منظر الجماعة الإسلامية أكد أن أحفاد البنا فى طريقهم إلى "الهاوية" الحركة الإسلامية عليها إعادة بناء نفسها من جديد وعدم التفكير فى السياسة قبل 40 عاما من الآن قيادات الإخوان باعوا دماء الشباب بثمن بخس وهم فى مأمن وسعة عيش ويتلاعبون بجماجمهم وآهات جرحاهم ويتم أطفالهم كلما زاد العنف زاد إيمان المواطن بقيمة الدولة والجيش لأن الأحداث بسورياوالعراق وليبيا ليست ببعيدة عنه الدولة إنتصرت في كل مواجهاتها مع الجماعات التكفيرية.. والعنف لن يعيد عقارب الساعة إلي الوراء الإخوان لن يرشحوا أحد فى انتخابات النواب.. وسيقومون بدعم شخصيات مقبولة فى الشارع من خلف ستار هناك عملية إعادة تقييم تتم حاليا داخل الإخوان ربما تخجل أن تظهر على السطح حاليا ولكنها لن تستمر طى الكتمان ثورة يناير ليست مقدسة لكى نجرم انتقادها.. ومحاولة إقصاء حزب النور أكبر خطأ ستقع فيه الدولة أكد الدكتور ناجح إبراهيم المفكر الإسلامى ومنظر الجماعة الإسلامية, أن جماعة الإخوان المسلمين فى طريقها إلى "الهاوية" بعد الدعوات المتكررة من قادة التنظيم الدولي بالخارج لشباب الإسلاميين بالإستمرار في التظاهر والتخريب والعنف دون مراعاة أرواح هؤلاء الشباب وأسرهم والمعاناة التى يلاقونها بسبب المواجهات الأمنية. لافتا فى حواره ل "الموجز" إلى أن الذين يدعون للحرب من خارج مصر يبيعون دماء الشباب بثمن بخس وهم فى مأمن وسعة عيش ويتلاعبون بجماجمهم وآهات جرحاهم ويتم أطفالهم وترمل نسائهم ليصنعوا مجدا كاذبا. وأضاف أن هذه الدعوات لن توجد المفقود من الشريعة ولن تحافظ على الموجود منها ولكنها ستضيع الموجود ولا تأتى بالمفقود كما أنها ستذبح الإسلام ودعوته بسكين العنف والدماء, موضحا أن الاستهداف المتكرر للجيش المصرى "مقامرة خطيرة" لم يحسب أصحابها حسابها ولم يقرأوا نتائج أمثالها عبر التاريخ المصرى كله والذى يشى وينبئ عن نتيجة واحدة تقول: إن الدولة المصرية انتصرت فى كل صداماتها مع الحركة الإسلامية فى كل العصور.. بجانب أشياء أخرى كثيرة فإلى تفاصيل الحوار. كيف تري الدعوات الأخيرة لقيادات الإخوان لشباب الجماعة بالاستمرار فى أعمال العنف والحرق والتدمير؟ تعجبت كثيراً للدعوات التى انطلقت من الخارج تشجع وتؤيد الشباب المتدين وتدعوه لمزيد من الحرق وتفجير كابلات الكهرباء وتدمير ما يستطيعه من قطارات وترام ومترو وما شابهه .. ألم يدرك هؤلاء أن مصر أحوج ما تكون إلى دعوة للمصالحة وحقن الدماء بين الطرفين أو دعوة لنبذ العنف والإرهاب ووقف التقاتل والتشاتم بدلاً من الدعوة للحرب والنزال, فهل يريد هؤلاء حرقاً أكثر مما حرق.. وهل تبقى شىء فى بلادنا لم يحرق؟!!.. فقد حرقت الكنائس والمساجد والأحزاب وأقسام الشرطة والمحافظات والنيابات والمحاكم والمباني الحكومية والمتاحف والمدارس بل والضباط فى الأقسام وحرقت معها قلوب المصريين فهل نحتاج إلى حرائق جديدة وهل بقيت دماء مصرية لم تنزف بعد حتى نريقها في كل ذكرى لثورة 25 يناير أو غيرها, والمصيبة أن أكثر الذين يدعون للحرب لا يحسنونها ولا تطالهم شرورها فهم على الأسرة متكئون وفي الفنادق مرفهون وعلى القنوات يمرحون في الوقت الذي يصتلي فيه الشباب كأس السجون والقبور. أما الذين يدعون للحرب من خارج مصر فيبيعون دماء الشباب بثمن بخس وهم فى مأمن وسعة عيش ويتلاعبون بجماجمهم وآهات جرحاهم ويتم أطفالهم وترمل نسائهم ليصنعوا مجدا كاذبا. وكيف نحمى الشباب من مثل هذه الدعوات ؟ أقول لهم إن هذه الدعوات لن توجد المفقود من الشريعة ولن تحافظ على الموجود منها ولكنها ستضيع الموجود ولا تأتى بالمفقود إنها ستذبح الإسلام ودعوته بسكين العنف والدماء.. فهل نهدم كل بضعة أشهر نظاماً لنحل آخر حتى لو اقتنع البعض أنه أتقى .. أقول لهم : عجلة الزمان لن تعود للخلف.. وهل نهدم الدولة والنظام كل بضعة أشهر حتى يستريح هؤلاء وهؤلاء .. لقد تعلمت من حياتي الصعبة والمملوءة بالتجارب أنه لن يسمع صوت الأذان "حى على الفلاح " إلا بعد خمود صوت التفجيرات والرصاص فصوت المتفجرات بجبروته يغطى على صوت الأذان الرقيق وماذا عن العمليات الأرهابية الأخيرة في سيناء ؟ الاستهداف المتكرر للجيش المصرى خاصة وللدولة المصرية عامة -بصرف النظر عمن يحكمها- يعد مقامرة خطيرة جداً لم يحسب أصحابها حسابها ولم يقرأوا نتائج أمثالها عبر التاريخ المصرى كله والذى يشى وينبئ عن نتيجة واحدة تقول إن الدولة المصرية انتصرت فى كل صداماتها مع الحركة الإسلامية فى كل العصور بدءاً من الملك فاروق وحتى اليوم وبصرف النظر عن حكامها وعن النظام الذى يحكمها سواء كان ملكياً أو جمهورياً اشتراكياً أو رأسمالياً فيه إيجابيات وسلبيات كثيرة أم قليلة.. كان بإمكان الرئيس السيسى أن يدلى بكلمته التى ألقاها مؤخراً بعد العملية الإرهابية الخطيرة التى قامت بها "أنصار بيت المقدس" وهو جالس بين قادة الجيش أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة لكنه لم يفعل ذلك بل ذهب إلى خارج القاعة ليجعل هؤلاء القادة حوله وبين يديه ومن خلفه ويكون وجهاً لوجه تجاه شعبه وكأنه يقول: "هؤلاء حولى وورائى وأنتم معى فى هذه المواجهة الصعبة التى لم تحدث من قبل فى تاريخ مصر الحديث".. وكلمته حملت فى طياتها رسائل خطيرة جداً أعتقد أن أكثر الذين وجهت إليهم لن يفهموها سريعاً ولن يحسنوا قراءتها، ولن يدركوا عواقبها الوخيمة عليهم إلا بعد فوات الأوان كما يحدث باستمرار إذ إنهم عادة لا يدركون قوة الدولة المصرية فى كل عصورها إذا ما قررت مواجهة أحد. وكيف ترى تكرار هذه العمليات الإرهابية ومدى تأثيرها علي ثقة المواطن في الدولة ومؤسساتها؟ المواطن عادة ما ينحاز إلى الدولة لأنه يجد فيها الأمان والاستقرار والطمأنينة على مستقبله، خصوصا وهو يرى فى هذه الأيام تفكك اليمن وسيطرة الحوثيين وميليشيات القاعدة، فضلاً عن الفوضى العشائرية والقبلية.. ويرى ليبيا قد تمزقت شيعاً تراق منها الدماء وتعطل المصالح ويغيب عنها الأمان.. ويرون لبنان وهى تعيش بلا رئيس لمدة عام ونصف العام.. ويرون سوريا وقد قتل وجرح فيها أكثر من مليون مواطن، وهجر معظم أهلها ليعيشوا فى مخيمات لا تقى من ثلج الشتاء أو حر الصيف، وبعضهم يتسول الناس فى بلاد كانت أفقر من سوريا.أما العراق فتمزقت تمزيقاً وجاءت الميليشيات الشيعية وداعش لتكمل خرابها وتدميرها وتفجيرها والذين يراهنون على أن المواطن المصرى سينحاز إلى الجماعات والحركات الإسلامية أو يتعاطف مع المجموعات التكفيرية مثل أنصار بيت المقدس أو أجناد مصر نتيجة للضغوط الاقتصادية وبعض سلبيات مؤسسات الدولة سيخطئ خطأ فادحاً فالمواطن يرى فى الدولة ملجأ وملاذاً فى أوقات الفتن والمحن مهما كانت المشكلات أو الصعوبات المعيشية التى يحياها. وفي رأيي إن أكبر خطأ تقع فيه الحركة الإسلامية هو استخفافها المستمر والمتكرر بإمكانيات الدولة المصرية فى المواجهة و أنها تستفز الدولة المصرية بطريقة تخرجها عن طورها وتحول حلمها إلى غضب، وتصالُحها إلى حرب. والخلاصة أن كل صراع سياسى أو مسلح بين الحركة الإسلامية والدولة المصرية تخسر فيه الأولى وتنتصر الثانية.. الإسلاميين فى حاجة إلى أن يغيروا من طريقتهم وأن يسعوا للتحالف مع الدولة بدلاً من الصدام معها، أو يتجنبوا الصدام معها إن لم يرغبوا فى التحالف معها، وأن يتعلموا من الكنيسة المصرية درساً مفاده «عدم الصدام مع الدولة المصرية حتى وإن لم تحقق كل مطالبهم» وأن يتعلموا أيضاً من راشد الغنوشى زعيم حزب النهضة التونسى التابع للإخوان : «لأن نكون فى المعارضة، خير من أن نكون فى السجن».. فهذا يعد قمة التطبيق لفقه المصالح والمفاسد الذى غاب عنا جميعا . وهل لهذه الأحداث علاقة بالانتخابات البرلمانية .. وما هى رؤيتك لها؟ من المؤكد أن من ضمن أهداف هذه العمليات التخريبية هو تعطيل المسار الديمقراطى أما فيما يتعلق برؤيتى للانتخابات فأعتقد أن أغلبية المقاعد الفردية سوف تكون من نصيب أصحاب الامكانيات المادية الكبيرة من رجال أعمال ووجوه الحزب الوطنى السابق أو أقاربهم فهم الأكثر خبرة ولهم عصبيات وعائلات كبيرة فى قرى الريف والصعيد أما الأحزاب المدنية فهى ضعيفة التواجد فى الشارع ولا تستطيع تقديم أى حلول لمشاكله وأزماته مهما كانت صغيرة وكل مايهمها هو العمل على إقصاء الاحزاب الأخرى وخصوصا ذات المرجعية الاسلامية ولذلك أتوقع حملة ضارية من هذه الاحزاب على حزب النور من أجل إزاحته تماما من البرلمان المقبل أو على الأقل تقليص فرص فوزه إلى أقل عدد ممكن من المقاعد. وما مدى تأثير ذلك علي فرص حزب النور في هذه الإنتخابات؟ أعتقد أن هذه الحملة بالإضافة إلى الحملة التى يشنها الإخوان على الحزب والدعوة السلفية بسبب موقفهما الداعم ل30يونيو سوف تؤثران على نسبة المقاعد التى يحصل عليها فى الانتخابات البرلمانية المقبلة رغم ان الحزب مازال يتمتع بشعبية لا يستهان بها خصوصا فى محافظات مثل الإسكندرية ومطروح وهنا لابد أن أشير إلى أن من يهاجمون حزب النور والدعوة السلفية من الأحزاب المدنية لا يدركون دورهما الكبير فى منع الارهاب لأن منهجهما ضد التكفير والعنف بدليل أن أقل المحافظات التى شهدت عمليات عنف وإرهاب بعد عزل الرئيس مرسى كانت الاسكندرية ومطروح حيث التواجد السلفى الكبير. وهل سيكون للإخوان دور فى هذه الانتخابات ؟ هناك اشكالية كبيرة تواجه جماعة الاخوان فهم حائرون بين مصلحة المشاركة أملا فى الفوز ببعض المقاعد والخوف من الوقوع فى فخ الاعتراف بما حدث فى 30يونيو ولذلك فالأرجح من وجهة نظرى انهم لن يرشحوا أحد علنا ولكن قد يتحالفون مع آخرين من وراء الستار كحزب البناء والتنمية أو الوطن إذا قرروا المشاركة وربما سعوا إلى دعم شخصيات مقبولة فى الشارع وليست إخوانية. وهل غياب الرؤية يتحمل مسئوليته القيادات الموجودة بالخارج ؟ ** ليسو وحدهم فالمسئولية مشتركة فمن ناحية قيادات الخارج لاتشعر بما يعانيه من هم بالداخل فغالبا هم يعيشون فى أجواء أكثر راحة ومعهم أسرهم ولا يتعرضون لحملات المطاردة من الأجهزة الأمنية لذلك فهم دائما مايطلبون من أبناء الحركة الاسلامية الاستمرار فى الفعاليات بما فيها من عنف لاستمرار "تسخين" القضية ودون النظر لما يتعرض له من فى الداخل من ملاحقات أمنية نتيجة للمواجهات مع الأمن و هذا لا ينفي المسؤلية عن قيادات الداخل المسئولة عن الصورة الخاطئة التى يعتقدها من فى الخارج من أن "الانقلاب" يترنح وأن غالبية الشعب المصرى يقف مع الإخوان ويريد عودة الرئيس المعزول محمد مرسى وهذا ليس صحيحا بالمرة حيث إنه وحتى البعض من الذين لا يرضون عن النظام الحالى لا يريدون العودة إلى النظام السابق. بدأ يظهر علي السطح مؤخرا ماعرف بإقرارات التوبة فهل يشكل هذا بداية التراجع من الجماعة؟ ** هناك بالفعل عملية إعادة تقييم تتم حاليا داخل جماعة الإخوان ربما تخجل أن تظهر على السطح حاليا ولكنها لن تستمر طى الكتمان ولابد ان تظهر وتكون هناك مكاشفة فليس مقبولا أن يستمر الوضع كما هو الآن بعد كل الإخفاقات التى تمت فتحالف دعم الشرعية فشل والدعم الغربى لم يعد فى فى صف الإخوان والأمريكان يتصلون الآن بالسلطة التى تحكم فى مصر وأعادوا الطائرات التى كانت محتجزة لديهم كما أن هناك تغيرات اقليمية ودولية وتعاون خليجى غير مسبوق وكل ذلك يصب فى اتجاه دعم السلطة الحالية فى مصر و فى الوقت نفسه الرهان على الانقسام داخل الجيش فشل بل إن كل الرهانات فشلت وتأكد أن المعركة السياسية قد حسمت تماما لصالح النظام الحالى والذى يكتسب كل يوم مواقع دولية واقليمية جديدة. وطالما الأمر كذلك فلابد أن تجرى عملية مراجعة واعادة تقييم من جانب كل طرف الإخوان والنظام كل طرف يقوم بهذه المراجعة بغض النظر عن موقف الطرف الآخر فكل يفعل ماينبغى عليه فأنت اذا فعلت ذلك فغالبا خصمك سيصوب مسيرته ونحن كجماعة اسلامية فعلنا ذلك مع نظام مبارك حيث قمنا بمراجعات وهوما أدى فى النهاية إلى وقف التعذيب فى السجون والإفراج عن الكثيرين وأنا هنا أعتقد أنه لم يعد أمام الاخوان إلا المراجعة والتوقف عما تفعله من صدام وعنف مع الدولة والمجتمع وهى إن فعلت فسوف تجبر الحكومة على تراجع هى الأخرى نفسها كما ستجنى تعاطفا من الشارع . وما الذى يجب أن تفعله الحركة الإسلامية خلال الفترة المقبلة ؟ عليها أن تتوقف نحو 40 عاما عن السعى للوصول للسلطة والحكم وتتفرغ لتطوير خطابها الدعوى وكوادرها و أيضا يجب عليها أن تتبنى خطاب جديد وفهم غير تقليدى وعدم التركيز على فكرة المظلومية ونظرية البلاء ويجب ان يكون هناك فكر جديد يقدم الوطن والإسلام على الجماعات والأحزاب ولا يجعل الجماعة أهم من الدولة ولايسمح للجماعة بالسعى لابتلاع الدولة وما الذي يجب علي الدولة ؟ على الدولة محاربة الفساد والرشوة وإقصاء الفاسدين عن مواقع القيادة والمسئولية وإقامة العدالة الاجتماعية وإشراك كل الطوائف فى العملية السياسية فالوطن يقوم على التعددية وليس على الاقصاء. ولكن إرتباط الإخوان برعاة إقليميين وتنظيم دولى يقف حائلا دون وقف العنف؟ ** لقد كانت الحركة الإسلامية قبل 25 يناير بلا امتداد إقليمى يقوم بالإنفاق عليها ودعمها إعلاميا أما الآن فهناك لاعبون أساسيون فى هذا الصراع الدائر يقومون بالانفاق والدعم الاعلامى وهذا له سلبياته فطالما اعتمدت على طرف اقليمى فلن يكون قرارك بعيدا عنه بمعنى أنه إذا أرادك أن تستمر فى "التسخين" فلن تستطيع رفض ذلك وهذا يفسر إصرار قيادات الخارج من الاخوان على الاستمرار فى التظاهر والعنف ورفض المحاولات التى بذلت فى البداية فى اتجاه التهدئة والتصالح . وكيف تتجاوز الدولة المصرية ذلك؟ هناك نقطة غاية فى الأهمية تتعلق بشباب الحركة الاسلامية فى الداخل فهؤلاء يحتاجون من الدولة أن تسعى لاحتوائهم عبر الحوار والنقاشات الفكرية والسياسية وعدم الاعتماد فقط على الحل الأمنى لأنه ليس كافيا كما يجب عدم إثارة هذا الشباب بالتركيز الإعلامى على برامج بعينها مثل تلك التى تهاجم الإمام البخارى وتنفى عذاب القبر فهذا يعطى انطباعا لدى هذا الشباب ان مايحدث هو حرب على الإسلام. بعيدا عن هذا .. تشتعل الخلافات دائما بين أنصار ثورتي يناير ويونيو فكيف تري ذلك؟ ** ليس هناك أى داع لهذا التراشق كما أن تقديس الثورات مرفوض لأنها عمل بشرى قابل للنقد ولكن بالحق مثل أى عمل بشرى آخر . * علقت بعد الحكم ببراءة "مبارك والعادلي" بأنه رجل وطني وأن العادلي هو أفضل وزير للداخلية فكيف ذلك؟ ** لقد سجنت فى عهد الرئيس الأسبق مبارك قرابة ربع قرن كامل إلا أننى لم أهتم مثل غيرى بسجن مبارك ولا بالإفراج عنه فلم أفرح بسجنه ولم أحزن لبراءته أوخروجه كما إن الحكم النهائى والعادل والحقيقى فى أى قضية سيكون فى الآخرة وعند الله لا عند الناس. لقد عاهدت الله ثم نفسى ألا أشمت فى أى أحد وما قلته وكتبته هو أنه قد يكون حسنى مبارك حاكما ديكتاتورا ظالما وفاسدا ومزورا للكثير من الانتخابات البرلمانية فى عهده ولكنه رغم ذلك كله لم يكن خائنا أو عميلا لأعداء الوطن فقد كان وطنيا محبا لوطنه فقد رفض بإصرار وعناد أن تكون هناك قواعد أجنبية أو أمريكية فى مصر ورفض الانصياع لطلب أمريكى عام 1982 بغزو ليبيا بعد تفجير القذافى الطائرة فوق لوكيربى ورفض عروض بوش الابن للمشاركة فى غزو أفغانستان أو العراق إلا أن هذا لا يمنعنى من القول إن عهده شهد تدهورا فى الخدمات العامة مثل الصحة والتعليم وزادت فيها الرشوة والفساد والمحسوبية والتربح من الوظيفة الحكومية مع خصخصة الوظائف وبيع القطاع العام بثمن بخس والرشوة والتربح فى بيعه ومحاولة توريث الحكم لمن لا يستحقه. وماذا عن حبيب العادلى؟ ** لقد ذكرت نصا ان التعذيب فى عهد مبارك كان لخصومه السياسيين عامة والإسلاميين خاصة فقد كان منهجا متبعا طوال عهده يزيد تارة ويخف أخرى ولكنه كان شيئا ثابتا ومستمرا طوال الوقت ومن الغريب أن أفضل الفترات التى كاد فيها التعذيب للمعتقلين الإسلاميين يتلاشى كان فى السنوات الثمانية الأخيرة من عهد مبارك وبعد تفعيل مبادرة منع العنف أى أن أفضل فترة شهدتها السجون ومراكز الأمن المختلفة وكان فيها حسن المعاملة للإسلاميين عامة والسياسيين خاصة وكاد التعذيب ينتهى فيها هى فترة اللواء حبيب العادلى وفى هذه الفترة زار قرابة الف من المعتقلين بيوتهم وهم رهن الاعتقال فى مناسبات اجتماعية سعيدة أو حزينة وبعضهم كان محكوما عليه بالإعدام والغريب انه فى الوقت الذى كان التعذيب على أشده والقتل من جراء التعذيب وإلقاء المتهم من الأدوار العليا يحدث فى عهد وزراء داخلية آخرين لم يحاكموا ولم يتحدث عنهم أحد بشىء بينما حوكم العادلى الوزير الذى تحسنت فى عهده السجون.