نكشف.. تفاصيل الحسابات «الوهمية» في «النصر للإسكان والتعمير»

كشفت "الموجز" في الحلقة السابقة من مسلسل الفساد في شركة النصر للإسكان والتعمير المليارات التي تقاعست إدارة الشركة عن تحصيلها دون مبرر وهو ما يثير علامات الإستفهام حول نوايا الشركة.
"الموجز" تواصل في هذه الحلقة سرد تفاصيل وخبايا أرصدة الشركة "الوهمية" والتي تنكرها إدارة الشركة بشدة.. وفقا لتقرير الجهاز المركزي للمحاسبات بلغت جملة أرصدة الموردين في نهاية العام المالي 2011 نحو 42.884 مليون جنيه (دائن) ونحو 31.162 مليون جنيه رصيد (مدين) وذلك قبل خصم المخصص البالغ 17.232 مليون جنيه الغريب أن هذا الحساب تلاحظ بشأنه وجود أرصدة مدينة مرحلة منذ أكثر من خمس سنوات يتم ترحيلها من عام لآخر كرصيد واحد لمقاول واحد دون أية تفاصيل أو تحليل أو مستندات بشأنها كذلك تضمنت الأرصدة الدائنة في ذات العام أرصدة مرحلة منذ سنوات طرف بعض المقاولين دون تحليل أو وجود مستندات لبعض مفرداتها بلغ ما أمكن حصره لمراقب الجهاز المركزي حوالي نحو 7.447 مليون جنيه حال الأرصدة المدينة لم يختلف كثيراً عن حال الأرصدة الدائنة حيث تضمنت الأرصدة المدينة للموردين مبلغ 320.415.00 جنيه قيمة أرض ومبان خاصة بالقطعة رقم 94بالمنطقة الصناعية ب(6 أكتوبر) والتي سبق سحبها من الشركة بموجب قرار رئيس جهاز 6 أكتوبر رقم 3340 لسنة 2010 لعدم سداد باقي الاقساط أو استغلال الأرض طبقا لقرار التخصيص كما أكد تقرير المركزي للمحاسبات أنه لا يوجد مستندات تفيد مطالبة الشركة لجهاز مدينة 6 أكتوبر لما سبق سداده من أقساط لهذه الاراضي.
إدارة الشركة لم تكتف بهذه التجاوزات فقامت بإعداد مستخلصات لبعض مقاولي الباطن وصرف قيمتها في حين كشفت المراجعة أن هذه المستخلصات تخص عمليات منتهية سبق تسليمها لأحد العملاء ولم يعد لها وجود بدفاتر الشركة وبعضهاعمليات لم يرد بشأنها "مستخلص أعمال" خلال العام المالي المراجع وهو ما يؤكد -علي حسب تقريرمراقب المركزي للمحاسبات- أن هذه المستخلصات عن أعمال وهمية والدليل علي ذلك بعض المستخلصات التي منها علي سبيل المثال المستخلص الختامي الصادر بتاريخ 19/8/2010 لأحد المقاولين -شركة كايرو كونتراكشن- والمقدر قيمته بمبلغ 15 ألف جنيه (مستند 5/599 9/2010مدفوعات بنك) وذلك عن عملية ترميم مسجد بني سويف وهي عملية منتهية وسبق تسليمها للعميل منذ سنوات وليست بدفاتر الشركة كما تلاحظ ايضا أن المستخلص تم تحميل قيمته علي مقاول آخر -شركة العهد الجديد- وهو متوقف ومدين منذ سنوات ودون أن يعلم المقاول بالخصم. الدليل الثاني يتعلق بالمستخلص رقم "1" الذي تقدر قيمته بمبلغ 46988 جنيهاً (تسوية 344/25 7/2010) والصادر بتاريخ 23/6/2010 للمقاول أسامة عبدالمعتد كقيمة أعمال ترميم شقق بمشروع إسكان المستقبل ببني سويف وهي أيضا عملية لم يشر إليها بدفاتر الشركة كما تلاحظ كذلك أنه تم تحميل قيمة هذا المستخلص علي مقاول آخر وهي -شركة وديان مصر- وهو مقاول متوقف ومدين. الدليل الثالث يتعلق بالمستخلص رقم "3" والبالغ قيمته نحو 80834 جنيها والخاص بالمقاول (شركة المجموعة المصرية لخدمات المعادن) كقيمة أعمال ألومنيوم بعملية مركز بحوث وسط الدلتا بالرغم من خلو دفاتر الشركة من أية أعمال ألومنيوم، نفس الأمر تكرر مع المستخلص الخاص بالمقاول عيد صبحي والبالغ قدره نحو 195.043 جنيهاً والصادر في 17/6/2010 عن عملية ترميم محكمة شمال القاهرة بالرغم من أن أعمال العام بدفاتر الشركة قدرت بنحو 6700 جنيه فقط المستخلص رقم "10" كان دليلاً آخر علي الحسابات الوهمية حيث قدر قيمته بنحو 219.313 جنيهاً وصادر بتاريخ 17/6/2010 لصالح شركة طيبة للتوريد والهندسة عن عمليات قامت بها الشركة المذكورة بمستشفي المنيا ذكر مراقب الجهاز المركزي أن هذه العملية منتهية ولم يرد بشأنها مستخلص عميل خلال ذات العام.. آخر دليل كان المستخلص الخاص بالمقاول عبدالعظيم أحمد والمقدر قيمته بمبلغ 172.05 جنيهات والخاص بعمليات توريد وتركيب رخام بكلية التربية النوعية وهي عملية كما ذكر مراقب المركزي للمحاسبات ورد عنها ختامي العميل وليس بمستخلص العميل أية أعمال منفذه خلال العام.
لغز "أحمد صلاح"
نسرد فيما يلي المبالغ التي تم صرفها من خلال عهدة المندوب المالي أحمد صلاح "منطقة الإسكندرية" والتي كان أولها مبلغ 3900 جنيه قيمة إيصال داخلي بتاريخ 24/1/2011 باسم بهي عبدالحميد كقيمة أعمال ترميم وعزل خزان المياه بعملية قرية المعمورة كما تم صرف مبلغ 3000 جنيه كقيمة إيصال داخلي صادر بتاريخ 1/1/2011 لنفس الشخص "بهي عبدالحميد" ولنفس الغرض السابق كما تم صرف مبلغ 2000 جنيه قيمة ايصال داخلي صادر بتاريخ 10/1/2011 لنفس الشخص ولنفس الغرض ايضا الأدهي أن مراقب الجهاز المركزي ذكر أن العملية المذكورة مسلمة منذ عدة سنوات وليست بدفاتر الشركة هذا ليس كل شيء فوفقا لتأكيدات مراقب المركزي للمحاسبات فإن هناك بعض الأعمال التي قامت بها الشركة وترتب عليها صرف مبالغ دون وجه حق وهو ما يعد ايضا أعمالاً وهمية كان يجب علي الإدارة التحقيق فيها ومساءلة الموظف المذكور لكن كالعادة لا حياة لمن تنادي ليقوم الموظف المذكور بعدها بصرف مبلغ 7620 جنيها قيمة عدد 5 فواتير شراء جميعها من مورد واحد - الحياني للتوريدات- وبتاريخ واحد كذلك مبلغ 6850 جنيها قيمة إيصال داخلي صادر بتاريخ 24/8/2010 باسم أحمد سعيد كقيمة أعمال بياض واجهات ومبلغ 2400 جنيه قيمة إيصال داخلي صادر بتاريخ 24/8/2010 باسم حسين محمد كقيمة أعمال حفر وتسوية وجميع هذه الإيصالات تخص عملية "رافع ك 26" والتي لم يرد بشأنها أية أعمال خلال العام المالي.
الفساد في النصر للإسكان والتعمير لا نهاية له فمن خلال فحص جانب من حساب مقاولي الباطن أمكن حصر عدد من المخالفات التي تخص عدداً من المقاولين كان أولها البند الخاص بالمقاول صابر أحمد صابر والذي أسند إليه بعض العمليات بمستشفي المنيا حيت ذكر تقرير المركزي للمحاسبات أن هذا المقاول سبق أن تم سحب العمل منه في 4/6/2006 كما ذكر التقرير أن جملة أعمال هذا المقاول بلغت نحو 1.739 مليون جنيه وإظهاره دائناً بنحو 45 ألف جنيه لتقوم الشركة بعد ذلك بتنفيذ أعمال بالخصم عليه -فروق الأسعار- مما أدي لتزايد المديونية للمقاول حتي بلغت في نهاية العام المالي 2011 نحو 6.089 مليون جنيه وفسر مراقب المركزي للمحاسبات أن فروق الأسعار يتم تحميلها خصماً علي المقاول ذاته دون أن تتأثر بها تكاليف الشركة الأمر الذي يعني ظهور تكلفة العملية علي غير حقيقتها، الغريب أن الأمر لم يكشفه أحد وبعد أن تم اكتشافه لم يتم تقديم أي موظف للمساءلة بالرغم من تراكم مديونية المقاول المذكور مع تأكيد الشركة علي عدم استرداد تلك المبالغ من المقاول المذكور وهو ما كان له بالغ الأثر علي موقف الشركة المالي وتأثر أرباحها وقوائمها المالية بشكل كبير.
لم يختلف حال المقاول المذكورعن حال شركة هريدكو للمقاولات - إحدي شركات المقاولات المتعاملة مع شركة النصر- التي قامت بعمليات صرف صحي بالناصرية والمحمدية حيث ذكر التقرير أنه تم سحب العمل منها في 17/11/2007 وتم تنفيذ الأعمال بالخصم عليها -وقد ظهر رصيد هريدكو- في نهاية العام المالي 2011 مديناً بنحو 1.895 مليون جنيه وقد بلغ ما تم تنفيذه من أعمال بالخصم عليها حتي نهاية العام المذكور نحو 4.8 مليون جنيه وبمراجعة المستخلصات التي تخص هذه الشركة تبين إعداد مستخلصات لبعض مقاولي الباطن وصرف قيمتها لهم تحت مسمي "أعمال بالخصم علي المقاول هريدكو" متضمنة بنوداً لم ترد بمستخلص العميل حيث إن هذه البنود سبق إدراجها للمقاول المتوقف وصرف قيمتها له ووردت بمستخلص العميل في حينه ثم تبين عند تسليم هذه الأعمال فعليا أن هذه البنود بعضها لم ينفذ أو يستكمل وبعضها نفذ بطريقة خاطئة أو بطرق معيبة ومع ذلك تم صرف المبالغ الخاصة بها للمقاول ومنها علي سبيل المثال مبلغ 207620 جنيهاً قيمة مستخلص "5" للمقاول محمد علي الجيوشي تحت مسمي "أعمال ملس فرغات وتشطيبات" وجميعها تم خصمها علي المقاول في حين لم ترد بمستخلص العميل كذلك الأمر مع المستخلص رقم "9" والمخصص له مبلغ 262.523 جنيهاً للمقاول منير رياض عن أعمال تشطيب وهي أعمال يتم خصمها علي المقاول المتوقف ولم ترد بمستخلص العميل وبمبلغ 74000 صدر المستخلص رقم "2" للمقاول علي الجيوشي كقيمية استبدال فرعه سبق إدراجها بمستخلص العميل وصرفها للمقاول -شركة هريدكو- منذ عدة سنوات وتبين عند التسلم أنها تالفة فتم إعادة تنفيذها مرة أخري ولن يتم صرفها من العميل ومبلغ 247.500 كان قيمة المستخلص رقم "6" والصادر لصالح صفوت للمقاولات عن أعمال "الوسط الترشيحي" وهي ضمن بنود المقطوعية والتي سبق صرفها ل"هريدكو" من قبل آخر المستخلصات كان رقم "5" الصادر في 29/3/2010 للمقاول أحمد محمود حسنين عن "أعمال أسفلت" خصما من هريدكو ولن ترد بحساب العميل.
ولعل ما سبق يظهر مدي الترهل واللامبالاة التي تعيش فيها إدارة شركة النصر للإسكان والتعمير فلم تقدم الإدارة أي مسئول للمحاسبة أو لمجرد التحقيق معه لمعرفة من أصدر المستحلصات وصرف قيمتها لشركة "هريدكو" دون استلام فعلي لهذه الأعمال ومطابقتها بالمواصفات المطلوبة وهو الأمر الذي اضطر الشركة الي إعادة تنفيذها مرة أخري دون أن تصرف مقابلها من العميل وهو ما أهدر في النهاية علي الشركة الملايين دون معرفة أسباب وأهداف تقاعس الإدارة عن ذلك.
آخر حلقات الفساد في حساب الموردين ومقاولي الباطن كان ما لاحظه مراقب المركزي للمحاسبات من ظهور أرصدة مدينة وهمية للعملاء عن عمليات تم تسليمها نهائياً منذ سنوات وتم صرف جميع مستحقات الشركة عنها بلغ ما أمكن حصره منها بحساب العملاء نحو 21.307 مليون جنيه تم تكوين مخصص عنها بكامل القيمة كان منها 4.16 مليون جنيه تخص العام المالي 2011 -تم تحميلها علي المصروفات- وهو ما أثر علي قوائم الشركة باعتبارها خسائرعن نشاط المقاولات الأمر الذي يعني اعترافاً صريحاً من الشركة بعدم حقيقة هذه المبالغ.