- النصو المقدسة طالبت النساء ب«الحشمة».. و«الأنبا» يرفع شعار «لا اجتهاد مع نص» - البابا شنودة ينصح المرأة المسيحية باجتناب ثلاث: الملابس الضيقة..الشفافة.. والمكشوفة «لاَ تَكُنْ زِينَتُكُنَّ الزِّينَةَ الْخَارِجِيَّةَ، مِنْ ضَفْرِ الشَّعْرِ وَالتَّحَلِّى بِالذَّهَبِ وَلِبْسِ الثِّيَاب»، تلك الآية الكتابية والتي جاءت برسالة بطرس، استند إليها الأنبا بيشوى مطران دمياط وكفرالشيخ، عندما أصدر فتواه الأخيرة التي طالب فيها الفتيات والسيدات المتقدمات للتناول بعدم ارتداء البنطلونات والبلوزات، وضرروة ارتدائهن ملابس تتسم بالحشمة والوقار، وعدم وضع الماكياج». القرار أثار ردود أفعال متباينة ما بين معارضين ومؤيدين، وتزايدت آراء المعارضين، مما دفع البعض للتظاهر ضد تلك التصريحات بالكاتدرائية الأيام الماضية، ويرجع ذلك إلى أن قرار المطران لن يكون الأول في هذا الإطار، حيث سبق وطالب الفتيات المسيحيات بأن يتسمن بالحشمة شأن الفتيات المسلمات، مما أثار حفيظة شريحة كبيرة من الأقباط، وتظاهروا ضد تصريحاته حينما كان الأنبا باخوميوس قائم مقام البطريرك. ولعل ورود عدد من الآيات بالكتاب المقدس لتتحدث عن الحشمة هي الدافع الرئيسى لرجال الإكليروس -رجال الدين المسيحي- لإصدار تعليماتهم بتحرى الحشمة في الملابس، ومن هذه الأيات «وَكَذلِكَ أَنَّ النِّسَاءَ يُزَيِّنَّ ذَوَاتِهِنَّ بِلِبَاسِ الْحِشْمَةِ، مَعَ وَرَعٍ وَتَعَقُّل، لاَ بِضَفَائِرَ أَوْ ذَهَبٍ أَوْ لآلِئَ أَوْ مَلاَبِسَ كَثِيرَةِ الثَّمَنِ، بَلْ كَمَا يَلِيقُ بِنِسَاءٍ مُتَعَاهِدَاتٍ بِتَقْوَى اللهِ بِأَعْمَال صَالِحَةٍ» (1تيموثاوس 8:2-11). ويرى البعض أن مواصفات الملابس التي جاءت بسفر لاويين الإصحاح الثامن بهذه الآيات: «جعل عليه القميص ونطقه بالمنطقة والبسه الجبة وجعل عليه الرداء ونطقه بزنار الرداء وشده به، وضع عليه الصدرة وجعل في الصدرة الاوريم والتميم، وضع العمامة على رأسه ووضع على العمامة إلى جهة وجهه صفيحة الذهب الإكليل المقدس كما أمر الرب موسى؛ ولكن وفقًا لتفسير تلك الآية يتضمن مواصفات الملابس الكهنوتية. الآراء المعارضة ل بيشوى أكدوا أن الكتاب المقدس لم يذكر مواصفات صريحة لملابس المرأة المحتشمة، فيما استند المؤيدون إلى مواصفات ثياب السيدة العذراء مريم وبعض القديسات كمثال يحتذى به، دون النظر إلى فروق العصور بين الأجيال الحالية وبين حياة هؤلاء القديسات على الأرض. فيما تؤكد عدد من آيات الكتاب المقدس أن «زينة الروح الوديع الهادئ الذي هو قدام الله كثير الثمن» (1بطرس3: 4)، دون إن تضع الملابس شريطة أو تسرد مواصفات الثياب المحتشم. وأكد الإنجيل أن «سِرَاجُ الْجَسَدِ هُوَ الْعَيْنُ، فَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ بَسِيطَةً فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ نَيِّرًا، وَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ شِرِّيرَةً فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ مُظْلِمًا، فَإِنْ كَانَ النُّورُ الَّذِى فِيكَ ظَلاَمًا فَالظَّلاَمُ كَمْ يَكُونُ»، وذلك لن يكون نهاية الشخص الذي يخدم رغباته وأهواءه وفى ذات الحين يتعبد ويتقرب إلى الله أن يكون ميراثه الآخرة الصالحة. لم يتجاوز الأنبا بيشوى الكلام المباح عندما نصح المسيحيات بالاحتشام في الملبس، حتى يغضبن وينظمن وقفات احتجاجية ضد الأنبا الذي لم يخالف في دعوته نصوص الكتاب المقدس. فمن يقرأ نصوص الإنجيل لا يخالجه شك في أنه يدعو بكل وضوح المسيحيات إلى الاحتشام في الملبس وعدم التعرى، تماما مثلما يأمر القرآن المسلمات بارتداء الحجاب، باعتباره رمزًا للحشمة. «أُريد... أنّ النساء يزيِّن ذواتهن بلباس الحشمة... كما يليق بنساء متعاهدات بتقوى الله...» (1 تيم 2: 9 – 10)، هذا ما أوصى به الرسول بولس تلميذه تيموثاوس في شأن معالجة موضوع لباس النساء اللاتى لم يكن محتشمات. والحشمة –كما تصفها كتابات قبطية عديدة- تعبير عن التزام المؤمن والمؤمنة تقوى الله، «لا تكون تقيًّا إذا ما فرّطت بجانب الحشمة في لباسك ومظهرك».. وثانيًا إذ يُفترض أن تعكس الحشمة ما في النفس من تقوى الله يعطى المؤمنون والمؤمنات، بالتزامها، مثلًا صالحًا في الوقار والرزانة وألا يجرحون الإحساس بالحياء لدى الآخرين، ويُحدثون بينهم تشويشًا ويكونون عثرة لهم. والتفريط بالحشمة يُدخل في صفوف الجماعة روحًا غريبًا يحرِّك أهواء غير نقيّة في النفوس، علينا أن ندرك أنّ التغاضى عن الحشمة يعنى اقتبال الفجور والسلوك دون حشمة هو سلوك بروح الزنى. من هنا يأتى اللباس المحتشم الملتزم في حرية كاملة وليس فرضًا أو كبتًا.. لأنه لا يمكن أن تكون الحشمة بسبب تقاليد اجتماعية بفرض زى معين أو أي ضغوط خارجية.. فلا نستطيع أن نُسمى هذا الزى حشمة لأنه لا يعبر عن عفة داخلية حقيقية.. أو احترامًا وتوقيرًا لجسد منير مبارك موضع لسكنى الله.. والحشمة تعبير عن تناغم الداخل مع الخارج.. النعمة الداخلية والعفة الخارجية وبهذا تصبح الحشمة ضرورة لذيذة ومفرحة، إذ إنها نابعة عن قناعة داخلية. وعندما سئل البابا الراحل شنودة الثالث عما يجب أن ترتديه الشابة المسيحية؟.. أجاب قائلا: إن هناك ثلاثة أنواع من الملابس لابد من الابتعاد عنها للشابة المسيحية.. الملابس الضاغطة.. أي الضيقة التي تبرز ملامح الجسد، والملابس المكشوفة.. أي غير المحتشمة التي تكشف الجسد، والملابس الشفافة.. أي التي يُرى من خلالها ملامح الجسد.