بعد تعيينه منسقاً للعلاقات العامة مع المسلمين فى البيت الأبيض، تساءل الكثيرون عن سبب اختيار زكى برزنجى صاحب ال 28 عاماً لتعيينه فى هذا المنصب، خلال الشهور الأخيرة فى مدة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، خاصة أنه كان يشغل منصب رئيس جمعية "شباب أمريكا الشمالية المسلم" المنبثقة من الجمعية الإسلامية فى أمريكا الشمالية "ايسنا"، وهي جمعية تابعة لجماعة الإخوان بحسب تصنيف وزارة العدل الأمريكية. كما قام أثناء عمله في مكتب الحاكم كمنسق اتصال مع الجاليات الأمريكية العربية والأمريكية الآسيوية المسلمة، و قد تخرج زكي من جامعة ولاية فرجينا, قسم العلوم السياسية. قرار تعيين برزنجى جاء من أجل التواصل مع المسلمين الأمريكيين وضمان تمثيلهم على المستوى الفيدرالى فى البيت الأبيض، بما يعتبر أن الإخوان المسلمين هم فى نظر البيت الأبيض ممثلين لكل من هو إسلامي داخل الولاياتالمتحدة. ويعد زكى حفيد المفكر الإسلامى العراقى الأمريكى الجنسية جمال برزنجى الذى يعتبر أحد مؤسسى المعهد العالمى للفكر الإسلامى بواشنطن، وشارك فى تأسيس وإدارة كثير من المؤسسات الإسلامية الفكرية والاستثمارية بأوروبا وأمريكا، فصار من أبرز ممثلى الوجود الإسلامى بالغرب. وتتهم عدة مراكز محافظة ومتخصصة فى مكافحة التشدد جمال برزنجى، الذى توفى العام الماضى، بأنه كان ممثلاً لجماعة الإخوان المسلمين فى الولاياتالمتحدة، ومتهمًا فى تمويل منظمات متشددة فى الشرق الأوسط. وجمال برزنجى صديق للشيخ يوسف القرضاوى، حيث التقيا الشيخ يوسف القرضاوى أمير دولة قطر السابق الشيخ خليفة بن حمد فى الدولة من أجل طلب تمويل لإنشاء مراكز إسلامية فى الولاياتالمتحدة وذلك وفقا لرواية الشيخ يوسف القرضاوى فى سيرته "رحلتى إلى أمريكا". وفى تقرير لمشروع «كلاريون»، وهى منظمة أمريكية، أكد أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما أسقط تهمًا وجهت إلى جمال برزنجى بعد توليه الحكم، مضيفة أن زكى الذى عين حديثا فى البيت الأبيض كان المسئول عن قطاع الشباب فى الجمعية الإسلامية فى أمريكا الشمالية التى أسسها جمال برزنجى وأعضاء آخرون محسوبون على جماعة الإخوان. ويكشف التقرير أن جد زكى وهو جمال برزنجى كان متهمًا مع الدكتور سامى العريان فى أمريكا بتمويل حركة الجهاد الإسلامى وحركة حماس فى قطاع غزة حيث تعرض منزل جمال برزنجى للمداهمة فى عام 2002 للاشتباه فى تمويل منظمات متشددة. وتأسست الجمعية التى كان يعمل بها برزنجى الحفيد والجد، في النصف الأول من ستينيات القرن كفرع لجماعة الإخوان المسلمين في الولاياتالمتحدة، وبعد سنوات قليلة من تأسيسها أصبحت إحدى أهم أذرع وأدوات الجماعة للسيطرة على مقاليد الأمور في الولاياتالمتحدة وحلقة الوصل بين الجماعة الأم والتنظيم الدولي والإدارة الأمريكية، وخاصة البيت الأبيض والكونجرس الأمريكي. بعد قدوم المئات من شباب المسلمين إلى الولاياتالمتحدة للدراسة وخصوصا في جامعات غربية كبيرة في الينويس، وانديانا وميتشيجان. وتمثل الجمعية المسلمين في اجتماعات رسمية حكومية، وكل عام تقيم الجمعية الإسلامية مؤتمراً كبيراً في مدينة كبيرة في الولاياتالمتحدة، ويعقد المؤتمر في عيد العمل في شهر سبتمبر، وهذا المؤتمر هو أكبر اجتماع للمسلمين الأمريكيين. ومنذ وصول أوباما للبيت الأبيض وهو يختار عناصر إخوانية في إدارته، كان أولهم مازن الأصبحي المحامي الأمريكي من أصل عربي، ويأتي أبرز مَن ضمهم الفريق الرئاسي لأوباما الإمام محمد ماجد رئيس الجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية "ايسنا"، والذي يعتبر من مستشاري أوباما في الشئون الإسلامية لمسلمي أمريكا، وذلك رغم وجود صلاتٍ بين إيسنا وجماعات إرهابية عدة، إذ أن الوكيل المصدق لإيسنا نفسه، عبد الرشيد محمد متهمٌ بإقامة صلاتٍ مع تنظيم القاعدة، وهو الأمر الذي كان مؤخراً محل انتقادات داخل المجتمع الأمريكي، خاصة من الأوساط المحافظة.