بعد واقعة التعدي على أطفال صغار داخل مدرسة سيدز للغات ،تساءل الكثير عن كيفية الحفاظ على أطفالنا وتلاميذنا نفسيًا وتربويًا؟ وكيف نضمن أن تظل المدرسة مكانًا آمنًا، نظيفًا، ومثمرًا لبناء جيل واعٍ قادر على مواجهة المستقبل ؟ .. يجيب عن هذا التساؤل الدكتورة ولاء شبانة استشاري الصحة النفسية والخبيرة التربوية. وقالت انه في ظل التحديات المتزايدة التي تمر بها المؤسسات التعليمية، أصبح بالفعل السؤال الأكثر إلحاحًا اليوم: كيف نحافظ على أطفالنا وتلاميذنا نفسيًا وتربويًا؟ ورأت الخبيرة التربوية والنفسية، إن حماية الطفل تبدأ من 4 محاور رئيسية، أولها ، بناء بيئة مدرسية دافئة وآمنة، فلا تعليم بلا أمان نفسي ، فضلا عن وجود إدارة تضع سلامة الطالب قبل أي شيء ، إضافة لمراقبة السلوكيات داخل المدرسة بشكل علمي، وليس عشوائي. اقرأ أيضا: a href="https://akhbarelyom.com/news/newdetails/4728760/1/%D8%A5%D9%86%D9%81%D9%88%D8%AC%D8%B1%D8%A7%D9%81--%D9%88%D8%B2%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%85-%D9%88%D8%B6%D8%B9-%D9%85%D8%AF%D8%B1%D8%B3%D8%A9-%D8%B3%D9%8A%D8%AF%D8%B2-%D8%A7%D9%84" title="إنفوجراف | وزير التعليم: وضع مدرسة "سيدز الدولية" تحت الإشراف المالي والإداري"إنفوجراف | وزير التعليم: وضع مدرسة "سيدز الدولية" تحت الإشراف المالي والإداري واضافت ، ثانيا ، تدريب المعلمين على مهارات التعامل النفسي والتربوي، فأن المعلم ليس ناقل معلومة فقط، بل "مُشكّل شخصية"، حيث اصبح ضرورة تدريب المدرسين على استيعاب الفروق الفردية، والتعامل مع السلوكيات الإشكالية، ومهارات التواصل الإنساني، والإسعافات النفسية الأولية للطلاب. وتابعت د.شبانة ، ثالث محور لحماية اطفالنا هو دعم الطفل وتشجيعه على التعبير عن نفسه، فالطفل الذي يتكلم، طفل نُنقذُه، كما ان نشر ثقافة "باب مفتوح" لدى الأخصائي الاجتماعي والنفسي، امر هام، مع تخصيص حصص ودقائق أسبوعية للتعبير الحر. اما رابعا ، شراكة حقيقية بين المدرسة والأسرة،والتواصل المستمر مع الأسرة، وإعلام ولي الأمر بأي تغير في السلوك فورًا، وضرورة تنظيم ندوات توعية للأهالي حول التربية الحديثة. وعن الروشتة لتصبح مدرسة آمنة نفسيًا وتربويًا، قالت الخبيرة التربوية، هذه ليست شعارات بل إجراءات حقيقية يجب تطبيقها ، تتمثل في وجود لائحة سلوك واضحة وصارمة تُطبّق على الجميع بلا استثناء، خاصة فيما يتعلق بالعنف، التحرش، البلطجة، أو التنمر، و كاميرات مراقبة في كل الممرات والساحات ، وايضا الأمان يبدأ بالرقابة، والوقاية خير من العلاج.، وتفعيل دور الإخصائي النفسي والاجتماعي وليس مجرد توقيع حضور وانصراف. واضافت د.ولاء شبانة، قائلة، ينبغي حملات توعية شهرية للطلاب عن احترام الآخر،إدارة الغضب،مواجهة الضغوط والسلوك الأخلاقي، مه وجود لجان مختصة لمتابعة الانضباط السلوكي تضم: الإدارة – الأخصائي – ممثل أولياء الأمور، ووجود آلية سرية للإبلاغ عن التجاوزات لكي يشعر الطالب أنه قادر على طلب المساعدة دون خوف. واستطردت د.شبانة ، قائلة، يجب اختيار المعلمين بعناية، فالمعلم صاحب الخُلق هو الذي يصنع جيلًا ذا خُلق. وعن تأثير الانحرافات الأخلاقية داخل المؤسسة التعليمية..قالت ان الانحراف الأخلاقي داخل مدرسة ليس مجرد خطأ... بل كارثة تربوية لها آثار بعيدة المدى منها انهيار القدوة، حين يرى الطالب سلوكًا منحرفًا من شخص يُفترض أنه قدوته، تنهار فكرة "القدوة" داخله، فيحدث تشوه تربوي خطير. واوضحت ان من ضمن التأثيرات ايضا انتشار الفوضى السلوكية بين الطلاب ، فالسلوك ينتقل بالعدوى. وما يفعله الكبار... يقلده الصغار سريعًا ، اضافة الي تدمير الثقة في المؤسسة التعليمية، ليصبح الطالب خائفًا، والأسرة قَلِقة، والمجتمع فاقدًا للثقة، و التأثير المباشر على العملية التعليمية، وانخفاض التحصيل، وانتشار الغياب، وضعف الانضباط، اضافة لفقدان الشغف بالتعلم، مما يسبب آثار نفسية قاسية على الطلاب مثل:القلق، فقدان الأمان، الانطواء،العدوانية، والتمرد. واختتمت الخبيرة التربوبة ، قائلة ، "الخلاصة: المدرسة ليست مبنى... بل مسؤولية دولة ومجتمع، إذا أردنا جيلًا على قدر حلم الوطن، فعلينا أن نجعل المدرسة بيئة: آمنة – نظيفة – منضبطة – إنسانية – شفافة – عادلة، وإلا فإن الانحرافات الأخلاقية، مهما بدت صغيرة، ستتسرب كالسُم داخل جسد العملية التعليمية... حتى تُفسدها بالكامل.