اعتبرت مجلة فورين بوليسى الأمريكية إن حزب النور يلعب مباراة طويلة، مؤكدة على أن الحزب سيحافظ على خضوعه للدولة خلال العمل نحو المصالحة مع الفصائل الإسلامية المختلفة، فيما سيحافظ على موقعه باسم الأخلاق والبديل الإسلامي فى البرلمان العلمانى القادم على حد وصفها . وأضافت المجلة ، فى تقريرها الصحفى ، بأنه منذ انتخاب الرئيس عبد الفتاح السيسى ، والنور هو الحزب الوحيد الذي تبقى من المشهد الإسلام السياسي، وحتى الآن يخسر السباق البرلماني، وهذا يعني أن برلمان مصر قريبا سيكون علماني تماما، رغم أنها دولة محافظة جدا حيث أن قائمة المرشحين تمتليء بالعلمانيين والقوميين، وكبار رجال الأعمال، لكن قائمة المرشحين الإسلاميين تقلصت لتصبح خيار واحد فقط، حزب النور على حد تعبير المجلة. وأوضحت المجلة الأمريكية بأنه في انتخابات عام 2011-2012 التي تلت سقوط مبارك، وصف الحزب سياسية جماعة الإخوان المسلمين بأنها "ليبرالية جدا"، وسيطر على حوالي 25 % من مقاعد البرلمان، ما جعله في المرتبة الثانية بعد الاخوان، ولكن هذا البرلمان لم يدم طويلا، حيث تم حله بقرار من المحكمة الدستورية بحجة وجود خروقات في قانون الانتخابات على حد تعبير المجلة. وبحسب المجلة فأن توقعات حزب النور لنتائجه في هذه الانتخابات كان منخفضا من البداية، لكنه كان يعول على الفوز على الأقل في معقله بالإسكندرية، التي صوتت في المرحلة الأولى، لكنهم كانوا مخطئين. فرغم منافسته على 102 مقعد في الجولة الأولى، لم يحصد إلا 8 فقط. و نقلت المجلة عن عمرو مكي مساعد رئيس حزب النور للشئون الخارجية قوله :" ما حدث في الانتخابات كان أسوأ توقعاتنا، كنا نتوقع على الأقل الفوز في الإسكندرية لكنه لم يحدث". وبعد الفشل في الجولة الأولى ألقى حزب باللائمة على قوانين الانتخابات "الظالمة"، ووسائل الإعلام "المعادية" والمسئولين "الفاسدين"، ونقلت المجلة عن أشرف الشريف، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية في القاهرة :" إن الأسباب التي قالها الحزب ليست السبب في خسارته، ولكنهم خسروا لان العديد من السلفيين لم يذهبوا للتصويت لصالح الحزب لاعتقادهم أن النور باع القضية الإسلامية والسلفية أيضا". وتابعت المجلة :" منذ عزل الرئيس محمد مرسي في يوليو 2013، سعى النظام الذي يقوده الرئيس عبد الفتاح السيسي للقضاء على الإخوان، إلا أن حزب النور والدعوة السلفية بقيا على قيد الحياة عن طريق إبرام اتفاق للوقوف علنا بجانب الحكومة الجديدة، والتخلي عن الإخوان المسلمين"، وقال عبد المنعم الشحات المتحدث باسم الدعوة السلفية:” كان قرارا عمليا، كانو مصرين، كان واضحا أن ما حدث قد حدث". وأضافت المجلة بأن حزب النور اتخذ قرارا استراتيجيا والدعوة السلفية دعمته، لكن بالنسبة لجماعة الإخوان كان هذا القرار سكينا في الظهر، وقال شادي حامد زميل بارز بمعهد بروكينجر الأمريكي:" في بعض الأحيان تضطر للاختيار بين الفناء والنظام، النور اختار النظام، لقد راهنوا على أنهم إذا دعموا السيسي سوف يحصلون على شيء في المقابل". وتابع الشريف:" حزب النور ذهب إلى أقصى حد في التطرف، ففي الانتخابات الرئاسية دعموا حملة السيسي، كان يمكنهم الامتناع عن التصويت، ولكنهم أصروا على التصويت، ودعم السيسي، وهذا كان منتهى الاستفزاز لبقية التيار الإسلامي في مصر، واثار حفيظتهم وغضبهم على الحزب، إلا أن النور تحمل على أمل أن يحصد الثمار في الانتخابات البرلمانية، أو الحصول على مجرد فرصة عادلة، لكن هذا لم يتحقق على الأقل حتى الآن". وتجري هذا العام الانتخابات البرلمانية التي طال انتظارها، على مرحلتين، الأولى أجريت في 14 محافظة خلال أكتوبر الماضي، أما الثانية التي تجرى اليوم الأحد و غدا الاثنين حيث تغطي باقي المحافظات، وأظهرت المرحلة الأولى أن وقت حزب النور قد انتهى.