الكل يتحدث عن النظام التعليمي الجديد وخطته الشاملة، التي بدأ تطبيقها مع العام الدراسي على المراحل الأولى المتمثلة في رياض الأطفال والصف الأولى الابتدائي، والتي ستتصاعد كل عام حتى تغطي المراحل التعليمة بأكملها، فهل سيكون الأخصائي الاجتماعي والنفسي حاضرين في هذه الخطة، نظرًا لأهمية وجودهما في المؤسسات التعليمية لمعالجة المشكلات التي قد يعاني منها بعض التلاميذ، في ظل حالة الانفلات الأخلاقي التي طرأت في الفترة الأخيرة ولم تكن موجودة من قبل في سلوكيات الطلبة. وفتحت واقعة "الطفل الباكي" التي أثيرت عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، حيث ظهر الطفل في فيديو يطلب من معلمته أن ينام لمدة ربع ساعة، الحديث عن أهمية التدريب النفسي للمدرسين، وتأهيلهم لتصحيح بعض السلوكيات الخاطئة للتلاميذ وكيفية التعامل مع الأطفال. الواقعة تؤكد عدم التعامل السليم من قبل المعلمة تجاه الطفل، وأن سلوك المعلم الذي قام بتصوير الطفل بالموبايل هو سلوك مرفوض، ما يجعلنا نتساءل كيف تم استخدام التليفون المحمول في التصوير رغم تعليمات وزارة التربية والتعليم بعدم استخدامه داخل المؤسسات التعليمية؟. وهل الإجراء العقابي تجاه المعلمة ومدير المدرسة ومصور الفيديو هول الحل؟. ووفقًا لخبراء تربويين، فإن فيديو "الطفل الباكي" يعتبر تعدى على حقوق الطفل، وكان يجب عدم تصويره وهو يبكى، لأن المدرسة والمنزل شريكان أساسيان في بناء الجانب الصحى والنفسى والتعليمى للأطفال، وأنه كان ينبغى على المعلم احتواء الطفل حتى لا يشعر بالغربة داخل المدرسة، ويجب التعامل معه بأسلوب هادئ وتوجيه للأخصائى الاجتماعى. ومن الضروري وجود أخصائي نفسي واجتماعي في المؤسسات التعليمية لدراسة سلوكيات الطلبة وتعظيم القيم الأخلاقية والتربوية، من أجل بناء نظام تعليمي ينتج شخصًا صالحًا نافعًا لمجتمعه، فإهمال التربية في المدرسة سيجعل عملية تطوير التعليم كأنها لم تكن ما لم نبدأ بغرس السلوكيات الحميدة والأخلاق النبيلة. [email protected] لمزيد من مقالات عماد الدين صابر