مازالت أجواء حركة "تمرد الوفد" تخيم بظلالها علي الحزب بإصرار علي المطالب التي تبنتها منذ المؤتمر الأول لها الأسبوع قبل الماضي حيث نظم أعضاء الحركة وقفة إحتجاجية يوم الخميس الماضي أمام مقر الحزب الرئيسي بشارع بولس حنا بالدقي طالبوا خلالها برحيل الدكتور سيد البدوي والهيئة العليا للحزب وانتخاب رئيس جديد وجمعية عمومية جديدة للحزب. وبعد وقت إنتهت الوقفة وانصرفت الحركة التي كانت تستعد للاعتصام داخل مقر الحزب إلا أن الاحتياطات الأمنية القوية التي استعان بها قيادات الحزب وغلق الباب الرئيسي أمام المتظاهرين حالا دون ذلك وانصرف أعضاء تمرد علي أن يعدوا العدة لوقفة احتجاجية جديدة أمام لجنة شئون الأحزاب وقالوا في بيان صادر عنهم إنهم سيتقدمون للجنة بمذكرة للمطالبة بالتصدي لما أسموه الانتهاكات التي قام بها السيد رئيس الحزب بالمخالفة للقانون واتخاذ اللازم قانوناً. ولخصت تمرد الوفد المخالفات في حل الجمعية العمومية دون وجه قانوني واعتماده علي منهج التعيين وفصل أعضاء الحزب دون تحقيق بخلاف اللائحة والقانون وعدم مراقبة الميزانية من جانب جمعية عمومية منتخبة وإنتهاج منهج التعيين في المناصب الحزبية بما يخل بما أوصي به القانون من ضرورة توافر الاشتراطات الديمقراطية وأمور اخري قالت الحركة أنها ستتقدم بها إلي اللجنة في المذكرة التي سيتم تقديمها قبل بدء التظاهرة. ورداً علي ما يتعرض له حزب الوفد ورئيسه الدكتور السيد البدوي من هجوم من قبل "تمرد الوفد" التي تطالب برحيله وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة يتم علي أساسها انتخاب رئيس جديد للحزب رد طارق تهامي مستشار رئيس الوفد لشئون الشباب قائلاً إن الوفد يتعرض لهجمة شرسة في توقيت غريب الهدف منها الإساءة للحزب في توقيت حرج. وأكمل: إن المجموعة التي نظمت وقفة احتجاجية أو مؤتمرا صحفيا أمام ضريح سعد زغلول- قاصداً حركة تمرد الوفد- هم مجموعة من الأفراد المنضمين حديثاً للحزب منذ عام ونصف أو عامين علي أقصي تقدير و98% منهم من محافظة واحدة هي محافظة الجيزة وبالتالي لايمكن أن نصفهم علي أساس أنهم تنظيم أو كيان لأن هذا التصرف يعتبر فردياً وفي إطار التنظيم الحزبي كان علينا أن نواجهه بحسم شديد لأن اختيار هذا التوقيت بالتحديد لخلق هذه الزوبعة أمر غير مفهوم حيث إنه جاء عقب اختيار رئيس الحزب الدكتور السيد البدوي عضواً بلجنة الخمسين. وتابع :أعتقد أن اختيارهم لهذا التوقيت بالتحديد مرتبط أيضاً بموقف الحزب من المطالبة بإقرار نظام الإنتخابات في الدستور حيث إن الحزب يري أن نظام القائمة النسبية هو الأفضل للمرحلة الراهنة في حين أن تلك المجموعة تتبني مطلباً بإجراء الانتخابات بالنظام الفردي بالمخالفة لقرار الحزب الذي صدر بإجماع الهيئة العليا بضرورة إجراء الإنتخابات بالقائمة النسبية. وأكد تهامي أن أكبر دليل علي أن هؤلاء الأشخاص لايرغبون في حوار داخلي مع الحزب أنهم تعمدوا إجراء مؤتمر صحفي خارج الحزب ولذلك فإنه يمكننا القول إن الهدف ليس حل مشكلة حزبية وإنما تشويه الحزب أمام وسائل الإعلام والإضرار بمصالحه خاصة ونحن نعيش مرحلة حرجة في تاريخ الوطن ومقبلون علي انتخابات برلمانية ما قد يؤثر علي موقف الحزب فيها. وقال تهامي إن كل من ينتمون لهذه الحركة كانوا قبل تشكيلها أصدقاء لنا داخل الحزب وعندما يفكرون في تشويه الحزب بهذه الطريقة فإننا أمام أمرين أولهما أن نقف صامتين أو نواجه ماسمي داخل اجتماع الهيئة العليا ب "العبث". وأكد تهامي أن أعضاء الهيئة العليا للحزب لم يتعرفوا إلا علي سبعة فقط من أعضاء تلك الحركة والباقون ليسوا من أعضاء الوفد مشيراً إلي أن أعضاء الهيئة العليا 90% منهم ممن تجاوزوا العشرين عاماً داخل الحزب لذلك فهم يعرفون كل الأعضاء. وقال إن من بينهم سامي بلح عضو الهيئة العليا للحزب والذي كان محولاً للتحقيق منذ شهرين بسبب مهاجمته للحزب في وسائل الإعلام بما يخالف اللائحة الداخلية لأن النقاش في قضايا الحزب لايدار أمام الصحف ولكنه يدار داخل مؤسسات الحزب الهيئة العليا و المكتب التنفيذي ولكنه كان يرفض المثول أمام لجنة التحقيق. وتابع: العضو الثاني هو محمد حرش وهناك أزمة سابقة بينه وبين الحزب متعلقة بفصله من الهيئة العليا والثالث أسامة الجزيري نائب رئيس لجنة الشباب بالحزب وحسن شعبان سكرتير مساعد لجنة الجيزة وهما حديثان في العضوية داخل الحزب منذ عامين فقط. وقال تهامي.. إن هؤلاء إما مفصولون من الوفد أو تركوا الحزب أو مستقيلون لذلك كان علينا أن نتعامل مع الأمر في إطار التنظيم الحزبي حتي نحافظ علي تماسكه داخلياً. وأضاف تهامي: ربما يكون هناك بعض الصراع الداخلي و الخلاف في الرؤي و الأفكار داخل الوفد لكن ليس معني هذا أن يصل الأمر لهذا الحجم من التجاوز لكن فكرة الاحتواء والنقاش الداخلي موجودة لدينا في الوفد وهناك من الشباب من يهاجم الحزب علي صفحات التواصل الاجتماعي هجوماً حاداً ونحن نقوم باحتوائه والتحاور معه لكن عندما يتحول الهجوم إلي هذا التشويه فإن أقل مايوصف به أنه هجوم غير نبيل. وأكد تهامي أن أربعة أو خمسة أشخاص فقط من أعضاء هذه الحركة لهم حق التصويت في الجمعية العمومية. ورفض تهامي مطلب تمرد الوفد إجراء انتخابات رئاسية مبكرة للحزب وقال إن فكرة طرح الثقة في رئيس الحزب لها إجراءات طبقاً للائحة والقانون الداخلي للحزب ومن خلال جمع عدد معين من التوقيعات من أعضاء الهيئة العليا وهذا لم يحدث كما أنه لم يبق علي انتخابات رئاسة الحزب سوي سبعة أشهر لذلك فليس هناك من مبرر لمثل هذه الأفعال الآن وعندما ننظر للقضية برمتها سنجد أنهم يتعاملون بمنطق المصلحة العامة. وقال: دفعنا ثمنا كبيرا في أزمة نعمان جمعة الذي وجدنا أنفسنا مضطرين لخلعه لأنه كان مستبداً ومنفرداً بالقرار داخل الحزب ثم وجدناه فجأة ينشر أسماء لجمعية عمومية من رأسه" لكنني أقول بمنتهي الصراحة إن السيد البدوي ليس نعمان جمعة ". ورفض تهامي ماقاله أعضاء تمرد الوفد من تعيين البدوي للجان الحزب في المحافظات وقال صحيح أن لجان المحافظات تأتي بالتعيين لكنها من خلال التوافق وهي تشكيلات تدير أعمال المحافظة فقط فمثلاً يأتي الدكتور سيد البدوي بقيادات الحزب في أي محافظة ويتولون ترشيح عدد بالتوافق فيما بينهم ليعينه رئيس الحزب ونضعهم ضمن أعضاء لجنة عامة ويمثل في هذه اللجان ممثلون عن كل مركز في المحافظة بمعني أنه لو أن محافظة الجيزة بها 18 مركزا يتم تمثيل ال18 مركزا جميعاً في اللجنة العامة للمحافظة. وتابع: هناك محافظات أجريت بها انتخابات مثل بورسعيد التي أجريت بها انتخابات لهيئة المكتب الجمعة الماضي و الفكرة الأساسية في الأمر أنه ليس هناك لجنة يتم تعيينها إلا بعد التوافق. ورداً علي عدم تنفيذ الدكتور سيد البدوي لوعده عندما فاز برئاسة حزب الوفد بتصدر الوفد للمشهد السياسي خلال 18 شهراً قال تهامي إن ثورة 25 يناير التي كان من المفترض أن تتصدر المشهد السياسي في مصر كلها لم تتمكن من ذلك لأن هناك عوامل كثيرة ليس لنا علاقة بها وعدم تنفيذ هذا الوعد مرتبط بالأجواء السياسية في مصر ومع ذلك فإن الوفد لم يتمكن من أن يكون رقم 1 ولكنه ليس رقم 30 في الساحة السياسية. وأضاف: لدينا قيادات وكوادر حزبية ونواب برلمانيين لهم ثقلهم لكننا لم نتصدر المشهد لأننا لم نحصل علي تمويلات أجنبية من الخارج كغيرنا ممن حصلوا عليها وتمكنوا خلالها من الحصول علي أغلبية البرلمان والوصول للحكم فالإستقلال المادي والسياسي هام جداً بالنسبة لنا، وعن الاتهام الموجه للبدوي بتعيينه للكثير من أعضاء الحزب والجمعية العمومية في شركاته أكد تهامي أن من يدير حزب الوفد مؤسسات الحزب وهي المكتب التنفيذي و الهيئة العليا وأنه ليس بهما أي شخص معين بشركات البدوي. واستدرك قائلاً.. لكن أن يلجأ إليه بعض شباب الحزب طالبين وظيفة في إحدي شركاته فهذه مسألة خاصة به وباحتوائه للشباب لكن معلوماتي الخاصة تؤكد أن البدوي لايتدخل في مثل تلك الأمور في شركاته حتي لايؤثر علي أدائها وأكبر دليل علي ذلك أننا أحياناً يكون لدينا بعض التحفظات علي أداء شبكة قنوات الحياة بالنسبة للحزب ولايتدخل هو نفسه للتعديل داخل القنوات. وعن تراجع توزيع وشعبية جريدة الوفد الناطقة بلسان حال الحزب قال تهامي إن كل الصحف تأثرت بالحالة الاقتصادية الموجودة في مصر كلها فهناك صحف قومية كبيرة ومهمة أصبحت الآن تبيع إعلاناتها بسعر أقل بسبب تراجع اقتصادات الشركات المعلنة وأكد أن صحيفة الوفد تقترب أو نفس مستوي توزيع صحف كثيرة موجودة في مصر ومازالت مؤثرة في الرأي العام وفي اتخاذ القرار وقادرة علي الصمود في السوق الصحفي بالإضافة إلي أن نفس الصحيفة تنتج بوابة إلكترونية ترتيبها متقدم كما أننا في النهاية صحيفة تعبر عن حزب وليس هدفها الربح اللهم إلا القدر الذي يسمح لها بالإنفاق علي الرواتب وللاستمرارية.