استغل تمثيلية الانقلاب الفاشل للتغطية على فضائحه أردوغان.. دعم الإرهابيين في سوريا والعراق وعقد معهم صفقات لشراء البترول سمية.. ترأست هيئات طبية لعلاج مقاتلي "داعش".. وانضمامها لفريق والدها الاستشاري يثير مخاوف التوريث بلال.. ارتبط بعلاقات تجارية مع مدرجين على قوائم الإرهاب العالمي.. وتوسط للإفراج عن الرهائن اليابانيين الذين احتجزهم "داعش" أحمد براق.. هرب إلى إيطاليا بدون جواز سفر خوفاً من ملاحقته قضائياً فى اتهامات بالإنحراف المالي والرشوة -------------------------------------------------------------------- جاءت تمثيلية الانقلاب الفاشل فى تركيا لتمنح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فرصة ذهبية ليس فقط للتخلص من منافسيه ومعارضي سياساته العدوانية والإرهابية التى تهدد وجود الدولة التركية ووحدتها وإنما أيضاً لغسل سمعة عائلته السيئة التى استغلت وجود "أردوغان" على رأس السلطة لتعيث فى الأراضي التركية فساداً. تمثيلية الأسبوع الماضي التى شغلت الرأى العام التركي بل والرأى العام العالمي كانت بمثابة وسيلة للتغطية على فساد عائلة الرئيس التى "فاحت ريحتها" وباتت تزكم الأنوف بعد استغلالها لكل باب ومنفذ من الممكن التربح من خلاله. وتستعرض "الموجز" بعضاً من ملامح فساد عائلة "أردوغان" التى أثارت الرأى العام ضد خلال الفترة الماضية. بلال أردوغان كانت الأزمة التي نشبت بين روسياوتركيا على خلفية اتهام موسكو لأنقرة بالتورط فى إسقاط طائرتها فى سوريا منذ عدة أشهر كفيلاً بالإعلان عن فساد عائلة الخروف التركي حيث أشار المسئولون الروس في ذلك الوقت إلى تورط عائلة "أردوغان" خاصة نجله الأكبر "بلال" فى علاقات تجارية ومالية مع تنظيم "داعش" من خلال صفقات البترول المهربة من الأراضى السورية والعراقية إلى الأراضي التركية. وبعد تعهد أردوغان بالاستقالة من منصبه فور ثبوت تهمة تورط عائلته مع داعش في معاملات تجارية وغيرها قدمت موسكو في ذلك الوقت الدليل على وجود علاقة بين التنظيم ونجله الأكبر نجم الدين بلال, أو كما نعرفه هنا فى مصر "بلال أردوغان" , حيث نشرت المخابرات الروسية صوراً تجمعه مع عدد من عناصر جبهة النصرة وداعش، داخل أحد المطاعم التركية، وأشارت إلى أن هذا يعد دليلاً دامغاً على دعم أردوغان للإرهابيين بسوريا والعراق. وخلال أزمة الرهائن اليابانيين الذين تم احتجازهم من قبل تنظيم "داعش"، تقدم نائب حزب الحركة القومية المعارض، أوزجان بينتشري، باستجواب للبرلمان التركي يتساءل فيه عن صحة لقاء بلال أردوغان بعناصر داعش لحل أزمة الرهائن، وبأي صفة ومسمى وظيفي يقوم بلال بهذه الوساطة مع هذا التنظيم الإرهابي. إضافة إلى ذلك تربط بلال أردوغان علاقات تجارية مع رجل الأعمال السعودي، ياسين القاضي، وهو المدرج على قائمة المنظمات الإرهابية عام 2001، وتوجه إليه اتهامات بتمويل نظام القاعدة. ومثل بلال أردوغان مع والده ثنائيا مميزا للفساد، بحسب ما تقول وكالة "جيهان" التركية المعارضة، وذلك على خلفية تورطهما في أشهر قضية فساد في تاريخ تركيا وهي قضية ال17 من ديسمبر 2013 ، فقد أثارت التسجيلات الصوتية التي جمعت بينهما، زلزالاً في الشارع التركي، حيث تضمن التسجيل حوارا بينهما يسأل فيها الأب نجله هل نجح في إخفاء 30 مليون يورو ونقلها إلى مكان آمن من عدمه؟. وأوضحت سجلات رسمية لهيئة الاتصالات التركية الحكومية وشركة مختصة في القضايا الدولية ببريطانيا، صحة هذه التسجيلات، ولكن في فبراير 2014 قالت رئاسة الوزراء التركية إن هذه التسجيلات مفبركة، وبناء عليه تم إسدال الستار على القضية. وفي قضية فساد أخرى متعلقة بالعائلة ، قالت صحيفة "طرف" التركية إن 30 اتهاما تم توجيههم لبلال أردوغان، وكان من أهمها تسهيل الحصول على أرض تابعة لأكاديمية الشرطة في اسطنبول بأقل من ثمنها، لمستثمرين في مشروع "البوسفور 360"، ومنهم رجل الأعمال المصري، أسامة قطب، نجل شقيق، سيد قطب، القيادي الإخواني الراحل. وعلى الرغم من أن أردوغان يصور نفسه دائما على أنه الزعيم المسلم الوحيد الذي يرفض التعاون مع إسرائيل إلا أن علاقة نجله بلال مع الكيان الصهيوني تكشف كذبه ،حيث قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية فى تقرير سابق لها ، إن بلال أردوغان عقد عدة صفقات تجارية مع إسرائيل في أعقاب الهجوم الإسرائيلي على سفينة "مافي مرمرة" التابعة لأسطول الحرية عام 2010. يذكر أن "نجم الدين" كان يعمل في شركات توزيع وتسويق المواد الغذائية التي أسسها والده، و هو حالياً موظف في البنك الدولي في وظيفة جلبها له الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الأمر الذي يعد دليلاً علي العلاقات الطيبة بين أردوغان والإدارة الأمريكية خصوصا فترة "بوش" الذي شهد عهده سياسات عنيفة ضد المسلمين. سمية وداعش ما تم كشفه حول نشاط سمية أردوغان يعد دليلاً دامغاً جديداً على علاقة أبيها بتنظيم داعش الإرهابي حيث كشف موقع "جلوبال ريسيرش" النقاب عن أن "سمية" تترأس هيئات وطواقم طبية سرية لعلاج جرحى التنظيم فى معاركه مع الجيش السورى. وركز الموقع على جهود سمية أردوغان وطواقمها بمناطق شانلى أورفا "جنوب شرق تركيا" وقرب الحدود السورية، وعن الدور الذى تلعبه ابنة رئيس تركيا فى نقل المصابين الإرهابيين إلى المستشفيات التركية. واعتمد تقرير "جلوبال سيرش" على شهادة ممرضة تبلغ من العمر 34 سنة، فضل الموقع عدم الكشف عن هويتها حفاظا على حياتها، وقد عملت الممرضة التى تسكن فى شقة متهالكة فى ضواحى إسطنبول مع طفليها، لمدة أسابيع فى مستشفى عسكرى سرى فى "شانلى أورفا"، مؤكدة أنها شاهدت عشرات الجرحى المرتدين ملابس "كاكى" فى شاحنات عسكرية تركية، تبين أنهم من عناصر داعش، مشيرة إلى أن مهمتها كانت إعداد غرف العمليات ومساعدة الأطباء فى مهامهم. وأكدت الممرضة أنها رأت سمية أردوغان مرات كثيرة فى المقر الرئيسى للمشفى بشانلى أورفا، معربة عن تخوفها ورعبها على نفسها، ومبدية ندمها على العمل بالمهمة المشار إليها. وسبق أن أعلنت سمية أردوغان رغبتها بالسفر إلى الموصل العراقية، معقل تنظيم داعش، للقيام بما أسمته أعمال الإغاثة الإنسانية والتطوع فى المساعدة، وتعد سمية أردوغان الأحب إلي قلب أبيها رغم أنها الأصغر بين أولاده نظرا لدورها السياسي الذي تقوم به، ومن أجلها قام والدها بمعاداة ممثلي المسرح التركي، حيث قام بحجب الدعم الدولة للمسرح بعدما تقدمت بشكوي له بزعم أن أحد الممثلين أهانها خلال عرض مسرحي. وقال أردوغان إنه لا يمكن أن يقدم الدعم للمسارح ثم تعض اليد التي تطعمها واصفا مايقوم به المثقفون من نقد له ولأبنائه بالغطرسة المستبدة. وانضمت سمية إلي الفريق الاستشاري لوالدها منذ أكثر من عامين حيث درست العلوم السياسية في الولاياتالمتحدة بمنحة من أحد رجال الأعمال المقربين من والدها، كما درست الاقتصاد في انجلترا إضافة إلي دراستها للغة العربية في الأردن. ونظرا لقدرتها علي مواجهة الانتقادات الموجهة لها اعتبرها البعض أحد أبرز السيدات داخل حزب العدالة والتنمية، حتي إن بعض المحللين التركيين اعتبرها احد أهم المؤثرين في الحياة السياسية، ورشحها البعض لخلافة والدها رغم صغر عمرها الذي لا يتعدي الثلاثين، الأمر الذي دفع البعض لمقارنة هذا الأمر بسيناريوهات التوريث بالوطن العربي مع الاختلاف في بعض التفاصيل والذي دفع البعض لتخيل هذا السيناريو هو ملازمة "سمية" لأبيها في غالبية المناسبات والزيارات الخارجية إضافة إلي أنها عضو لجنة السياسات الخارجية بحزب العدالة والتنمية، كما تتولي الترجمة لوالدها للغة الانجليزية، في اللقاءات الخاصة والمهمة. زوجة الرئيس يبدو أن سبب ابتعاد أمينة في الفترة الأخيرة عن الساحة السياسية يرجع إلى الانتقادات الشديدة الموجهة إليها وعائلتها بسبب ممارسات زوجها القمعية. ونظرا لعدم ظهورها على الساحة السياسية اهتمت الصحف المحلية والعالمية بأخبارها الاجتماعية مثل خبر إغلاق الأمن لأحد شوارع بروكسيل لأن سيدة تركيا الأولى كانت تتسوق في المكان. كما نشرت صحيفة دير شبيجل الألمانية قصة قديمة عن أمينة أردوغان حيث قالت إنها كانت ترفض ارتداء الحجاب في شبابها وأن شقيقها كان يحاول إرغامها على ذلك لدرجة أنها حاولت الانتحار لهذا السبب كما كشفت الصحيفة أن والدة أردوغان كانت ترفض زواجها من ابنها بسبب عدم ارتدائها الحجاب. أحمد براق كاد أحمد براق أن يطيح بعرش أبيه "أردوغان" بعد تورطه في قضية فساد كبرى وطلبه للمثول أمام النائب العام لحضوره للتحقيقات في الثاني من يناير قبل الماضي ،إلا أنه هرب دون جواز سفر إلى جورجيا خوفا من سجنه ومنها إلى إيطاليا. هذا الأمر دفع النائب عن حزب الشعب الجمهوري التركي أرن أردم إلى تقديم مذكرة مساءلة برلمانية إلى رئيس الوزراء التركي السابق أحمد داود أوغلو في أكتوبر قبل الماضي حول الأنباء المتعلقة بهروب براق إلى إيطاليا حاملا معه مبلغ مليار دولار. وأشار النائب اردم في مذكرة المساءلة البرلمانية إلى أن وسائل إعلام إيطالية نشرت أنباء تفيد بأن براق أردوغان هرب من تركيا بسبب الاتهامات الموجهة إليه على خلفية التحقيقات بفضيحة الفساد والرشوة . وكان أردوغان نفى وفقا لمذكرة المساءلة أنباء هروب ابنه قائلاً إنه ذهب إلى إيطاليا لاستكمال دراسة الدكتوراة. وأضاف أردم فى مذكرة المساءلة هل صحيح أن براق هرب إلى خارج تركيا بسبب تورطه بالفساد كما أدعت الوسائل الإعلامية الإيطالية وهل صحيح أن براق يعتزم تقديم أطروحة لنيل الدكتوراه فى موضوع نظرية "تصفير الأموال", وكان نجل رأس النظام التركي براق أردوغان اضطر إلى إعلان أنه ذهب إلى إيطاليا بهدف إتمام دراسة الدكتوراه مشيراُ إلى أنه سيبقى فيها لمدة عامين. يذكر أن أقوال نجل أردوغان تأتي بعد أن كشف المغرد التركي الشهير فؤاد عوني عن طلب أردوغان من براق التوجه إلى إيطاليا سرا ومعه مبالغ مالية كبيرة والبقاء هناك حتى إتضاح صورة المستقبل السياسي فى البلاد بعد الانتخابات. وركز المحققون في الفترة الأخيرة على أحد المؤسسات الخيرية التي يطلق عليها "المؤسسة التركية لخدمة الشباب والتربية"(تورجيف) ويعد براق أحد أعضاء مجلس إدارتها ،حيث أجريت تعديلات على خطة تشييد مبنى أجرته المؤسسة لمجلس أسطنبول المحلي كمكان لإقامة الطلاب وفقا لإدعائها وحاول أردوغان الدفاع عن ابنه قائلا :إن المكان ليس فندقا ولكن التركيز عليه جاء بهدف النيل مني.