يعيش الدكتور السيد البدوي رئيس حزب الوفد الآن في حالة من القلق بعد تزايد أعداد شباب وقيادات الحزب الرافضة لوجوده فبعد ظهور حركات إحتجاجية عديدة خرجت من رحم الحزب رافضة لسياسات البدوي منها و«فديون أحرار» و«الطليعة الوفدية» و«شباب الوفد الحر من أجل التغيير» التي كان يسعي مؤسسها لتحويلها لحزب منشق عن الوفد ويحمل نفس اسمه تقريباً فيما أعاد للأذهان الخلاف السابق الذي دار بين رئيسي الحزب السابق محمود أباظة والأسبق نعمان جمعة والذي علي أساسه أطاح الأول بالأخير من رئاسة الحزب مما جعله ينشق مكوناً حزباً آخر يحمل اسم الوفد لنجد أمامنا "حزب وفد بولس حنا" و"حزب وفد عماد الدين". بعد كل تلك الحركات خرجت اليوم جماعة جديدة أطلقت علي نفسها اسم "حركة تمرد الوفد" تيمناً بحركة تمرد التي كان لها الفضل الأكبر في الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي وحكم جماعة الإخوان المسلمين. الحركة كونها عدد من شباب الوفد في محافظات الجمهورية وبدأت تسعي لأن يكون لها في كل محافظة منسق عام يتولي جمع توقيعات لسحب الثقة من الدكتور السيد البدوي رئيس الحزب. وعلي "الفيس بوك" أهم مواقع التواصل الاجتماعي دشنت الحركة صفحة باسمها وضع علي حائطها الأعضاء كل مخاوفهم وقلقهم علي حزبهم العريق إذا ما استمر البدوي في رئاسته كما عملوا من خلال الصفحة علي دعوة وسائل الإعلام والوفديين الرافضين للبدوي وسياساته لمؤتمر صحفي أمام مقر ضريح سعد باشا زغلول المؤسس الأول والرئيس الأول لحزب الوفد. وكتب بدر جنيدي مؤسس الصفحة والحملة أنهم سيدعون خلال المؤتمر الصحفي لرحيل البدوي عن الوفد وأنهم سيمهلونه عدداً من الأيام ليرحل وإلا سيلجأون بعد ذلك للاعتصام داخل مقر الحزب في شارع بولس حنا بالدقي وقال إن لجنة الوفد في قنا والأقصر والبحر الأحمر وبني سويف والفيوم والمنيا واسيوط أعلنت انضمامها الي الاعتصام يوم 19/9 الخميس. وجاء علي الصفحة من العضو عطاالله سالم أن تمرد الوفد بصدد تقديم مذكرة الي لجنة شئون الأحزاب بشأن المخالفات اللائحية في النظام الداخلي لحزب الوفد وعلي رأسها الجمعية العمومية والميزانية. وفي يوم الأربعاء الماضي عقد المؤتمر الصحفي وحضره عدد من شباب الوفد المرحبين بفكرة حملة تمرد الوفد وعلقوا لافتات عليها صور الدكتور سيد البدوي وعليها علامة "إكس" ودونوا عليها "ارحل يابدوي". ومما زاد من دعم الشباب حضور القيادي بالهيئة العليا للحزب سامي بلح ومساعد رئيس الحزب حسن شعبان الذي قام بإلقاء بيان الحملة في المؤتمر الصحفي أمام وسائل الإعلام، وعدد الشباب في بيانهم كل ما رأوه من مخالفات علي البدوي منذ بداية توليه رئاسة الوفد وقالوا إنهم لم يروا الوفد متصدراً المشهد السياسي في مصر كما وعد البدوي في برنامجه الانتخابي وقالوا إن هذا ناتج عن عدة أسباب منها أن البدوي خرج عقب انتخابات مجلس الشعب 2010 ليعلن انسحاب الوفد من الانتخابات مؤكداً أن المجلس باطل وغير شرعي وأن الوفد سيلاحقه قانونياً لحله ثم فوجئنا به يلبي دعوة رئيس الجمهورية آنذاك ويحضر افتتاح مجلس الشعب فيما اعتبر ضربا قاصمة للحزب وطعنة في مصداقيته أمام الرأي العام. وأضاف البيان: إن قيام رئيس الوفد بتشكيل تحالف يضم الإخوان المسلمين ومافعله من تشكيل للجمعية التأسيسية لوضع الدستور الكارثي داخل مقر الحزب واعتبار المستشار حسام الغرياني وأبوالعلا ماضي وسليم العوا وغيرهم من التيار المدني كان سبباً في عدم التوازن داخل الجمعية التي تشكلت غالبيتها من تيار الإسلام السياسي ونتج عنها دستور كارثي ويعتبر الوفد السبب وراء ذلك. وأكمل البيان: من بين أسباب سخطنا علي البدوي تلبيته لدعوة الرئيس المعزول محمد مرسي ولقائه له لمدة زادت عن ساعة في قصر الاتحادية بالمخالفة لقرارات جبهة الإنقاذ الوطني وقرارات الهيئة العليا للحزب بعدم التعامل مع نظام الإخوان المسلمين ورئيسه مما يستدعي فصله من الحزب لأن هذا الأمر تسبب في القضاء علي البقية الباقية للحزب في الشارع . وقالت "تمرد الوفد" في بيانها أيضاً إن البدوي يدير الحزب بطريقة فردية وأحادية وعددت أمثلة علي ذلك منها أن البدوي فاجأ الهيئة العليا للحزب وأعضائه بتنازل الحزب عن القضايا المقامة ضد عبد الرحمن عز المتطرف وآخرين ممن اتهموا بحرق مقر الحزب والجريدة دون الرجوع لمؤسسات الحزب وهذا وإن دل علي شيء فهو يدل علي أن هذا الحادث كان مسرحية من جانب البدوي للتغطية علي زيارته لمحمد مرسي ووعده لنا بأن يتقدم باستقالته بسبب هذا اللقاء. وقال البيان تأكيداً علي انفراد البدوي بإدارة الحزب أنه منذ حل الجمعية العمومية عقب انتخابات 2010 بالمخالفة للقانون لم يتم تشكيل جمعية عمومية حتي الآن لأنه يعلم أن وجود جمعية عمومية منتخبة كانت كفيلة بغل يده ومحاسبته علي أخطر الأمور التي يمر بها الحزب الآن وهو تآكل ودائع الحزب وأرصدته الجارية وهي كارثة بكل المقاييس تهدد استمرار بقاء الحزب وجريدته. ومن مساوئ عهد البدوي علي الحزب والتي عددها البيان أن السياسة المتخبطة له جعلت جريدة الوفد الناطقة بلسان الحزب من أقل الصحف توزيعاً ومهددة بالإغلاق وتشريد الصحفيين كما أنه جعل مهمتها الأساسية هي الدخول في معارك شخصية لصالحه. وتساءلت "تمرد الوفد" من خلال البيان عن أسباب استقالة وتجميد عضوية عدد كبير من أهم وأبرز كوادر الحزب ومنهم الدكتور علي السلمي والدكتور صديق عفيفي والنائب السابق مصطفي الجندي والنائب السابق أيضاً علاء عبد المنعم وسامح مكرم عبيد والدكتور عبد الله المغازي والشاعر أحمد فؤاد نجم والدكتورة إجلال رأفت والنائبة السابقة مارجريت عازر وصرح دياب ورامي لكح ومحمد كامل والدكتورة مني مكرم عبيد. وطالب الشباب البدوي أن يستمع إلي صوتهم وأن يسرع في تنفيذ مطالبهم والتي تجسدت في تقدم استقالته من رئاسة الحزب بالإضافة إلي استقالة أعضاء الهيئة العليا وتشكيل مجلس لرئاسة الحزب لفترة انتقالية من الرؤساء الشرفيين للحزب وسكرتيره العام علي أن يتولي المجلس إعادة انتخاب الجمعية العمومية للحزب وإعادة انتخاب الهيئة العليا وتعديل لائحة الحزب الداخلية بحيث يصبح لجميع أعضاء الحزب الحق في التصويت في اختيار رئيسه. بالإضافة إلي انتخاب رئيس جديد للوفد ولم شمل الوفديين وإعادة النظر فيمن تم فصلهم أو تجميد عضويتهم من الحزب وجعل جريدة الوفد شركة مساهمة مصرية تطرح أسهمها بسعر منخفض لكي يشارك كل المصريين لدعم الجريدة. وأمهلت الحركة الدكتور سيد البدوي حتي غداً الثلاثاء لتحقيق المطالب وإلا ستتولي الحركة في اليوم التالي دعوة الوفديين لاعتصام داخل مقر الحزب بشارع بولس حنا بالدقي. لكن الدكتور السيد البدوي لم يتمهل حتي تنتهي المدة التي حددها الشباب ليعلن موقفه ورد عليهم بعد ساعات قليلة في ذات اليوم رداً قاسياً كان سبباً في زيادة حالة الإحتقان لديهم. فبدلاً من احتواء الموقف ودعوة شباب الحملة للاجتماع والتناقش حول مطالبهم دعا البدوي لاجتماع طارئ للهيئة العليا للحزب لتجديد الثقة فيه واتخاذ قرار بفصل كل من انضم لحملة "تمرد الوفد" ولم ينس البدوي من خلال طارق تهامي عضو الهيئة العليا للحزب ورئيس لجنة الشباب والذي ألقي بيان الهيئة عقب انتهاء اجتماعها التلويح بقدرته علي ردع أي هجوم قد يتعرض له. وقالت مصادر خاصة من داخل الحزب إن حالة من الغضب سيطرت علي البدوي وعدد من أعضاء الهيئة العليا عقب المؤتمر الصحفي الذي عقدته "تمرد الوفد" خاصة بعد أن تناولته الكثير من وسائل الإعلام وقرر أن يرد عليهم رداً قاطعاً بفصلهم من الحزب. وأكدت المصادر أن الحزب سيشهد في الفترة القادمة انشقاقات كثيرة خاصة أن عددا كبيرا من أعضاء الهيئة العليا رفضوا التصويت علي قرار فصل أعضاء "تمرد" من الحزب داخل الاجتماع. وأشارت المصادر إلي أن الرافضين للتصويت كانوا يطالبون البدوي باحتواء الموقف مع الشباب الغاضب معللين ذلك بأن الحزب يمر بحالة حرجة وأن هذه الاضطرابات الداخلية ستؤثر علي وضعه السياسي في ظل قرب إجراء الانتخابات البرلمانية إضافة إلي أن رئيسه السيد البدوي عضواً في لجنة الخمسين لتعديل الدستور. وبالطبع لم يكن ل "تمرد الوفد" أن تصمت أمام هذا البيان وأصدرت بياناً آخر ردت فيه علي البدوي واتهمته بأبشع الاتهامات التي من بينها أنه كان عميلاً للحزب الوطني المنحل داخل الوفد. وجاء في بيان تمرد الثاني إن بيان رئيس الحزب جاء مخيبا للآمال مما يدلل علي أنه مازال هناك فرق في التوقيت قائم بين قرارات وتفكير وأفعال رئيس الحزب وبين مطالب الوفديين التي أعلنتها حركة تمرد الوفد بمؤتمرها الصحفي الخميس الماضي. وأضاف البيان: لقد طالبناه بالرحيل فإذا به يجدد الثقة في نفسه اليوم من هيئة عليا يشوبها العوار تلك الهيئة التي لم تمارس حقها في الرقابة علي ميزانية الوفد المهدره علي الانصار والمحاسيب وبعد ان فصل خيرة أعضائها المنتخبين واستبدال أعضاء معينين بهم علي مذهب السمع والطاعة لذا لم يكن فصل أعضاء تمرد الوفد إلا أمرا متوقع من رئيس حزب يتخيل انه يستطيع تضليل الرأي العام الوفدي الذي أدرك تماما حيله وانه رجل تجاوزته المرحلة بعد ان مات سياسيا في نظر الشارع المصري وأضاف البيان: إن حركة تمرد الوفد هي حركة معارضة وفدية دعت لسحب الثقة من السيد البدوي رئيس حزب الوفد الحالي والدعوة إلي انتخابات رئاسية للحزب مبكرة. وبعد عقد المؤتمر الصحفي للحملة بساعات قليلة أعلن رئيس الحزب اجتماعا عاجلا للهيئة العليا للحزب وقام بوأد المزيد من الأعضاء المنتمين للحملة وتم فصلهم جميعا من عضوية الحزب نتيجة لمطالبتهم برحيله وذلك لإفساد الحياة السياسية داخليا "داخل الحزب" وخارجيا فأصبح يهادن جميع الأنظمة المتعاقبة من مبارك المخلوع الي الرئيس الاخواني المعزول بعقده الصفقات المشبوهة. وقال البيان: تعلمنا من ثورتنا.. اذا كانت الإعاقة من داخل الثورة نفسها وأصيبت بالضعف والوهن لابد عندها من ان تعيد الثورة حساباتها وتعرف أين مكمن الخطأ لتعالجه وتصلح مسارها. وقال البيان: من حملة تمرد الوفد إلي رئيسه.. لانهدأ ولانستكين ولانتراجع حتي تحقق مطالبنا السلمية أهدافها ومن أجل استعادة حزبنا وهويتنا الليبرالية نحن أبناء حزب الوفد الليبرالي أحفاد سعد زغلول والنحاس والباشا سراج الدين لدينا مشروع معد نشارك من خلاله في إثراء الحياة السياسة وهذا المشروع نحمله عبر أجيالنا المتعاقبة منذ الزعيم الراحل سعد زغلول ولايستطيع أحد إيقافه مهما حاول ذلك ومهما كانت قوته وجبروت إيقاعه بخصومه فإرادتنا صلبة بما تحمله من إرث قيمي في الفكر والسلوك واليقين المطلق أن الانتصارات آتية لامحالة مهما طال زمن الانتظار والتضحيات التي يبذلها أعضاء الوفد. وأنهت الحملة بيانها بالتأكيد علي الاعتصام بمقر الحزب الرئيسي الخميس الموافق 19سبتمبر 2013. وقال بدر جنيدي مؤسس حركة تمرد الوفد إن انفراد البدوي بإاتخاذ القرار داخل الوفد وبإدارة الحزب والتخبط والتناقض كان سبباً ودافعاً قوياً لتشكيل حركة تمرد الوفد. وأضاف: البدوي يتعمد إقصاء القيادات التي كنا نشعر أن هناك أملا في أن تخلفه في رئاسة الحزب لذلك فنحن نعتبر أنه يتخذ قرارات من شأنها إفساد الحزب علي المستويين الداخلي والخارجي. وقال حسن شعبان مساعد رئيس حزب الوفد وسكرتير عام لجنة الحزب بالجيزة إنه قرر الانضمام لحركة تمرد الوفد لأن ضميره الوفدي لايسمح له بالتخلي عن الشباب الذي يطالب بتطوير الأداء الحزبي بعد ثورة 30 يونية. وأضاف: مطالب "تمرد الوفد" هي الأفضل للحزب فنحن بحاجة إلي خلق كوادر جديدة وعمل انتخابات مبكرة قادرة علي الارتقاء بالحزب إلي مستويات أعلي خاصة أن الحزب به الكثير من الكوادر التي يتم تهميشها.