شكّلت الأبواب الوهمية عنصرًا أساسيًا في عمارة المقابر المصرية القديمة، إذ مثّلت نقطة العبور الروحي للمتوفى إلى عالمه الأبدي. ومن بين النماذج المميزة لهذا الفن الجنائزي، يبرز باب وهمي فريد خُصص للمدعو نثر نفر، المشرف على المعبد في أواخر الدولة القديمة، والذي يجمع بين الدقة المعمارية والرمزية الدينية العميقة. اقرأ أيضًا.. أصل الحكاية| سرقة الأسورة الملكية من المتحف المصري جريمة تهز الذاكرة الأثرية تعرف علي معلومات حول الباب الوهمي وتمثال نثر نفر: - تصميم يمنح الحياة للجماد يتوسط هذا الباب الوهمي لوح مركزي نُحت عليه تمثال للمتوفى نثر نفر، حيث يظهر واقفًا داخل المحراب، وكأنه على وشك الخروج لاستقبال القرابين. ويُعد هذا النوع من التصوير تقليدًا شائعًا في الدولة القديمة، يهدف إلى منح المتوفى القدرة على التواصل مع العالم الخارجي. - الباب الوهمي: معبر رمزي للروح كان المصريون القدماء يعتقدون أن الروح تحتاج إلى منفذ للعودة إلى الجسد أو لتلقي الطعام والشراب المقدمين في الطقوس الجنائزية. ولذلك، صُممت الأبواب الوهمية باعتبارها مداخل رمزية تمكن المتوفى من استلام القرابين وضمان استمرارية الحياة الأبدية. وفي هذا النموذج، يتعزز ذلك المعنى بوجود التمثال داخل المحراب، ليقدم صورة ملموسة للمتوفى وهو يتلقى ما يُهدى إليه من طعام وشراب. - فترة الصنع والموقع يرجع هذا الباب الوهمي إلى الأسرة السادسة، أي في الفترة الممتدة بين 2323 و2150 قبل الميلاد، وهي حقبة شهدت ازدهارًا كبيرًا في فنون النحت والعمارة الجنائزية. وقد تم العثور عليه في أبو صير، وهي واحدة من أهم مواقع دفن كبار الموظفين خلال أواخر الدولة القديمة. - المادة والتفاصيل الفنية صُنع الباب من الحجر الجيري، المادة الأكثر استخدامًا في مقابر النبلاء والموظفين رفيعي المستوى. وتظهر على جوانبه عادةً نقوش هيروغليفية تحمل صيغ القرابين، وأسماء المتوفى، وألقابه، مما يساعد على ضمان وصول الطقوس إليه في العالم الآخر. - قيمة أثرية وفنية بارزة تكمن أهمية هذه القطعة في: دقة التمثال المنحوت داخل المحراب. وضوح الوظيفة الجنائزية للباب. محافظة التفاصيل على ملامح فن النحت في أواخر الدولة القديمة. ارتباطها بشخصية تحمل منصبًا دينيًا مهمًا: المشرف على المعبد. يمثل الباب الوهمي لنثر نفر شاهدًا فنيًا وروحيًا يبرز فلسفة الحياة والموت عند المصريين القدماء، ويعكس مستوى المهارة التي وصل إليها فنانو تلك الحقبة.