العنف المسلح سيعود فى حالة اعتلاء أحد الفلول كرسى الرئاسة! فى ظل دعوات صريحة بأن المرحلة القادمة ربما تشهد مرحلة أخرى من مراحل العنف المسلح التى مرت بها البلاد فى التسعينيات من القرن الماضى ضد نظام الرئيس السابق حسنى مبارك ووصول درجة حرارة الساحة السياسية إلى الغليان وتصاعد احتمالات عودة بعض الجماعات الإسلامية للعنف مرة أخري. «فيتو» حاورت الشيخ نبيل نعيم - قيادى جماعة الجهاد الإسلامى وأحد الذين شاركوا فى عمليات العنف فى التسعينيات لكشف الحقائق حول إمكانية عودة العنف من جديد؟! فكان هذا الحوار.. هل هناك إمكانية لعودة الإخوان للعنف مرة أخري؟! - هناك حقيقة مهمة يجب التعامل معها وهى عدم إمكانية عودة الإخوان المسلمين للعنف بسبب مصالحهم الاقتصادية والمالية التى تملى عليهم التخلى نهائياً عن العنف وعدم اللجوء إليه مهما حدث وبالتالى عودتهم للعنف أمر مستبعد إن لم يكن مستحيلاً، خاصة وأن الدنيا أصبحت أكبر همهم ومبلغ علمهم ولو عادوا للعنف بعد الوصول للسلطة سيكون ذلك ضد التيارات الإسلامية الأخرى فقط. هل تعتقد أن البيئة السياسية والاجتماعية يمكن أن تفرز خلايا تعتنق الفكر الجهادى أو المسلح؟ - فى حالة وصول رموز النظام السابق لسدة الحكم فهذا متوقع أن يعود العنف المسلح مرة أخرى خاصة وأن بوادر العنف بدأت تطل برأسها على الساحة السياسية بعد إعلان ترشحهم للانتخابات الرئاسية ومنها العنفان السياسى واللفظى اللذان يتطوران فعلياً إلى عنف مسلح ودموى وتدخل البلاد لدوامة من العنف المتبادل بين الشارع والرافضين لتولى الفلول سدة الحكم وبين النظام الجديد الذى يريد أن يصفى حساباته مع الإسلاميين على وجه الخصوص، خاصة وأن الإسلاميين بدأوا يلوحون بأنهم لن يسمحوا بوصول فلول النظام السابق إلى مقعد الرئاسة وأنهم سوف يقدمون الشهداء وهناك من نادى بالجهاد ومعروف فى علم السياسة أن الحرب مبدؤها الكلام وأن صداماً وشيكاً بين بعض الإسلاميين والدولة وهى نفس الظروف التى وقع فيها الصراع المسلح بين الجماعات الإسلامية فى تسعينيات القرن الماضي، ومن المتوقع أن يكون العنف من جانب جماعات وخلايا عنقودية مازالت موجودة وتعمل حتى هذه اللحظة وتؤمن بالأفكار الجهادية وليس عن طريق جماعة إسلامية لها تنظيم سواء ممن ليسوا لهم علاقة بالعنف أو التى أطلقت العنف. وهل تعتقد أن السيولة السياسية فى مصر تشجع الإخوان على إقامة الحكم الإسلامى بالقوة؟! - الإخوان وقعوا فى أخطاء رهيبة جعلت الناس تتوجس منهم خيفة مثل أنهم قالوا لن نشارك إلا ب04٪ على مقاعد مجلس الشعب ونزلوا على كل المقاعد ثم رشحوا نائب المرشد ورئيس الحزب لمقعد الرئيس رغم تصريحات المرشد بعدم تقديم مرشح وقالوا للناس نعم للتعديلات الدستورية ثم انقلبوا عليها وقالوا نعم للدستور ثم دعوا الناس بقولهم إن تغيير الدستور معناه المادة الثانية مما جعلهم ينجحون فى حشد الناس خلفهم حرصاً على بقاء المادة الثانية وهذا لن يجعلهم يطبقون الحكم الإسلامى بالقوة فهم يتخذون مسألة تطبيق الشريعة للاستحواذ على عواطف الناس وحشدهم فقط. هل الرغبة فى فرض مرحلة التمكين ستشجع الإخوان على حمل السلاح لتحقيق الخلافة أو «الحكم الإسلامي»؟! - التمكين فى مصر ليس بمجلس الشعب أو غيره أو حتى بالاستيلاء على مؤسسات الدولة فالتمكين فى مصر يكمن فى مؤسسة واحدة فقط هى المؤسسة العسكرية وهذا هو تاريخ مصر منذ الملك مينا موحد القطرين والإخوان يفهمون ذلك لذلك بدأوا فى محاولة الاستيلاء على المؤسسة العسكرية عن طريق دفع أعداد كبيرة منهم بالكليات العسكرية فى جميع التخصصات وغير ذلك لن يستطيع الإخوان تحقيق حلمهم. هل تعتقد أن سياسة تجفيف المنابع التى طبقها حبيب العادلى نجحت فى القضاء على خطورة الجماعات الإسلامية؟! - أعترف أننا كجماعة جهاد مسلح انهزمنا أمام النظام السابق وهذا نتيجة قوة الضربات الرهيبة التى وجهت لنا والتى تفوق الخيال وعمليات التصفية الجسدية الواسعة التى تمت لعناصر الجماعات المسلحة بكل الطرق سواء فى محاكمات صورية عسكرية الحكم فيها بإعدام 69 فقد منهم 57 وتم التصفية الجسدية لحوالى 0005 عنصر فى الشارع بحجة الاشتباكات مع الأمن كما تمت تصفية عناصر أثناء التحقيقات وعناصر أخرى فى السجون ثم إغلاق جميع سبل المعيشة لعناصر التنظيم وأسرهم وعدم تلقى التنظيم أى مساعدات من الداخل أو الخارج تساعد على الصمود ضد هذه الهجمات. والأمر الثانى الأخطاء التى أرتكبها التنظيم سواء الأخطاء الحركية مثل بعض قيادات التنظيم التى كتبت أسماء أعضاء التنظيم فى كشكول واحتفظت به فى بيتها مما أسهم فى القبض على ألف عنصر وبعض القيادات تطوعت باعترافات للأمن مقابل الاستراحة جسدياً من التعذيب وغيرها مما تسبب فى انهيار التنظيم والجماعة الإسلامية مرت بهذه المرحلة وأدت إلى المراجعات لفكرها والتصالح الأمن أما الإخوان فقد دخلت أعداد كبيرة منهم السجون ولكن معاملتهم كانت أفضل لأنهم جماعة قوية مادياً تستطيع الصمود. هناك معلومات متداولة عن تمويل بعض دول الخليج لبعض الجماعات فهل هذا يشجع على العمل المسلح؟! - ليست لدى معلومات أكيدة ولكنى أسمع أن قطر تمول بعض الجماعات ولكن هذا التمويل لا يصب أبداً فى مصلحة الجماعات المسلحة لأن قطر إذا كانت تمول فهى تمول السلفيين حتى لا ينتشر الفكر الشيعى الذى تموله إيران لأن الفكر السلفى هو خط الدفاع الأول ضد المد الشيعى وهذا لا يشجع على العمل المسلح.