سيد سعيد المدير الإقليمي للمنظمة كان جزءاً من المفوضين الذين قاموا بلقاء مديري فريق أوباما الانتقالي منظمة الرابطة الإسلامية لأمريكا الشمالية التابعة لجماعة الإخوان هي المسئولة عن المسلمين الذين ينضمون للجيش الأمريكي اعتنق الإسلام عام 1974.. ومتهم بالتعاون مع تنظيم القاعدة خلال سنوات حكم بن لادن عبدالرشيد محمد يتولي إدارة العبادة في منظمة «إيسنا» ويرتبط بصداقة وطيدة مع «أوباما» تظل علاقة الإدارة الأمريكية بالتننظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين لغزا محيرا خصوصا فيما يتعلق بتأثير هذا التنظيم علي إدارة أوباما في الفترة الأخيرة إلي الحد الذي وصل فيه الأمر إلي إعلان الحرب الباردة علي مصر عقب عزل الرئيس الإخواني محمد مرسي من منصبه.. هذا التقرير يلقي الضوء علي الدور الذي يلعبه فرع التنظيم في الولاياتالمتحدةالأمريكية، المعروف باسم الرابطة الإسلامية لأمريكا الشمالية ISNA، في العلاقة بين التنظيم وإدارة أوباما. صلات واضحة، وأخري خفية، تقيمها هذه المنظمة، إيسنا، مع جماعات إرهابية عدة، وسط صمت أو حتي تواطؤ أمريكي رسمي في بعض الأحيان، كما حدث أخيراً حين فتحت الحكومة الأمريكية المجال لإقامة حوار دبلوماسي مع الإخوان، ورفضها إعلانها جماعةً إرهابية. وعلي خلفية قيام القوات المسلحة الأمريكية باختيار رجلي دين تابعين للإخوان، ضمن برنامج تديره "إيسنا" الوثيقة الصلة بالتنظيم الدولي للإخوان، والتي اعتبرتها وزارة العدل الأمريكية، "متآمرة" في جمع تمويلاتٍ مادية لحماس، قام موقع "وورلد نيتورك ديلي" الأمريكي بنشر تقرير حول هذه الجماعة وبعض جوانب عملها وصلتها بالإدارة الأمريكية. في البداية اعتبر الموقع أن "أهمية الخبر (اختيار رجلي دين تابعين للإخوان في الجيش الأمريكي) تكمن في كون وزارة الدفاع لم تقم باختيار رجل دين مرشح من قبل إيسنا للخدمة الفعلية في القوات المسلحة منذ ما يزيد علي 15 عاماً". وأورد التقرير تصريحاً لمدير خدمات العبادة والوكيل المصدق في إيسنا، عبدالرشيد محمد، يقول فيه إن رجلي الدين المختارين للخدمة الفعلية "مستعدان لخدمة الله والوطن". وأضاف عبد الرشيد: "فلينعم الله علي الجنديين الجديدين المختارين منا وعلي عائلتيهما، بينما يستعدان لمواجهة تحديات وفرصٍ جديدة في الجيش والقوات الجوية". ورغم وجود صلاتٍ بين إيسنا ورجلي الدين الجديدين، الأمر الذي لفت الأنظار في الأوساط الأمريكية المحافظة في الأيام الأخيرة، فقد غابت عن المعادلة الشراكة الأكبر وهي بين الجيش الأمريكي وجماعات إرهابية عدة، وليس إيسنا فحسب، إذ إن الوكيل المصدق لإيسنا نفسه، عبد الرشيد محمد، متهمٌ بإقامة صلاتٍ مع تنظيم القاعدة. وأشار التقرير إلي أنه منذ بداية برنامج "اختيار رجال الدين المسلمين في الجيش الأمريكي" في 1993، أعدت إيسنا مؤتمراً إسلامياً سنوياً تلقي فيه خطبٌ لرجال دين في الجيش وفي أنظمة السجون الأمريكية. وأشار موقع "رصد الشبكات" إلي أن إيسنا، بالتعاون مع الأمانة العامة الإسلامية في أمريكا الشمالية، تسيطر علي 50 إلي 80 في المئة من المساجد في أمريكا وكندا، وبناءً عليه فإن الجماعة بإمكانها ممارسة سيطرة كاملة علي دور العبادة هذه وتعاليمها. يذكر أن إيسنا أُنِشئَت في 1981 من قبل جمعية الطلاب المسلمين، التي مولت في حينه من قبل بعض الدول الإسلامية، والتي أسست جزئياً بدورها من قبل الإخوان المسلمين. ويشير موقع "وورلد نيتورك ديلي" لفعالية أقامتها جمعية الطلاب المسلمين تم فيها تشجيع العنف تجاه الولاياتالمتحدةالأمريكية، من ذلك تصريح أحد المتحدثين، محمد فهيد، في كلية كوينزبوروج عام 2003: "نحن لسنا أمريكيين.. نحن مسلمون، وأمريكا تريد أن تقوم بترحيلنا ومهاجمتنا! الصراع هو نحن ضد "هم"! الحق ضد الضلال! المستعمرون والأسياد ضد المقموعين، وسنحرق بيت الأسياد!". تم اعتبار إيسنا في مايو 1991، ك "واحدة من الجماعات الموالية في التفكير لجماعة الإخوان المسلمين وصديقة تشترك معنا في هدف واحد هو تدمير أمريكا وتحويلها إلي أمةٍ إسلامية"، وذلك في مذكرة صادرة عن الإخوان المسلمين، بشأن الهدف الاستراتيجي العام للجماعة في أمريكا الشمالية. إلي ذلك وصف المختص بشؤون الإسلام، ستيفن شوارتز، إيسنا بأنها واحدة من "القنوات الرئيسية التي يمر عبرها الإسلام المتطرف للولايات المتحدة". وطبقا للخبير في قضايا الإرهاب، ستيفن إيمرسن، فإن "إيسنا جماعة متطرفة تختبئ تحت غطاء كاذب من الوسطية، حيث تقوم بنشر مجلة نصف شهرية بعنوان "آفاق إسلامية" والتي دائماً تمجد الميليشيات الإسلامية"، ناهيك عن أن الجماعة "تعد مؤتمرات سنوية تدعو لها ميليشيات إسلامية وتعطيها المنصة لنشر العنف وخطابات الكراهية"، يضيف إيمرسون أنه في سبتمبر 2002، وبعد عامٍ كامل من أحداث الحادي عشر من سبتمبر، شدد المتحدثون في إيسنا علي إنكار أي دور لأسامة بن لادن في الهجمات الإرهابية. كما قامت إيسنا بجمع التبرعات لإرهابيين، وفقاً ل "رصد الشبكات"، وبعد إلقاء القبض علي زعيم حماس موسي مرزوق وترحيله في 1997، قامت إيسنا بجمع التبرعات للدفاع عنه، كما أدانت الجماعة قيام الحكومة الأمريكية بتجميد الأصول المالية لكل من حركتي حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينيتين. وفي هذه الأثناء، تقيم إيسنا علاقات وثيقة بإدارة أوباما، والتي أشارت مؤخراً إلي أنها منفتحة علي الحوار الدبلوماسي مع الإخوان، رغم تصنيفها جماعة إرهابية من قبل السعودية وغيرها من الدول العربية. وعلاقة أمريكا بإيسنا بدأت قبل ولاية أوباما الحالية، فقبل أسبوع من موعد الانتخابات الرئاسية العام الماضي، كان المدير الإقليمي لمكتب إيسنا، المعني بالشؤون الدينية والدعم المجتمعي، سيد سعيد، جزءاً من المفوضين الذين قاموا بلقاء مديري فريق أوباما الانتقالي. وقامت رئيس إيسنا إنجريد ماتسون بتمثيل المسلمين الأمريكيين في الانتخابات الرئاسية، حيث أدت الصلاة في خضم الحدث التليفزيوني، ومثلت إيسنا أيضاً في العشاء الرمضاني الذي أعده أوباما في البيت الأبيض. وفي يونيو 2009، قامت مساعدة أوباما فاليري جاريت بدعوة إنجريد ماتسون للعمل في مجلس البيت الأبيض للنساء والبنات، والتي تقوم هي برئاسته. وبعد مضي شهر، قامت وزارة العدل الأمريكية بوضع منصة معلومات في معرض أقامته إيسنا في العاصمة واشنطن، وخلال ذلك الشهر أيضاً، قامت جاريت بافتتاح المؤتمر السنوي السادس والأربعين لإيسنا، ووفقا للبيت الأبيض فإن جاريت شاركت في الافتتاح كجزء من حملة أوباما الرامية للتواصل مع المسلمين. وفي فبراير تعرض مستشار أوباما المختص بشؤون مكافحة الإرهاب، جون برينان، لانتقادات شديدة بسبب التصريحات التي أوردها في خطاب ألقاه علي مسامع طلاب القانون المسلمين، في فعالية موّلتها إيسنا في جامعة نيويورك. في الخطاب، قال برينان، والذي أصبح فيما بعد مديراً لوكالة الاستخبارات المركزية، إن "عودة بعض الإرهابيين ممن تفرج أمريكا عنهم، لممارسة الإرهاب ليس بالأمر السيئ إلي هذه الدرجة". كما انتقد برينان بعض ردود فعل إدارة بوش علي أحداث 11 سبتمبر، ووصفها بأنها مبالغ فيها في بعض النقاط إذ إنه في خضم مبالغتنا في الحذر، قمنا باتخاذ إجراءات أمنية عديدة نراجعها، بعد أن هدأت الأوضاع، فنري حجم المبالغة الذي انطوت عليه. وأضاف التقرير أن برينان قال في الفعالية نفسها، إن إدارة أوباما تعمل علي تعديل قوانين الإرهاب، بحيث لا تطال المواطنين الأمريكيين "أبداً"، بناء علي خصائص معينة قد تعزي لهم. ويشير التقرير إلي أن "إيسنا" ليست الجهة الوحيدة التي تتولي التصديق علي المرشحين من رجال الدين المسلمين للخدمة في الجيش، فهناك جهة سابقة، إلي جوار إيسنا، هي القوات المسلحة الأمريكية المسلمة ومجلس شؤون المحاربين القدامي التي أنشئت في 1991 والعاملة تحت مظلة مؤسسة مسلمي أمريكا، وهذه الأخيرة أسسها عبدالرحمن العامودي، وهو رجل دين خدم كمستشار في شؤون المسلمين في إدارة بيل كلينتون وساعد في إنشاء برنامج رجال الدين المسلمين. وكان العامودي أيضاً هو من اختار أول رجل دين مسلم، الإمام عبدالرشيد محمد، والذي لايزال في منصبه حتي الآن، وكان عبدالرشيد هو من صدق علي أحدث عضوين منضمين حديثا ل"برنامج رجال الدين المسلمين". ولعب العامودي دوراً أيضاً في اختيار رجال الدين الستة الباقين، وهو يقضي حالياً عقوبة سجن مدتها 23 سنة بتهمة تحويلات مالية إرهابية مع الحكومة الليبية، ولدوره المتوقع في مؤامرة ليبية لاغتيال ولي العهد السعودي (في حينه) الأمير عبد الله. ووُصِفَ العامودي بأنه خبير في فن الخداع في تقرير نشره الصحفيان في "نيوزويك" مارك هوسينبول ومايكل اسيكوف، وذكر المقال آراء العامودي الوسطية الموالية لأمريكا، علي الرغم من إعلانه، في الوقت نفسه، دعمه كلاً من حماس وحزب الله. وكان العامودي هو من رشح عبد الرشيد محمد عبر مجلس المسلمين الأمريكيين، وقد شارك في مراسم إلقاء القسم، تماماً كما شارك في مراسم إلقاء القسم لتعيين رجل الدين الثاني في الجيش منجي ملك عبد المتعالي نويل الابن. ومن المعروف أن كل رجل دين مسلم يجب أن يصدق عليه من قبل وكالة إسلامية رسمية، وكمعظم رجال الدين المسلمين، الوكالة المصدقة علي عبد الرشيد محمد كانت إيسنا. والواقع أن عبد الرشيد محمد اعتنق الإسلام في 1974، بعد انضمامه إلي " أمة الإسلام"، وهي جماعة من المسلمين السود تنادي بالانفصال إلي جانب القومية السوداء، لكنه قرر فيما بعد أنه لا يريد الالتزام بفلسفة الجماعة المتطرفة، لكنه انجذب إلي ما أسماه "تركيز المنظمة علي المسؤولية الفردية والمساعدة الذاتية". ويقول عبدالرشيد: "في المكان الذي نشأت فيه، كانت النساء تُستَغَل، بينما في أمة الإسلام، الرجال دائماً خلوقون، فشعرت بأن أمة الإسلام كان عندها ما تقدمه لي أكثر من الكنيسة". وفي مقابلة مع مصلح الدين أحمد من موقع "إسلام فور أول"، روي عبد الرشد محمد تفاصيل ارتباطه برابطة العالم الإسلامي، وهي مؤسسة خيرية إسلامية متهمة بتمويل الإرهاب وبوجود صلات لها بالقاعدة، وذكر الموقع أيضاً أن محمد أقام حواراً مع المؤسسة الخيرية للمساعدة في إنشاء برنامج رجال الدين المسلمين. وخلال فترة ارتباط محمد برابطة العالم الإسلامي، نشأت عن الرابطة مؤسسات خيرية كان لها صلات بالقاعدة وبأسامة بن لادن. كما أشار "إسلام فور أول" إلي أن عبد الرشيد محمد عرض علي رابطة العالم الإسلامي العمل معها، وأنه "بدأ التواصل مع الرابطة بهدف تشكيل وتطوير حضور إسلامي فعال في القوات المسلحة الأمريكية"، مبديا اهتماماً بالغاً بالمجلات والمنشورات الأخري لرابطة العالم الإسلامي ومؤسسات مشابهة لدعم عمله الدعوي.