عملية المداهمة الأمنية للعقار رقم 61 بمدينة نصر واكتشاف «وكر للسلاح» من أجل تنفيذ عمليات إرهابية تنذر بخطر شديد. تبدأ القصة بثلاثة متغيرات رئيسية: 1- ثورات الربيع العربى التى استطاع تيار الإسلام السياسى -فى الغالب- الفوز بجائزة أو بحصة المغانم السياسية منها. 2- قيام الاستخبارات العسكرية الأمريكية باغتيال أسامة بن لادن فى منزل بباكستان وتوجيه رسالة إنذار شديدة لقيادات تنظيم القاعدة. 3- زيادة الحصار السياسى والعقوبات الاقتصادية الدولية ضد إيران، مما دعا المرشد الأعلى للثورة الإسلامية على خامئنى إلى توسيع نشاط الحرس الثورى الإيرانى ودعوته لهذا الحرس فى تصريح علنى إلى تركيز نشاطاته العالمية فى دول «الجوار» بالمنطقة من أجل ما سماه «دعم الثورات». ما علاقة هذه العناصر بواقعة مخزن السلاح فى العقار رقم 61 بمدينة نصر؟ العلاقة الارتباطية أن مناخ ما بعد الثورة فى مصر الذى استأثرت به شعارات إسلامية فى ظل حدود شبه مفتوحة ودخول كميات هائلة من المال السياسى شجّع عناصر عديدة بعيدة عن الفهم الواعى لصحيح الدين على اعتبار أن الجهاد هو فقط القتال. وقصرُ مفهوم القتال على أنه التفسير الحصرى الوحيد لمفهوم «الجهاد» هو خلل شديد فى فهم أوجه الجهاد المتعددة التى تشمل الجهاد بالكلمة إلى الجهاد فى طلب العلم أو السعى إلى الرزق إلى الجهاد بالنفس. وأدى وصول الدكتور أيمن الظواهرى إلى مقعد رئاسة تنظيم القاعدة إلى تنشيط فكرة الجهاد داخل الأوطان العربية والإسلامية ضد الأنظمة التى لا تحكم بما أمر الله. وسوف يظل الخلاف القديم الأزلى بين الجماعة الإسلامية «تنظيم الجهاد» الذى كان الدكتور الظواهرى أحد أركانه وبين جماعة الإخوان المسلمين من أعقد الخلافات التاريخية بين الفصائل الإسلامية وسوف تظل تداعياته تحكم مسار عمليات العنف فى المنطقة. وتشير الوثائق المنشورة على المواقع والكتابات القريبة والموالية للظواهرى إلى الدعوة إلى الانتقال الكبير للتنظيمات المسلحة والعناصر المتعاطفة معها التى أقسمت لها يمين العهد والولاء من العمل فى أفغانستان وباكستان إلى اليمن وسوريا وسيناء. وبالنظر للعملية «نسر» التى بدأت منذ 9 أسابيع فى سيناء فإن بعض عناصر تنظيمات الجهاد وتحرير الإسلام وقاعدة الإسلام قد تحولت إلى خلايا نائمة فى القاهرة والإسكندرية وقامت بتخزين كميات هائلة من الأسلحة ذات القدرة التدميرية الكبرى فى «مكامن سرية» لحين انتهاز الفرصة لعمليات إرهابية. وكأن مصر بحاجة إلى ملف جديد من الأزمات اسمه ملف القاعدة! يا رحيم.. ارحمنا!