أحمد بان : فشل السلفيين كان متوقع وانقلابهم على الدولة يطيح بهم من الحياة السياسية محمد الأباصيرى : يبتزون الدولة وإرهابهم قادم.. وسوف يسعون لتشكيل تنظيم سرى على غرار الإخوان أكد خبراء متخصصون فى الشأن الإسلامى ، أن السلفيين سوف ينقلبون على الرئيس عبد الفتاح السيسى بعد فشلهم فى المرحلة الاولى من إنتخابات مجلس النواب . وأرجع الخبراء هذا الفشل إلى عدة أسباب , على رأسها وعى الناخب المصرى فى اختيار من يمثله ، والاتهامات والتراشق بين السلفيين وبعض القوى السياسية ، فضلا عن فقدانهم المصداقية التى تمتعوا بها خلال الفترة الماضية لدى الناخبين. فى البداية أكد أحمد بان الباحث فى الشئون الأسلامية، أن الخسارة المزرية لحزب النور فى المرحلة الاولى من إنتخابات مجلس النواب كانت متوقعة . لافتا إلى أن هناك العديد من الأسباب التى أدت الى هذه النتيجة من أهمها ، حالة الانشقاق فى قواعد الحزب بعد ثورة 30 يونيو وإتهام قيادات الحزب بالتخلى عن الاهداف التى جاء من أجلها وأمن بها انصاره , فضلا عن تضارب تصريحات قيادات الحزب والتراشق والإتهامات المتبادلة بينهم وبين القوى السياسية وهو ما أفقده توازنه فى الشارع المصرى وتسبب فى ضعف موقفة الانتخابى , بجانب تخلى الحزب عن مبادءه بعد ضم العديد من الاقباط إلى قوائمه الانتخابية ، رغم تعارض هذا مع أفكار الحزب ، مما ادى لفقدان الحزب مصداقيتة لدى الناخب . وتابع حديثه : حزب النور كان "واهما" فى أن تقف الدولة بجانبه ردًا لموقفه فى 30 يونيو وما تبعها من إجراءات متعلقة بخارطة الطريق ومنها الدستور وإنتخابات الرئاسة ولكن هذا لم يحدث . وأوضح الباحث فى الشئون الاسلامية، أنه كان يتوقع حصول حزب النور على نسبة 5% من المقاعد ، ولكن المرحلة الاولة جاءت كاشفة وأكدت ضعف موقفه وفى حالة استمراره على حالة الشتات التى ظهرت عليه بعد المرحلة الاولى سوف يفشل فشلا زريعا . وأضاف "بان": لا أتصور أن ينقلب السلفيين على الدولة ، ولكن هناك تجاه لتغيير سياسات التعامل مع الدولة والقوى السياسية ، كما أن الحزب لن يفقد وجوده فى الساحة وسوف يعمل للعودة من جديد فى المستقبل ، نافيًا أن ينتهج حزب النور نهج جماعة الإخوان المسلمين ، قائلاً : السلفيين لم يرتكبوا نفس أخطاء الاخوان بتشكيل تنظيم سرى ، لانهم يعلمون جدًا أن مثل هذه الأفعال تطيح بهم من الحياة السياسية نهائيا ، ولكن سوف يتبدل الحال من التأييد إلى معارضة شرسة ضد البرلمان المقبل ، ومن ثم ضد الحكومة والرئيس . وعن مهاجمة السلفيين للرئيس السيسى وإتهامة بأنه "باعهم " قال بان: السلفيون كانوا يمنون النفس بتمييز خاص بعد موقفهم من 30 يونيو ، ولكن هذا وهم كبير كما ذكرت سابقًا ، ولم يتحقق على ارض الواقع . وقال محمد الاباصيرى القيادى السلفى : إنقلاب السلفيين على الرئيس السيسى بعد فشلهم فى الانتخابات البرلمانية تم بالفعل عن طريق الابتزاز من أجل تدخل الرئيس فى المرحلة الثانية للحصول على أكبر عدد من المقاعد . مشيرًا إلى أن تصريحات السلفيين واتهامهم للسيسى بانه "باعهم" أمر طبيعى لانهم كانوا يريدون أن تكون لهم الغلبة فى البرلمان المقبل، وكانوا يعتقدون أن تأيدهم للسيسى سوف يكافئون عليه فى مجلس النواب . وأرجع الاباصيرى فشل السلفيين فى المرحلة الاولى ، إلى وعى الناخب المصرى الذى اصبح لدية القدرة على التمييز بما يدور فى الغرف المغلقة لدى السلفيين الذين كانوا يرغبون فى اعادة تجربة الاخوان المسلمين مرة أخرى ، لكنهم لم يستطيعوا خداع الشعب من جديد بعد إدراكه أنه لا فرق بين الاخوان والسلفيين ، فهما وجهان لعملة واحدة ، ومن ثم الحديث عن وجود تنظيم سرى للسلفيين صحيح ، فضلاً عن وجود تنظيم دولى أيضًا على غرار الإخوان . وتوقع القيادى السلفى أن يمارس السلفيين العف خلال المرحلة المقبلة ضد الدولة ردًا منهم عن الفشل فى المرحلة الاولى من الانتخابات والتى كان يعولون عليها فى حصد العديد من المقاعد لكن ذلك تحطم ذ على أيدى الناخبين الذين رفضوا إبتزاز السلفيين . وإختتم الاباصيرى حديثة قائلا: إرهاب السلفيين سوف يبدأ من الاعتراض ثم التكفير ثم تشكيل جماعات ارهابية لمحاربة الدولة ، ومن ثم على الدولة أن تعلم جيدًا أن السلفيين سوف يظهرون على وجوههم الحقيقية خلال الفترة المقبلة ، وعليها أن تتصدى لإرهابهم مثلما فعلت مع الإخوان من قبل . ويقول سامح عيد الباحث فى الشئون الإسلامية: فشل السلفيين فى الإنتخابات سوف يجعلهم يعيدون النظر فى علاقتهم بالدولة ، مشيرًا إلى ان السلفيين كان لهم أطماع فى البرلمان المقبل من خلال العلاقة الطيبة مع الرئيس ، ولكن لم يتخيلوا أن تخزلهم قواعدهم فى الانتخابات ، وهذا ما ادى إلى فشلهم الزريع . وأوضح عيد أن إنقلاب السلفيين على الرئيس امر متوقع بعد الفشل فى الانتخابات ، ولكن سوف يتم دراسة الامر جيدًا لأنهم يعلمون أن ما حصلوا عليه من اصوات حقيقى وليس به تلاعب من الدولة ، ومن ثم فهم يريدون الحفاظ على تواجدهم السياسى دون الخروج من المشهد السياسى ، كما تم مع الاخوان من قبل ، ولكن سوف يحدث اختلاف فى كيفية التعامل مع النظام والبرلمان القادم ، ليأخذ التيار السلفى شكل المعارضة . وعن تصريحات السلفيين بعد المرحلة الاولى ، قال عيد : السلفيين كانوا يتوقعون تمثيل ضعيف فى البرلمان ولكن ما جاء من خلال التصويت كان أضعف من المتوقع وهو ما تسبب فى حالة من الشتات بين قيادات الحزب وتوزيع الاتهامات على بعضهم البعض فضلا عن انتقاداهم للرئيس والدولة. وقال صبرة القاسمى مؤسس الجبهة الوسطية إنه يخشى من ضغوط أو مغازلة شباب الإخوان والجماعات المتشددة لشباب حزب النور فى الوقت الذى يشعروا خلاله بتخلى الدولة عنهم . ونفى فى الوقت ذاته احتمالية وجود خلاف بين حزب النور والدعوة السلفية والدولة المصرية واصفًا العلاقة بين النور والدولة ب"الزواج الكاثوليكى" مشيرًا إلى أن اختيار الحزب من البداية التخلى عن باقى التيارات الإسلامية كان قرار استراتيجى يوضح منهجهم البعيد عن العنف . وأكد أن حزب النور لا يهمه خسارة الانتخابات البرلمانية ولن يقبل الدخول فى خلاف مع الدولة. وأشار القاسمى إلى أن الخطورة فى مغازلة الدواعش والقاعدة والإخوان لشباب السلفيين وكمية السخرية والاستهزاء التى تصب عليه من هذه الفئات رغم أنهم الصدادة الأساسية لهذه الأفكار فى مصر ويجوبوا الشوارع والحوارى للحد من الفكر التكفيرى. وأكد ان إحساس النور بأن الدولة تركتهم لشماتة هذه الفئات قد يجعلهم ينسحبوا من الشارع السياسى والدعوى وهو أمر ليس فى صالح الدولة المصرية . ونفى "القاسمى" تخلى النور وقواعده عن الرئيس السيسى موضحًا أن الحزب يدرك وطنية الرئيس السيسى بالإضافة إلى أنه حزب صاحب قرارات استراتيجية ولن يتخلى عن منهجه فى ضرورة الحفاظ على الدولة . وطالب القاسمى فى الوقت ذاته الدولة المصرية بضرورة إيجاد نوع من الاتزان بين كافة الفصائل السياسية أثناء السباق البرلمانى . .