«لا تجبروا من كانوا تحت الأرض، خلال السنوات الماضية، على العودة لحمل السلاح مرة أخرى». رسالة شديدة اللهجة، يبعث بها عضو تنظيم جماعة الجهاد صبرة إبراهيم القاصمى، إلى المجلس العسكرى وحكومة الدكتور شرف، قبل أن يحاول طمأنة الجميع «لسنا امتدادا لتنظيم القاعدة»، كاشفا عن حدوث تصويت بين أعضاء جماعة الجهاد داخل السجون، للانضمام إلى القاعدة، غير أن القرار انتهى بالرفض، لأن «الجماعة محلية الصنع، ولا تعمل على نطاق دولى»، على حد قوله. القاصمى يعترف ل«التحرير»، بأن «الثورة نجحت فى ما فشلنا فى تحقيقه»، فى إشارة إلى نشاط التنظيمات الجهادية المسلحة فى ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضى، لكنه يجزم أيضا بأن الثورة «تتراجع حاليا»، لأن «مبارك لا يزال موجودا فى كل مؤسسة ومنشأة». من جانب آخر، يرى القاصمى أن منهج تنظيم الجهاد فى العمل السياسى «أقرب إلى فكر الإسلاميين الليبراليين»، استنادا إلى «تحرر أعضائه بعض الشىء، وعدم خضوعهم لضوابط السمع والطاعة، مقارنة بالجماعات والتيارات الإسلامية الأخرى، وفى مقدمتها الجماعة الإسلامية»، إضافة إلى أن الجماعة بدأت، منذ أكثر من عقد ونصف، مبادرات فكرية لنبذ العنف، إلا أن النظام السابق لم يستجب لها، مثلما تم مع الجماعة الإسلامية «لكى يبقى تنظيم الجهاد فزاعة للغرب». القاصمى يرى أيضا أن مستقبل حزب «السلام والتنمية» الذى أسسه الدكتور كمال حبيب، وتعود جذوره إلى جماعة الجهاد «يشوبه بعض الغموض»، وأن نجاحه مرهون ببرنامجه السياسى، ووعى المواطن، كاشفا عن أن بعض القيادات التاريخية فى الجماعة، ممن شاركت فى تنظيم «الفنية العسكرية»، تلقت عروضا للانضمام إلى الحزب، لكنها علقت الأمر «حتى تأخذ مهلة للتفكير» لكنه أكد أنه فى حالة إفصاح عديد من الأعضاء المنتمين إلى الجماعة عن هويتهم الحقيقية، سينضم إلى الحزب ما يقرب من 20 ألف عضو فقط فى مصر «لكنهم غير مهتمين بالعمل العام». «ضعيف وهزيل جدا، ولا يناسب أى حملة انتخابية» هكذا يصف القاصمى تمويل حزب «السلام والتنمية»، لأنه «سيكون بجهود ذاتية من أعضائه، وليس من خلال خلايا إرهابية تنتهج العنف»، لافتا إلى أن تنظيم الجهاد، أصبح من أفقر الجماعات الإسلامية على الساحة «نتيجة إجهاضه فى عصر الرئيس المخلوع»، مقارنة ب«الإخوان المسلمين» التى تعد جماعة «سياسية اقتصادية، تمتلك عديدا من المشاريع التى تمول أعمالها السياسية». فى سياق آخر، كشف عضو تنظيم جماعة الجهاد ل«التحرير» عن أن محمد شوقى الإسلامبولى، شقيق خالد الإسلامبولى، قاتل الرئيس السادات، الذى عاد قبل أيام إلى القاهرة بعد غياب نحو ربع قرن، كانت لديه الفرصة للذهاب إلى أفغانستان «لكنه استجاب لرغبة والدته فى الاستقرار فى مصر، بعد تغيير الأوضاع فيها عقب الثورة»، لافتا إلى وجود ما يقرب من 1000عنصر من عناصر تنظيم الجهاد فى الخارج من المحكوم عليهم أو الذين عانوا من تضييق الأجهزة الأمنية خلال السنوات الأخيرة «ربما يعودون فى المرحلة المقبلة». القاصمى وصف الخلاف الحاد بين دعاة الدولة المدنية ومناصرى الدولة الإسلامية ب«الفتنة»، مطالبا عقلاء التيار الإسلامى «بمد أيديهم إلى الليبراليين»، قبل أن ينفى صلة تنظيم الجهاد بأحداث الانفلات الأمنى فى سيناء، معتبرا الأمر برمته «مؤامرة لإحراج المجلس العسكرى»، مشددا على أن تنظيم الجهاد يدعم ثورات العالم العربى ونضالها ضد النظم القمعية.