كشفت نتائج فرز الأصوات في المرحلة الأولى بالانتخابات البرلمانية، تقدم قائمة في حب مصر "الممولة من السيسى" على نظيرتها حزب النور بمنطقة غرب الدلتا، بالإضافة إلى اكتساحها في عقر دار السلفيين بالإسكندرية. وعلى الرغم من تقليص “النور” للفارق في محافظتي البحيرة ومرسى مطروح، إلا أن الإجمالي لا ينتج عنه الفوز، بل يتيح له الإعادة في الجولة الثانية في أفضل الظروف، الأمر الذي جاء مخيبًا لآمال الحزب الذي كان يراهن سابقًا على فوزه من أول جولة في القائمة. وقال محمد الأباصيري، الداعية السلفي: “أتصور أن هناك عدة أسباب لهزيمة السلفيين على مستوى الجمهورية سواء المتحقق في المرحلة الأولى أو المتوقع أكثر منه في المرحلة الثانية، أبرزها الوعي العالي لدي المواطن المصري، خاصة بعد أحداث 30 يونيو 201.
وعن الإسكندرية، أوضح “الأباصيري” أن الحقيقة الغائبة عن أذهان الكثيرين أن ما يتم ترديده عن أن محافظة الإسكندرية معقل السلفيين هو زعم غير دقيق بالمرة، فالإسكندرية بلد المنشأ وليس معقلًا لهم، فكيف تكون معقلًا لهم ولم تمنحهم ثقتها مرة واحدة منذ 25 يناير 2011 م، ففي انتخابات البرلمان 2012 م كانت هزيمتهم الساحقة في الإسكندرية، وفي انتخابات الرئاسة 2012 م دعموا المرشح عبد المنعم أبو الفتوح، في المرحلة الأولى، فلم يحصل على شيء، وفي المرحلة الثانية دعموا محمد مرسي، فحاز حمدين صباحي على أصوات الاسكندريين، مؤكدا أن الانتخابات النيابية الحالية تعد الصفعة الأخيرة والضربة القاضية التي تلقاها حزب النور من شعب الإسكندرية. ومن جانبه، قال عاطف عواد، عضو الهيئة العليا سابقًا عن حزب الوسط، إن حزب النور بدل مواقفه أكثر من مرة وتلون، الأمر الذى أساء للأحزاب ذات المرجعية الإسلامية بمواقفه من الأقباط والمرأة والصور فى الداعية الانتخابية مسبقا، ثم عدل عنها لمسايرة القاعدة العامة. وتابع: “رغم اختلافى معهم فى رؤيتهم السابقة، إلا أن الأمر ظهر الآن لى ولرجل الشارع أن مواقف قيادات النور كانت من قبيل المزايدة على الإخوان وعلى الشريعة الإسلامية، فانهارت شعبيتهم لفقدانهم المصداقية، كما حدث انقسام كبير داخل الجبهة السلفية، حتى تبرأ بعضهم من حزب النور وممارساته، أما رجل الشارع العادى، فتبين له أن حزب النور لايملك رؤية ولديه خلل فى إدراك مفهوم العمل السياسي، وعلى رأسه العمل البرلمانى”. وفى نفس السياق، قال ياسر فراويلة، المنشق عن الجماعة الإسلامية، إن صوت السلفيين أكبر من حجمهم، والإسكندرية لا تقبل الهيمنة عليها ولا مصادرة رأيها، مضيفا: “كان علي حزب النور إدراك ذلك من خلال 3 وقائع رئيسية، الأولى التصويت لحمدين، والثانية واقعتى أنصار أبو اسماعيل ومسجد القائد إبراهيم، والثالثة كانت مسيرات الغضب من الإخوان، رغم أن أعلى تصويت لهم كان بها، لكنهم يفتقدون الرؤية وأصابهم غرور العصبية القبيلية ومساندة بدو الغرب”.