سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
(العسكرى) يستعين ب(لوبى مبارك) لتحسين صورته فى أمريكا وثائق أمريكية: الشركات ساهمت فى تقديم الجنرالات لنواب الكونجرس.. وتلقت أكثر من 4 دفعات مالية لقاء خدماتها
كانت تلك هى خلاصة شعارات شركات الضغط السياسى العاملة لحساب القيادة المصرية فى الولاياتالمتحدةالأمريكية، أو ما يعرف ب«شركات اللوبى الأمريكى» خلال النصف الأول من العام الماضى.
وعملت تلك الشركات حسبما جاء فى عقودها فى خدمة حكام مصر خلال الستة أشهر الأولى من العام الماضى، دون أن يقتصر نشاطها على أداء مهامهما فى واشنطن، بل أمتدت لتصل للقاهرة عبر اتصالات مستمرة مع كبار أعضاء السفارة الأمريكية، خلال وبعد ثورة 25 يناير، ليتم التركيز على السفيرة مارجريت سكوبى، واللواء أف جى وليام، مدير مكتب التعاون العسكرى بالسفارة الأمريكية، ثم السفيرة الأمريكيةالجديدة آن باترسون.
«الشروق» حصلت على وثائق من وزارة العدل الأمريكية، تكشف استمرار المجلس الأعلى للقوات المسلحة فى اللجوء لنفس شركات اللوبى، التى كان يستخدمها نظام الرئيس السابق حسنى مبارك لتلميعه فى العاصمة الأمريكية.
طبقا للقانون الأمريكى، تلتزم شركات اللوبى الأمريكية، بالكشف عن قائمة عملائها من الحكومات الأجنبية، وتفاصيل ما تقوم به لصالح هذه الحكومات، إضافة للكشف عن طبيعة الاتفاق بينهما، والفترة الزمنية، وتكلفة التعاقد المالى بين الطرفين.
وتظهر الوثائق استمرار المجلس العسكرى، الذى يتولى مهام الرئاسة فى مصر، فى العمل مع نفس شركات اللوبى، التى كانت تروج لنظام مبارك فى واشنطن، وهى شركة PLM Group «مجموعة بى إل إم»، التى تتكون من شراكة بين ثلاث شركات بواشنطن، الأولى Podesta Group «بوديستا جروب» التى يرأسها اللوبى الديمقراطى «تونى بوديستا»، والثانية Livingston Group «مجموعة ليفنجستون»، التى أنشأها عضو الكونجرس الجمهورى السابق من ولاية لويزيانا روبرت ليفنجستون، والثالثة هى موفيت جروب Moffett Group التى يرأسها عضو الكونجرس الديمقراطى السابق من ولاية كونتيكت، توبى بافيت. وخلال النصف الأول من العام الماضى حصلت شركة بى إل إم على 555 ألف دولار أمريكى من الحكومة المصرية.
ولم تغير شركات اللوبى من إستراتيجياتها، وإنما غيرت من أهمية نظام مبارك للمصالح الأمريكية، إلى التأكيد على التزام المجلس العسكرى بالانتقال الديمقراطى. ويحتوى الموقع الالكترونى لبرنامج «فارا FARA» التابع لوزارة العدل الأمريكية على تفاصيل الأنشطة التى تقوم بها شركات اللوبى الأمريكية لصالح الحكومات الأجنبية، تماشيا مع قانون The Foreign Agents Registration Act (FARA) (قانون تسجيل العملاء الأجانب).
وتلقت شركة ليفنجستون دفعتين ماليتين بتاريخ 23 فبراير و22 يونيه من العام الماضى قيمة كل منها 66 ألف دولار، كما تلقت شركة بوديستا دفعتين بتاريخ 18 فبراير و16 يونيه، قيمة كل منهما 93 ألف دولار، أما شركة موفيت فلم تقدم إقراراتها المالية بعد.
وأجرت شركة ليفنجستون 30 مكالمة تليفونية، واجتمعت 27 مرة مع مسئولين أمريكيين وصحفيين و خبراء من مراكز الابحاث، وتحدثت معهم باسم الحكومة المصرية، كما أرسلت 80 رسالة إلكترونية لنفس الغرض.
وقبل 11 فبراير الماضى، وقبل سقوط نظام مبارك، قامت الشركة بالحديث مع مسئولين عسكريين من هيئة قيادة الأركان المركزية، ووزارة الخارجية، والبيت الأبيض، عن الحالة الأمنية فى مصر، وأهمية استقرار مصر لاستقرار الشرق الأوسط، إلا أنها انتقلت بعد تنحى مبارك للحديث عن عملية الانتقال الديمقراطى.
ومن أمثلة ما قامت به الشركة (ليفنجستون جروب) خلال الستة أشهر الأولى من العام الماضى:
فى 25 يناير.. اتصل وليام مينر، رئيس شركة موفيت جروب، بعدد من مساعدى مجلس النواب، و جيرمى شارب، المتخصص فى شئون مصر بوحدة خدمة أبحاث الكونجرس، للحديث عن العلاقات المصرية الأمريكية. كما التقى مينر، نيتين تشادا، مسئول ملف مصر فى مكتب وزير الدفاع الأمريكى، إضافة إلى الكولونيل جيد ماكراى، المسئول بهيئة قيادة الأركان الأمريكية المشتركة.
وفى يوم تنحى الرئيس السابق حسنى مبارك فى 11 فبراير الماضى، أجرى مينر، اتصالا بمارك موريسون، المسئول فى قيادة القوات الأمريكية فى أفريقيا (أفريكوم).
وأتصل بوب وليفنجستون بستة من مساعدى أعضاء فى مجلس النواب يوم 16 فبراير لمناقشة قضية المساعدات العسكرية المقدمة لمصر.
يوم 8 مارس قابل وليام مينر السيدة إمى هاوثرون، المستشار بوزارة الخارجية للحديث حول عملية الانتقال السياسى فى مصر.
يوم 9 مارس تحدث وليام مينر مع المسئول عن ملف مصر فى مجلس الأمن القومى سيرجيو أجويرو بخصوص عملية الانتقال السياسى فى مصر. يوم 31 مارس تحدث بوب ليفنجستون مع عدد من أعضاء مجلس النواب من أجل بحث إلغاء الديون المصرية.
يوم 4 أبريل، رتب بوب ليفنجستون عددا من المقابلات لوفد مصرى اقتصادى أثناء زيارته لواشنطن، الوزيرة فايزة أبوالنجا، ووزير المالية السابق، سمير رضوان، ومحافظ البنك المركزى فاروق العقدة.
يوم 13 أبريل حضر بوب ليفنجستون وكاثرين كينزبرى اجتماعات فى لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب فى صحبة الوزيرة فايزة أبوالنجا.
يوم 22 أبريل تحدث ديفيد دومكى مع نائبة مساعد وزير الخارجية لشئون الشرق الأوسط تمارا ويتس حول العلاقات المصرية الأمريكية.
يوم 18 مايو اجتمع بوب ليفنجستون مع السفيرة المرشحة لمصر حينذاك، آن باترسون، لمناقشة عملية الانتقال السياسى فى مصر وإلغاء الديون.
يوم 16 يونيو، اجتمع بوب ليفنجستون مع عضوة مجلس النواب الجمهورى من ولاية تكساس، كى جرانجر لمناقشة عملية الانتقال السياسى فى مصر.
وتذكر بعض التقارير الإخبارية أن جهود شركة ليفنجستون ساهمت فى إلغاء واشنطن لمليار دولار من ديونها لدى مصر. وساهمت فى عقد لقاءات كثيرة لوزيرة التعاون الدولى فايزة أبوالنجا مع أعضاء وعاملين بالكونجرس الأمريكى. كما حجز بوب ليفنجستون مواعيدا لوفد المجلس الأعلى للقوات المسلحة خلال زيارته لواشنطن الصيف الماضى برئاسة اللواء محمد العصار. وحضر ليفنجستون وزميله وليام مينر مقابلات للوفد مع عدد من أعضاء الكونجرس.
كذلك قامت شركة بوديستا بالتركيز على سفارة واشنطن فى القاهرة خلال الفترة من 11 إلى 16 فبراير الماضى.
ومن أمثلة ما قامت به الشركة (بوديستا جروب) خلال الستة أشهر الأولى من العام الماضى:
يوم 25 يناير اتصلت الشركة بالسيناتور بوب كيسى للبحث فى تطورات الأوضاع فى مصر.
يوم 16 فبراير اتصلت بوديستا جروب بمنظمة آيباك، أكبر منظمات اللوبى الإسرائيلى، لمناقشة أهمية العلاقات المصرية الإسرائيلية.
24 فبراير تم الاتصال بالسيد ليز كيمبل، من معهد القومى الديمقراطى لمناقشة عملية الانتقال السياسى فى مصر.
11 مارس اجتمعت بالسيد سكوت ماستيك، من المعهد الجمهورى الدولى لبحث عملية الانتقال السياسى فى مصر.
28 مارس اتصلت بالسيد دان شابيرو من مجلس الأمن القومى بالبيت الأبيض بخصوص التطورات فى مصر.
29 أبريل عقدت اجتماعا مع نائب وزيرة الخارجية بيل بيرنز لمناقشة العلاقات المصرية الأمريكية.
18 مايو اتصلت بالسيد ديفيد ساندس من المعهد الجمهورى الدولى لبحث عملية الانتقال السياسى فى مصر.
كما أطلعت «الشروق» على وثيقة تؤكد بمقتضاها شركة «سى إل إس» Chlopak، Leonard، Schechter and associates – CLS، التى تعاقد معها المكتب الإعلامى خلال شهر أبريل 2009 على انهاء علاقاتها بالحكومة المصرية يوم 28 فبراير الماضى. وتظهر الوثائق أن آخر نشاط قامت به الشركة تم يوم 14 فبراير الماضى (ثلاثة أيام بعد تنحى مبارك). وخلال الفترة بين شهر نوفمبر 2010 وموعد نهاية خدمتها قامت الشركة بإجراء 25 اتصالا بوسائل إعلام أمريكية، إضافة إلى ارسال 49 بريدا إلكترونيا لمراكز الأبحاث ووسائل إعلام نيابة عن السفارة المصرية، وكانت الواشنطن بوست، وبوليتيك، وسى إن إن، والراديو القومى الأمريكى، من ضمن ممن تلقوا مراسلات من شركة اللوبى المصرى.
بند السرية
اشترطت بنود الاتفاقية بين الجانبين مبدأ السرية، وضرورة أن تتعامل الشركة مع ما ستعرفه من وعن الحكومة المصرية، وما ستطلع عليه من وثائق باعتبارها سرية حتى بعد أن تنتهى فترة التعاقد الرسمى بين الجانبين.