فى ميدان العباسية قبل أيام، وصل الإرهابي الكبير محمد الظواهرى مصحوبا ببعض أنصاره من جماعة الجهاد وتنظيم القاعدة، وهم يرفعون الرايات السوداء، أعلام القاعدة، ويدعون للجهاد وإسقاط المجلس الأعلى للقوات المسلحة والجيش المصري. محمد الظواهرى هو شقيق الدكتور أيمن الظواهرى زعيم تنظيم القاعدة، الهارب بين أفغانستان وباكستان، محمد الظواهرى هو الرجل الثانى فى جماعة الجهاد المصرية، التى اغتالت مع الجماعة الإسلامية الرئيس الراحل أنور السادات عام 1981، ثم أعلنت الحرب على الدولة المصرية، ونفذت هى والجماعة الإسلامية عشرات من العمليات الإرهابية فى مصر منذ عام 1993 وحتى عام 1997 راح ضحيتها المئات من المواطنين. كان محمد الظواهرى يحمل اسما حركيا هو المهندس، وقد أدين فى قضية طلائع الفتح، ثم قضية "العائدون من ألبانيا" وحصل على حكم غيابي بالإعدام، وعاش مع شقيقه هاربا فى السودان ثم اليمن، ثم أفغانستان، حيث بايع تنظيم الجهاد أسامة بن لادن زعيما للقاعدة، وانخرطت جماعة الجهاد ضمن التنظيم. وعقب أحداث الحادى عشر من سبتمبر 2001، هرب محمد الظواهرى من أفغانستان، حيث ألقت السلطات الإماراتية القبض عليه، وسلمته لمصر قبل خمس سنوات، وأفرج عنه بعد 25 يناير، حيث أطلق المجلس الأعلى للقوات المسلحة سراحه بعد إعادة محاكمته عسكريا فى القضايا التى سبق وأدين فيها. الظواهرى الذى يعتنق فكر القاعدة والجهاد، ليس مثل قادة الجماعة الإسلامية الذين راجعوا أفكارهم داخل السجون، وأعلنوا عام 1997 عن مبادرة لوقف العنف، وأطلقوا سلسلة كتب فقهية بعنوان تصحيح المفاهيم، تراجعوا خلالها عن الأفكار العنيفة، وتكفير الحاكم والمحكوم إلى آخره، أما الظواهرى فقد أطلق سراحه استنادا إلى أن مصر جديدة تولد الآن، ويفترض فى كل مواطنيها أن يحصلوا على حقوقهم السياسية، وبالتالى احترام القانون والدستور، وليس رفع أعلام القاعدة وصور زعيمها الراحل أسامة بن لادن. وإذا كان المجلس الأعلى للقوات المسلحة أخطأ فى عدد من سياساته خلال المرحلة الانتقالية، فإن خطأه الأكبر هو إطلاق سراح إرهابيين إلى الشوارع دون أن يقضوا عقوباتهم، ودون أن يتخلصوا من أفكارهم العنيفة ضد المجتمع والناس، وأخشى أن إطلاق الظواهرى وأمثاله من السجون سيقودنا إلى دوامات من العنف والتطرف، بدأت إرهاصاتها من صور أسامة بن لادن التى تباع فى ميدان التحرير، وأعلام القاعدة التى ترتفع فوق العلم المصرى فى التحرير والعباسية.