«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"محلب" يتعاقد مع شركة يهودية لتحسين صورة "السيسي" فى أمريكا
نشر في الموجز يوم 29 - 08 - 2014

الشركة تقوم بحملة علاقات عامة دولية لتصحيح الصورة الذهنية عن مصر وتنشيط حركة السياحة
"المعزول" تعاقد مع نفس الشركات لكسب تعاطف الرأى العام الأمريكى.. و"المخلوع" لجأ إليها للترويج ل"جمال"
يبدو أن ما يعرف بشركات "الضغط السياسي " أو "اللوبى الامريكى" أو "التسويق السياسي" أو "العلاقات العامة الأمريكية" هى العامل المشترك بين كل الأنظمة التى تعاقبت على حكم مصر.. حيث لجأ – وما زال يلجأ - إليها كل نظام بهدف تحسين صورته الذهنية فى الخارج من خلال الترويج لبعض الأفكار والآراء التى تخدم مواقفه رغم أن هذه الشركات هى شركات يهودية وتتحصل على ملايين الدولارات نظير عملها الذى تقوم به داخل دوائر صنع القرار الأمريكي.
من هذا المنطلق جاء إعلان حكومة المهندس إبراهيم محلب عن اتجاهها للتعاقد إحدى الشركات الأمريكية للقيام بحملة علاقات عامة دولية تهدف الى تصحيح الصورة الذهنية عن مصر وتنشيط حركة السياحة مرة أخرى وذلك وفقا لتصريحات ناصر حمدى رئيس هيئة تنشيط السياحة.
ويأتى هذا الاتجاه فى ظل قيام وسائل الإعلام الغربية بتشويه صورة مصر من خلال التركيز على أحداث العنف التى ظهرت فى الفترة الماضية.
وكان هشام عزوز وزير السياحة قد أكد فى تصريحات سابقة أن الإعلان عن الشركة الفائزة بإجراء حملة علاقات دولية للمقاصد السياحية المصرية سيتم قبل نهاية أغسطس الحالى.. مشيرا إلى تشكيل مجلس الوزراء لجنة تتولى مهام اختيار الشركة وتضم فى عضويتها وزيرى الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والتضامن الاجتماعى.
وأكد الوزير أن اللجنة قررت أن تكون مدة التقاعد مع الشركة التى ستتولى عملية الترويج بين 3 و4 أشهر كمرحلة تجريبية بدلا من عام كامل وذلك للتأكد من جدية الشركة فى حملة الدعاية العامة وفى حال ثبوت العكس سيتم فسخ التعاقد.
والغريب أن الشركات التي من الممكن أن تلجأ إليها حكومة المهندس إبراهيم محلب لتحسين الصورة الذهنية لمصر فى أمريكا والدول الغربية هى نفس الشركات التى سبق وأن لجأ إليها الإخوان للترويج لإدعاءاتهم سواء أثناء رئاسة "مرسى" أو بعد عزله.. وهى أيضا نفس الشركات التي لجأ إليها المجلس العسكرى بقيادة المشير حسين طنطاوى فى الفترة الانتقالية الأولى بعد ثورة يناير 2011 .. كما لجأ إليها أيضا نظام الرئيس الأسبق حسنى مبارك خاصة رجال جمال مبارك الذين كانوا ينفقون ملايين الدولارات من خزينة الدولة من أجل الدعاية الزائفة وكسب ود الأمريكيين وتهيئة الأجواء لتقبل جمال مبارك رئيسا لمصر.
تعاطف الأمريكان
ورغم أن بداية اللجوء إلى شركات اللوبى الأمريكية للترويج لآراء بعينها كان فى عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك إلا أن الرئيس المعزول محمد مرسى لجا الى هذه الشركات أيضا لكسب تعاطف الرأى العام الامريكى بل والعالمى خاصة بعد إصداره الإعلان الدستورى الأول فى نوفمبر 2012 والذى أثار موجة من الانتقادات الداخلية والخارجية ضده.. وفى ذلك الوقت قامت وزارة الخارجية بإرسال مذكرة من خمس صفحات إلى السفارات المصرية بالخارج لتوضيح الأسباب التي دفعت "مرسى" لإصدار الإعلان الدستوري الأول بعد تصاعد الانتقادات الدولية خاصة تلك الصادرة من الخارجية الأمريكية التي قالت على لسان المتحدثة باسمها فيكتوريا نولاند – حينئذ - "إن أحد تطلعات الثورة كانت في ضمان عدم تركز السلطة بشكل كبير بيد شخص واحد أو مؤسسة واحدة" مضيفة "أن الولايات المتحدة تعتبر أن الإعلان الدستوري الذي أصدره "مرسى" يثير القلق لدى الكثير من المصريين ولدى المجتمع الدولي".. ومن هذا المنطلق طلبت الخارجية المصرية من مسئولي البعثات المصرية في الخارج ضرورة التوضيح لمسئولي الدول تبرير موقف "مرسى" من خلال التأكيد على أن هذا الإعلان لا يضيف شيئا لسلطاته وأنه تم إصداره بعدما فشل فى إعادة مجلس الشعب المنحل بحكم من المحكمة الدستورية العليا.
نظام "مرسى" كان مدفوعا فى تعاقده مع شركات الضغط الامريكى باعتبارات أخرى عديدة أهمها إصلاح الخطأ الذي اقترفه "المعزول" فى خطابه الأول بميدان التحرير بعد إعلان فوزه في انتخابات الرئاسة قبل السابقة وأداءه اليمين الدستورية حيث تعهد بالإفراج عن الشيخ عمر عبدالرحمن الذي يمضى عقوبة السجن مدى الحياة إثر إدانته بأعمال إرهابية.
أسباب أخرى دفع الإخوان للتعاقد مع هذه الشركات فى ذلك الوقت تمثلت فى تجميل وترويج الموقف المصرى في أروقة الإدارة الأمريكية بما يضمن دعم واشنطن لإقرار صندوق النقد الدولي - والذي كانت تتفاوض معه الحكومة المصرية فى ذلك الوقت - القرض البالغ قيمته 4.8 مليار دولار.. إضافة إلى الرغبة في كسب تعاطف الكونجرس للحفاظ على ما تتلقاه الخزانة المصرية من مساعدات أمريكية سنوية تبلغ 1.55 مليار دولار.
الشاطر و"أميجو"
وأمام التصعيد السياسي والإعلامي لقوى سياسية واجتماعية ضد أداء "المعزول" عندما كان رئيسا للجمهورية لجأت جماعة الإخوان لشركات "اللوبى الامريكى" مرة أخرى لتحسين صورتها وصورة الرئيس خارجيا بعد اهتزازها التي بسبب ممارسات النظام الاخوانى خلال هذه الفترة خاصة بعد أحداث مدينة الخصوص والكاتدرائية ومن قبلها الملاحقات القضائية لعدد من الإعلاميين والصحفيين والنشطاء السياسيين.. وفي هذا الإطار تردد وجود اتصالات بين قيادات الجماعة وحزب الحرية والعدالة فى ذلك الوقت وبين مكتب "موريس بن أميجو" المتخصص فى التسويق السياسى والذى تولى إدارة حملة "ميت رومنى" المرشح السابق فى الانتخابات الأمريكية حيث طلبت قيادات الجماعة والحزب من "أميجو" التسويق السياسي والإعلامى لها وللرئيس محمد مرسى فى ذلك الوقت فى مصر والعالم الغربي.
وقد جرت هذه الاتصالات بين المهندس خيرت الشاطر نائب المرشد والدكتور سعد الكتاتنى رئيس الحزب والدكتور مراد على المستشار الإعلامى للحزب وجهاد الحداد المتحدث باسم الإخوان - فى ذلك الوقت - من ناحية وبين «أميجو» من ناحية أخرى حيث عرضوا علي المكتب تسويق «مرسى» والحزب مثلما فعل مع النظام الحاكم فى الكونغو ونيجيريا.. كما طلبوا معرفة رؤية «أميجو» حول صورة الرئيس فى الخارج وكيفية تحسينها، وسُبل التسويق ل«الحرية والعدالة» فى الداخل وكيفية التعامل مع المعارضة إعلامياً.
وأوضحت مصادر فى ذلك الوقت أن قطر كانت ستتحمل نفقات حملة الترويج للرئيس محمد مرسى وجماعة الإخوان.
وأوضحت هذه المصادر أن مكتب "أميجو" كان قد تقدم فى عام 2009 بعرض إلى الدكتور زكريا عزمى لتسويق مرشح الحزب الوطنى سواء كان مبارك أو ابنه جمال فى الانتخابات الرئاسية التى كانت ستجرى فى العام التالي.. وقبل أن يوقع الاتفاق النهائي قامت ثورة 25 يناير.
كما أوضحت المصادر – حينئذ - أن جماعة الإخوان ستلجأ أيضاً للاتفاق مع شركات أمريكية عالمية متخصصة فى التسويق السياسي غير شركة «أميجو» لوضع خطة للتسويق الخارجى لها ول«الحرية والعدالة".. موضحة ان الجماعة كانت ستكشف لمسئولى هذه الشركات أن الإخوان تتبنى مشروعاً كبيراً للتسويق السياسى لها ليس داخل مصر فحسب ولكن فى الخارج أيضاً وإنها ترصد ميزانية ضخمة لتحقيق هذا الهدف على أن يبدأ المشروع أولا بتحليل سريع لحالة الغضب فى الشارع السياسى من الجماعة ثم التجهيز لانتخابات مجلس النواب للفوز بالأغلبية التى تمكنهم من تشكيل الحكومة ثم إحداث طفرة داخل المؤسسات الإعلامية الإخوانية وتأسيس قناة فضائية تماثل قناة الجزيرة القطرية تحقق أهداف وأفكار الجماعة على الأرض.
وطرح قيادات الجماعة على هذه الشركات حينئذ إمكانية أن تلعب الجماعة دورا إقليميا بشكل عام وعربى بشكل خاص وكيفية تحسين العلاقات مع الدول التى تتخوف من مشروع الإخوان وكذلك كيفية اختراق ال"ميديا" الأمريكية والأوروبية للاستفادة من أبواقها الصاخبة والتأثير فى الرأى العام العالمى.
بعد العزل
بعد الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسى فى أعقاب ثورة 30 يونيو لم يكن العنف هو الطريق الوحيد لجماعة الإخوان لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وإنما كانت هناك أوراق أخرى لجأت إليها الجماعة خاصة على المستوى الخارجي.. وفى هذا الإطار أجرت قيادات الجماعة اتصالات مع مايعرف ب"شركات التسويق السياسي الأمريكية" أو "اللوبى الأمريكى" من اجل الترويج لما أسموه بالانقلاب العسكري على الرئيس المنتخب ومخاطبة دوائر صنع القرار الأمريكي للضغط على المؤسسة العسكرية المصرية وحثها على العدول عن مواقفها فى ذلك الوقت وإعادة "مرسى" إلى رئاسة الجمهورية مرة أخرى حتى ولو كان ذلك بصورة شرفية.
وقد تزامن هذا الاتجاه فى ذلك الوقت مع تصريحات لمسئولي التنظيم الدولي للإخوان حيث أكد إبراهيم منير الأمين العام للتنظيم أن عزل "مرسى" لن يمر بسهولة مضيفا أن مسئولي التنظيم يجرون اتصالات بدوائر صنع القرار فى دول العالم المختلفة – ومنها أمريكا - لتوضيح أن ما حدث فى مصر هو انقلاب عسكري.. وبالطبع فان جزءا أصيلا من هذه الاتصالات جرت من خلال شركات الضغط السياسي في أمريكا مقابل ملايين الدولارات.
وقد أكدت مصادر أن قيادات الجماعة أكدت فى اتصالاتها بشركات التسويق السياسي الأمريكية بعد عزل "مرسى" أهمية الترويج لالتزام الإخوان المسلمين بحماية أمن إسرائيل منذ تولى المعزول رئاسة الجمهورية وحتى عزله مدللة على ذلك بوقف الصواريخ التى كانت تنطلق من غزة إلى داخل إسرائيل.. كما أكدت على أهمية الترويج بأن الإخوان هم خير من يحمى المصالح الأمريكية فى المنطقة.
المجلس العسكرى
اللجوء لشركات "التسويق السياسي" أو "اللوبى الأمريكى" لم يكن قاصرا على الإخوان فحسب حيث سبق وأن لجأ إليه أيضا المجلس العسكري بقيادة المشير حسين طنطاوى فى الفترة الانتقالية الأولى بعد ثورة يناير 2011 وهذا ما أشار إليه الكاتب الصحفي محمد المنشاوي - والذي يعيش في الولايات المتحدة الأمريكية – حيث أكد فى أكثر من معرض إلى أن وثائق وزارة العدل الأمريكية قد كشفت استمرار المجلس الأعلى للقوات المسلحة فى اللجوء لنفس شركات اللوبى التى كان يستخدمها نظام الرئيس المخلوع حسنى مبارك لتلميعه فى واشنطن وهى شركة "مجموعة بى إل إم" التى تتكون من شراكة بين ثلاث شركات بواشنطن هى "بوديستا جروب" التى يرأسها اللوبى الديمقراطى "تونى بوديستا" و"مجموعة ليفنجستون" التي أنشأها عضو الكونجرس الجمهوري السابق من ولاية لويزيانا روبرت ليفنجستون و"موفيت جروب" التى يرأسها عضو الكونجرس الديمقراطى السابق من ولاية كونتيكت توبى بافيت.. وأوضح المنشاوي إلى أنه خلال النصف الأول من عام 2011 حصلت "بى إل إم" على 555 ألف دولار أمريكي من الحكومة المصرية.. ولم تغير شركات اللوبي من إستراتيجياتها فى ذلك الوقت وإنما غيرت من أهمية نظام مبارك للمصالح الأمريكية إلى التأكيد على التزام المجلس العسكري بالانتقال الديمقراطي.
وأكدت الوثائق الأمريكية أن شركة ليفنجستون تلقت دفعتين ماليتين بتاريخ 23 فبراير و22 يونيه 2011 قيمة كل منها 66 ألف دولار كما تلقت شركة بوديستا دفعتين بتاريخ 18 فبراير و16 يونيه قيمة كل منهما 93 ألف دولار.. أما شركة موفيت فلم تقدم إقراراتها المالية بعد.
ملايين الدولارات
ولكن ما هى حقيقة هذه الشركات وما هى الخدمات التي قدمتها من قبل وما يمكن أن تقدمها حتى تتحصل على هذه المبالغ؟.. للإجابة على هذا التساؤل يجب استعراض المعلومات المتاحة عن كل شركة على حدا للوقوف على علامات الاستفهام التي تدور حول هذه الشركات والتي يأتي على رأسها شركة "ليفنجستون جروب" وهى إحدى الشركات التي تعاقدت مع السفارة المصرية في واشنطن خلال سنوات حكم نظام حسنى مبارك من خلال جماعة "بى إل ام " بواشنطن وكانت تقوم بتقديم الاستشارات السياسية للسفارة للتعامل مع مراكز اتخاذ القرار إضافة إلى تقديم المشورة بشأن السياسات الأمريكية محل الاهتمام والأنشطة فى الكونجرس والفرع التنفيذى وتطور مشهد السياسات الأمريكي بوجه عام.. كما تقوم بالاتصال بأعضاء الكونجرس وطواقم عملهم ومسؤولى الفرع التنفيذيين والمنظمات غير الحكومية للتنسيق بينهم وبين السفارة.. وتعد "ليفيجستون" من أنشط وأهم المؤسسات التي تعمل في مجال حشد التأييد للدول في واشنطن.
ويرأس الشركة "روبرت ليفيجستون" وهو عضو جمهوري سابق في مجلس الشيوخ والكونجرس الأمريكيين أي أنه يمتلك الجناح الثاني الكبير في السياسة الأمريكية وهو جناح الحزب الجمهوري وهذا ما يبرز أهميته وأهمية شركته في الإلمام بتفاصيل كثيرة تتعلق بالقضايا السياسية الدولية وبالتالي وضع التصورات المستقبلية والاستشارات اللازمة.
أما شركة "بودستا جروب" ثانى شركات التحالف فمقرها فى واشنطن وكانت تتعامل هى الأخرى مع السفارة المصرية وهى شركة متخصصة فى مجال الضغط على دوائر صنع القرار في أمريكا من أجل اتخاذ قرارات بعينها لصالح الدول التى تتعاون معها.
أما شركة "موفيت" ثالث شركات مجموعة "بى إل إم" فيرأسها "انتونى موفيت" وهو عضو ديمقراطي سابق وصف بأنه أهم عقل شهده الكونجرس عبر تاريخه نظرا لحكمته وسعة خبرته وحسن تقديره للأمور وكلها أشياء جعلته يحظى بتقدير الجانبين الديمقراطي والجمهوري.. وقد ظهرت براعته الحقيقية عندما تولي صناعة لوبي تركي في أمريكا في السنوات الأخيرة واستطاع أن يصنع صورة باهرة لديمقراطية النظام السياسي التركي علي الرغم من الأزمات التي كانت تطحنه ليلعب بذلك دورا مهما في زيادة قيمة تركيا كحليف استراتيجي واقتصادي للولايات المتحدة في الشرق الأوسط.. ونتيجة لأهمية هذا الرجل فقد عهدت مجموعة "بى ال إم" إليه برئاستها.
وقد ارتبطت "موفيت" بعلاقات وثيقة مع نظام مبارك على مدار سنوات عديدة قدمت خلالها عددا من الخدمات مقابل 1,1 مليون دولار كانت تتحصل عليها سنويا.. وفى هذا الإطار أشارت وزارة العدل الأمريكية فى تقريرها النصف سنوي عن أنشطة اللوبي والعلاقات العامة للدول الأجنبية إلى إن سفارة مصر فى واشنطن دفعت على الأقل مبلغ 144 ألف دولار فى نهاية 2008 وبداية 2009 لشركة "موفيت جروب" للمساعدة في عقد لقاءات جمال مبارك فى الولايات المتحدة.. وأضاف التقرير أن هذا المبلغ كان نظير ما وصف بأنه "خدمات استشارية" من الشركة الأمريكية التى تمثل الحكومة المصرية فى واشنطن شملت الاتصال بمسئولين فى الجهات التنفيذية الأمريكية من أجل مناقشة زيارة جمال مبارك والاتصال بأعضاء من الكونجرس لترتيب لقاءات على العشاء معه إضافة إلى توزيع بعض المعلومات بالنيابة عن الحكومة المصرية فى أمريكا.
محللون يهود
والملاحظ أن هناك شركات أخرى سبق وأن تعاون معها نظام المخلوع حسنى مبارك في تحسين صورته في الولايات المتحدة مقابل ملايين الدولارات كانت تتحصل عليها من قوت المصريين منها شركة "بانرمان" التي تعاونت مع نظام مبارك منذ عام 1989 حتى عام 2007 حيث استعانت بها الحكومات المصرية المتعاقبة خلال هذه الفترة لتسهيل عمل الجهات المصرية داخل واشنطن من خلال اتصالات وعلاقات رئيس الشركة "جرايمى برنامان" المتشعبة في العاصمة الأمريكية.
و"بانرمان" هي شركة ومؤسسة إستراتيجية تضم عدد من المحللين اليهود الأمريكان.. وقد تولت الشركة صناعة اللوبي المصري في أمريكا واهتمت أيضا بملفات السلطة الفلسطينية ولعبت دورا كبيرا في تحسين صورة الرئيس الفلسطيني محمود عباس في واشنطن كما كانت تصنع لوبي لدول أخري مثل الفلبين والسلفادور.. وظلت هذه المؤسسة تتعاون مع النظام المخلوع منذ عام 1989 حتى 2007عندما أعلنت عدم استمرار التعاون بينها وبين الحكومة المصرية لتحسين صورتها أو تنشيط علاقاتها في واشنطن بدعوى عدم احترام مصر لحقوق الإنسان وقمع المعارضة.
وقد استغل معارضو نظام حسنى مبارك رفض مؤسسة "بانرمان" التعاون مع الحكومة المصرية في ذلك الوقت للتأكيد على قمعيته التي وصلت إلى مراحل خطيرة من خلال الإشارة إلى أن رجال النظام المكلفين بالدفاع عنه لم يعودوا قادرين علي مواجهة تلك الانتقادات الحادة التي يوجهها العالم إليه الأمر الذي دفع نظام مبارك إلى البحث عن شركة جديدة لتجميل صورته والدفاع عن مصالحه في الولايات المتحدة الأمريكية.
وهناك شركة أخرى تعاون معها نظام مبارك هى شركة "براون لويد جيمس" المتخصصة فى فهم التطورات والأساليب الرائجة وتصميم استراتيجيات اتصال مبتكرة إضافة إلى تقديم آراء مناسبة لتحقيق المصالح والأهداف.. وتضم المؤسسة شخصيات عالمية رائدة على المستويات التجارية والسياسية والثقافية والإعلامية.
وهناك أيضا شركة "شولباك وليونارد وشيتشر" والتي كانت تتعامل مع المكتب الصحفى بالسفارة المصرية في واشنطن لتقديم خدمات إعلامية.. ويتردد أنها حصلت على 45 ألف دولار مقابل هذه الخدمات لمدة ستة أشهر انتهت فى 30 أبريل عام 2009.. إضافة إلى شركة "كمجرب" التى تعاملت مع وزارة التجارة والصناعة عندما كان يتولاها رشيد محمد رشيد وكذلك جمعية الإسكندرية لمصدرى القطن حيث قدمت لهما خدمات إعلامية.. بينما قدمت شركة "فليشمان هيلارد" استشارات إعلامية للهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة حيث نسقت للهيئة فرصا للتواصل مع الإعلام الأمريكي المهتم بتعزيز الاستثمار الاقتصادي والتنمية فى مصر.
أما شركة «كورفيس»، التى تعمل فى نفس المجال فمقرها واشنطن وتعمل لصالح شركة "بيل بوتنجر" البريطانية وتتعاون مع عدة حكومات فى المنطقة العربية كما تعمل لصالح شركات كبرى بهدف تنظيم حملات سياسية وعلاقات عامة بما في ذلك إصدار البيانات الصحفية وإجراء اللقاءات مع المؤثرين في صنع السياسة والقرار على مستوى التشريع والتنفيذ وترتيب إجراء المقابلات الإعلامية في التلفزيون والصحافة والتواصل مع اللوبيات المؤثرة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.