"حركة الإخوان المسلمين تريد العودة بالمجتمع المصرى إلى القرون الوسطى، وفرض حكم المرشد على المصريين باسم حاكمية الله، وإقامة دولة استبدادية نعيش فيها الظلمتين , ظلمة الاستبداد وظلمة التخلف والتحريم والتكفير ", .. هكذا يرى ضياء رشوان -الخبير السياسى المتخصص فى الحركات الإسلامية- موضحا ، فى حوار مع"فيتو" أن "الجماعة تعتقد منذ نشأتها بأنها يجب أن تكون في النهاية قادرة على شراء القوة، وفكرة شراء القوة فكرة وضعها من البداية مؤسس ذلك الكيان، وهو حسن البنا الذي وجد أن الجماعة يجب أن تكون لها مصالح استثمارية متعددة متشابكة تكفل لها شراء السياسيين من رجال الحكم وشراء الاعلام والفضائيات لارهاب الشعب كما يريدون". واإلى تفاصيل الحوار :
* ما سبب استمرار الجماعة حتى الآن وأين يكمن مصدر قوتها ؟
بقاء الإخوان حتى الآن يرجع لثراء قياداتها،حيث يندر أن تجد بين قياداتها شخصا فقيرا أو متوسط الحال، ولعل مرتبات المرشد العام ومكافأة نهاية الخدمة التى تخرج لأعضاء مكتب الإرشاد، والتى تشبه مكافآت الشركات الرأسمالية الكبرى، تكشف الوهم الذي يعيشه شباب الجماعة والمتعاطفون معها ممن يظنون أن جماعة الخير تحمل الخير لمصر. * وهل لديها مصادر لكل هذه الأموال ؟ الإخوان المسلمين تتعدد مصادر تمويلهم، لكنها كلها تصب في النهاية في فكرة تقول بأن الجماعة يجب أن تكون في النهاية قادرة على شراء القوة، وفكرة شراء القوة فكرة وضعها من البداية مؤسس ذلك الكيان حسن البنا، الذي وجد أن الجماعة يجب أن تكون لها مصالح استثمارية متعددة متشابكة تكفل لها شراء السياسيين من رجال الحكم وشراء الاعلام والفضائيات لارهاب الشعب كما يريدون , فقنواتهم اصبحت سلاح ارهاب اخطرعلينا من المدفع والصاروخ. * و ما مكمن خطورة الإخوان المسلمين على المجتمع ؟ خطورتها انهم يستطيعون اختراق الاجهزة الامنية للحصول على كل ما يحتاجونه من معلومات، وهم الآن لديهم كل الصلاحيات لاستخدام سلاح آخرهو التجسس على مكالمات الآخرين، وبدون اى وجه حق حيث نجد خيرت الشاطر يحدثنا عن تسجيلات ومؤامرات، ولا اعرف من اعطاه الحق فى ذلك، وهذا ان دل فإنه يدل على انهم اصبحوا يهددون امن كل المواطنين، هذا بالاضافة الى ان لديهم تأمينا، دفاعيا متكاملا لكل افراد الجماعة من خلال تسليحها بسلاح مناسب للحظة التمكين الآن يستخدمون سلاح آخر يوجهونه فى اتجاه الشعب، بزيادة الاسعار وارباك الحالة الاقتصادية، وهذا يجعل من المواطن الفقير فريسة سهلة المنال,فاما يقبل بالامر الواقع وإما ان يقبل بالموت جوعا. * كيف ترى ما حدث من الإخوان المسلمين امام الاتحادية ؟ هذا يشير الى ان الدم عندهم حلال،والتجسس مشرو والترويع مقبول فى منهج الحركة السياسية المتأسلمة. لا حدود للوطن، ولا حرمة للبشر، ولا قيمة للتسامح فى سبيل تنفيذ سياسة التمكين. ولم أندهش من سياسة الاختطاف والتعذيب والترويع التى مارستها جماعة الإخوان المسلمين وجموع من السلفيين ضد خصومهم ومخالفيهم فى الرأى الاسبوع الماضى، فالأدمغة مهيأة، والنفوس راضية والضمائر نائمة ما دام الهدف سامياً. بمنطق «الضرورات تبيح المحظورات»، فإن الضرب والتخويف بل والقتل أحيانا مشروع لضمان نجاح الحركة وفى سبيل استحواذ المتأسلمين على الحكم . * و ماذا يتعلم الشباب الاخوانى ليكون أداة طيعة لتحقيق هذه الاهداف؟ إقناع شباب الحركات الاسلامية بتلك الاعمال يتم طبقا للمبدأ الإخوانى الشهير الذى يتعلمه أى منضم حديث إلى الجماعة وهو «الأخ بين يدى مرشده كالميت بين يدى مغسله يقلبه كيف يشاء ..وليدع الواحد منا رأيه، فإن خطأ مرشده أنفع له من صوابه فى نفسه, فلقد اصبح ذلك الجهاز بمثابة السفاك المخيف يهدد ويتوعد ويجمع المعلومات وينظم حملات التشوية بل ويقتل فى بعض الأحيان. * وهل لديك أدلة أخرى على أن الجماعة تمارس العنف؟ نعم .. فالدكتور عبد المنعم أبو الفتوح نفسه وهو كان قياديا اخوانيا بارزا قال بنفسه فى كتاب "شاهد على تاريخ الحركة الاسلامية فى مصر" إن الاخوان يؤمنون بجواز استخدام العنف، بل بوجوبه فى بعض الأحيان، من اجل نشر الدعوة واقامة فكرهم،وان الفكرة المسيطرة على مجموعتنا استخدام القوة حتى تقوى شوكتنا والقضاء على النظام ، فالاخوان كان لديهم القدرة على اختراق اجهزة الدولة بشكل كان يسمح لها بمعرفة قرارات الاعتقال قبل اعلانها.
* و ماذا عن علاقة الجماعة او تحالفها مع الإرهاب؟ جرت العادة أن تستخدم جماعة الاخوان وغيرها من الجماعات الجهادية ممارسة للعنف ضد مخالفيها تحت راية نصرة الدولة الاسلامية، ولاشك ان قرارات الرئيس محمد مرسى بالافراج عن كثير من القتلة الجهاديين جاءت فى إطار حماية الاخوان بمجموعات من الخطرين الحاملين للسلاح، واستخدام هؤلاء فى ترويع وارهاب الليبراليين واليساريين المناوئين . * هل هناك تخوف من عودة الإرهاب المسلح الى مصر بصورة واضحة؟ بالفعل هناك تخوف من ذلك، ففى الأيام الماضية هناك بشائر لهذا، والدليل ما حدث امام الاتحادية، وفى الايام التالية سيناريوهات مخيفة لتنفيذ الضربات بأيدى جهادى القاعدة ، والعائدين من افغانستان والمطلق سراحهم من قتلة السادات ومدبرى عمليات الارهاب الاسود ,والجميع يعلم ان هناك جهازا سريا للجماعة يستغل العناصرالاجرامية فى تنفيذ مخططاتها وأهدافها ,ثم التبرؤ منها بل وادانتها علنياً، وهذا ما حدث امام الجميع سواء كان شهود العيان او امام الاعلام الذى يهاجم اليوم ويحاصر ايضا مثلما يفعل حازم واتباعه امام مدينة الانتاج الاعلامى والشيء الفاضح الذى يظهر ان هناك علاقة بين القاعدة وما يحدث مع هذه الجماعات داخل مصر , هو الحديث التليفزيونى المسجل الذى ارسله ايمن الظوهرى الى حازم ابو اسماعيل وتأييده لما يفعل والتحريض على تقديم الشهداء ككرابين حتى يتم تطهير الاعلام من الفسدة وحتى تتطهر الدولة وهذا حديث صريح بشن حملة إرهابية عاتية قد تعصف بالدولة المصرية خلال المرحلة القادمة اذا لم ينصع الجميع لمفهوم الدولة الدينية وبمساعدات قاعدية, فالكثير يعلم ان كل الاعمال الدموية للاخوان حدثت بإذن وعلم الشيخ حسن البنا وعندما انكشفت وسالت دماء الابرياء،تبرأ البنا منها، وأصدر بياناً شهيرا بعنوان (ليسوا إخواناً وليسوا مسلمين) . * هل العمليات الإرهابية اكسبتهم حرفية فى ارتكاب الجرائم وتحميلها للغير؟ لا شك أنهم استفادوا من حوادث الارهاب الدموى التى مارستها جماعة الجهاد، وجماعة التكفير والهجرة على مر العقود الثلاثة الماضية، ولقد أزاحت تلك الجماعات كثيراً من المعارضين والرافضين عن طريق مشروع الاسلام السياسى عن طريق القتل مثلما جرى مع السادات، والشيخ الذهبى، وفرج فودة أو عن طريق الترويع مثلما حدث مع نجيب محفوظ أو مكرم محمد احمد وخرجت الجماعة لتدين تلك الحوادث فى العلن وتدعمها وتحتفل بها فى الخفاء، وهو ما ظهر فى الفتوى الشهيرة التى قدمها القيادى الإخوانى صلاح ابو اسماعيل من قبل خلال محاكمة قتلة السادات ، او فى الفتوى الاخرى التى قدمها الشيخ محمد الغزالى رحمه الله خلال محاكمة قتلة فرج فودة. * وهل هناك اتفاق سرى بهذا الشأن بين الجماعة والجماعات الجهادية؟ قد يكون هناك تحالفات سرىة مع جماعات العنف الجهادية تلقى قبولاً لدى أعضاء الجماعة, خاصة أن القيادات تجيزه بل وتعتبره تقرباً إلى الله، وهذا قاله مأمون الهضيبى فى التسعينيات، وكان وقتها نائب المرشد العام وفى احدي الندوات الثقافية حول الدولة المدنية والدينية حيث قال صراحة امام الجميع "ما قامت به الجماعة من اغتيال القاضى الخازندار، ومحمود فهمى النقراشى رئيس الوزراء، وكثير من اعمال العنف اعمال نتقرب بها إلى الله ". * وهل هناك مخاطر من حملهم لأفكار متطرفة ؟ نعم , فالتفسيرات التى يتبناها المتطرفون والإرهابيون نقلا عن بعض الفتاوى المتشددة من شيوخ السلف، وفى ظل غياب الديمقراطية عن مجتمعاتنا توفر مناخا خصبا لنشر الفكر المتشدد ويصبح الارهاب فعلا وقولا . * و لكن كثيرا ما يلصق الارهاب بالقوى الخارجية ما رأيك فى هذا ونظرية المؤامرة؟ بالفعل فدائما يتم التخلص من الفعل الارهابى بحمله على عناصر ومؤامرات خارجية، والآن اصبح الفلول وهذا للهروب من المسئولية الذاتية, فضلا عن أنه يشكل نوعا من التبرير لنشأة الإرهاب واستمراره بالصورة الدموية التى يبدو عليها اليوم. * ماذا عن التكفيريين وتسليحهم ؟ التكفيريون هو فكر مجموعات خطيرة تملك الكثير من الاسلحة المتطورة، وقد ظهروا بصورة جلية فى سيناء حاملين الاعلام السوداء، وقد استحلوا دماء جنودنا، وقادوا دبابتهم وهذا يدل على انهم عناصر مدربة حتى على قيادة الدبابات، بالاضافة لتمرسهم لحرب العصابات للمختلفين معهم فى الرأى والرؤية سواء كانوا من المسلمين أو غير المسلمين، وقتلهم فى لحظات خاطفة وبأحدث انواع السلاح وهؤلاء يمثلون الخطر الاكبر على مصر فى المرحلة القادمة، لأن أفكار هؤلاء متأصلة فى عقول تلك الفئة، والتى تختلف فى المذاهب والمدارس عن الفرق الإسلامية الاخرى.