهوم الحشمة يختلف من مجتمع إلي آخر.
أما عن صور السيدة مريم العذراء التي بالحجاب فقال ان هذه الصورة رسمها فنان ولا توجد أي ديانة في الإنجيل تلزمنا بارتداء الحجاب وأن هناك آيات كثيرة تدعو إلي الاحتشام الذي لايتوقف علي الحجاب.
وأوضح أن الآيات التي كانت تحس علي ارتداء الحجاب عند دخول الكنيسة فهي رسالة موجهة الي سيدات ذلك العصر فقط، وانتهت بانتهاء السياق التاريخي لهذا العصر.
وفيما يتعلق بتصريحات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي تدعو المسيحيات إلي ارتداء الحجاب قال إن هذه التصريحات تافهة ولايجب التعليق عليها.
وقالت تاسوني سارة إحدي المقرصات بالكنيسة القبطية ان الحجاب ليس فرضا في المسيحية، وإن العهد الاول منذ زمن السيدة العذراء كان يفرض فيه علي النساء زيا معينا طبقا للعادات والتقاليد السائدة في هذه الأيام ، وأن هذا الزي كان فضفاضا وعبارةعن "طرحة" أو مايطلق عليه غطاء رأس كنوع من التحفظ.
وأضافت تاسوني أن المقرصات أو الراهبات هما نوعان ولكن جميعهن كرسن حياتهن الي عبادة الله وعندما تنوي أي منهن الدخول في حياة الرهبنة فإنها تهب شعرها الذي يعتبر تاج رأسها الي الله وتتنازل عن هذا التاج في مقابل الرهبنة ويكون هذا برغبة الراهبة وباقنناع كامل منها وليس فرضاً عليها.
وأشارت إلي أن هذه علاقة الإنسان بربه ومن غير المقبول أن يطبق الحجاب علي جميع أفراد المجتمع لأن كل انسان له طريقة معينة في التعامل بينه وبين ربه ولذا لا يمكن إجبار أحد علي تقنين شكل العلاقة بينه وبين ربه ، وإذا تحول ذلك إلي إلزام فلن يكون هناك حب في هذه العلاقة ولكنها ستكون علاقة إلزام وليس عبادة
وأكدت سارة أن الراهبة المسيحية لم يفرض عليها المسيحيون هذا الزي بل اختارته من نفسها وبحريتها الشخصية التي وهبها لها الله تعالي.. مشيرة إلي أن الراهبة لم تخير بين الرهبنة أو النار فاضطرت مسيرة لاختيار الرهبنة بل اختارتها تطوعا وحبا في الله.
أما فيما يخص إلزام ارتداء الحجاب داخل الكنيسة فقالت ان هناك أوقاتا معينة تفرض ارتداء الحجاب وهي وقت ممارسة الطقوس فلابد وان يكون هناك غطاء علي الرأس سواء في البيت أو الكنيسة.
وأوضحت ان ملابس الراهبة ثابتة منذ قديم الزمن فهي واحدة ولاتتغير ، ولكن هناك فرقا بين ملابس الراهبات في مصر عن الخارج ففي مصر الراهبة معروفة بارتداء اللون الاسود أو الرمادي، اما في الغرب فهناك ألوان مختلفة لملابس الراهبات.
ولفتت إلي أن آيات من الإنجيل تحث الأقباط علي الظهور بشكل لائق أثناء الصلاة وهو مايفسره البعض بوجوب ارتداء الحجاب.
وأوضحت أن المظهر في الديانة المسيحية ليس هو الأساس في العلاقة بين العبد وربه ولكن من الممكن ان يكون الظاهر عفيفاً ولكن في الباطن هو شخص غير مهذب.
وقال الأنبا إبرام عضو المجمع المقدس إنه لا يوجد شيء يسمي فرض الحجاب علي المسيحيات فكل شيء عندنا يكون بالاختيار ولا أحد يجبر علي شيء، فإذا شعرت إحدي الفتيات أن شعرها سيكون فتنة لأحد فعليها أن تغطيه.. لافتا إلي أن معظم صور العذراء بغطاء للشعر.
أما عن شرط دخول الكنيسة بحجاب فقال ان هذا ليس شرطا ولكن السيدات تعودن علي ذلك وليس هذا فرضاً عليهن ، ولذا يعتبر لبس الحجاب عادة وليس طقسا دينيا.
وأوضح أن الآيات الموجودة بالانجيل التي تمس علي ارتداء الحجاب ما هي إلا عادات وتقاليد ولا يمكن ان تكون الزاماً أو تقيداً لاحد للبس شيء معين.
أما عن التصريحات التي صدرت عن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقال إنه من الأفضل لكل شخص أن يهتم بنفسه وان يطبق تعاليم دينه ولا يلزم أحدا بأمر لا يعرف عنه شيئاً.