قبل أن تعلن اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية فوز د. محمد مرسي برئاسة الجمهورية ومع ظهور مؤشرات هذا الفوز بادر المجلس العسكري بإصدار اعلان دستوري مكمل يحد من صلاحيات الرئيس ويعيد للمجلس العسكري كامل السلطة التشريعية بعد قرار المحكمة الدستورية ببطلان عضوية ثلث البرلمان الخاص بالمقاعد الفردية وما أعقب ذلك من اصرار الدستورية العليا علي حل البرلمان وألغت السلطة التنفيذية والتشريعية بطبيعة الحال عندما قالوا إن مجلس الشعب بعد الحكم وجوده كالعدم وأن القرار نافذ بمجرد صدوره وهو ما اعتبره عدد من المحللين تغولا للسلطة القضائية. المهم جاء الاعلان الدستوري المكمل ليعيد من جديد توحيد أغلب القوي الثورية ويعيد الزخم الي ميدان التحرير من جديد وسط اصرار علي أن يقسم الرئيس المنتخب اليمين في الميدان وأجمعت كل القوي الوطنية علي ضرورة اسقاط الاعلان الدستوري المكمل ومع بدء مراسم تولي الرئيس الجديد مهامه المنقوصة عاش المصريون فرحة كبيرة حتي ولو كان الرئيس الجديد مجرد صورة أو ¢بركة¢ وحتي يكتمل السيناريو ويرضي الرئيس بما قسمه له المجلس العسكري حوصر بكم من المشاكل والاعتصامات الفئوية وقطع طرق بل إن الحكومة لم تضع في موازنتها العلاوة الاجتماعية لتدفع الي مزيد من الاحتقان ووجد الرئيس نفسه لا يمكنه اقرارها وفقا للإعلان الدستوري المكمل الذي يمنح العسكري التحكم في موازنة الدولة. وعلي غير المتوقع جاء رد فعل الرئيس مباغتا وسريعا بإعادة مجلس الشعب للعمل وسحب قرار العسكري بحله واستند في قراره الي الاعلان الدستوري في مارس الماضي ولم يشر من قريب أو بعيد الي الاعلان الدستوري المكمل ليخرج الاعلام المصري الذي كان ومازال سببا رئيسيا في كل الكوارث التي تتعرض لها الثورة المصرية ويكيل الاتهامات الي الرئيس ووصل الي مدي محاكمة الرئيس وعزله.. هذا الأداء الإعلامي متوقع من اعلام علي شاكلة الاعلام المصري الا أن ردود فعل عدد من رموز الهيئة القضائية جاء غريبا وحاولوا تصوير الأمر علي أنه مذبحة جديدة للقضاء المصري وأن القرار اهدار لقيمة القضاء ولا أدري لماذا تصر الهيئة القضائية علي تقمص دور السلطة التنفيذية الا اذا كان أحد ما أفهمهم خطأ أنهم السلطة التنفيذية والقضائية وأنهم بابا وماما الشعب المصري وعودة بسيطة الي الحوار الذي أجرته النيويورك تايمز مع تهاني الجبالي نائب رئيس المحكمة الدستورية - الذي نفته الجبالي وأكدت التايمز صحته وأنها تمتلك الأدلة علي ذلك - ستعرف من هو الذي أفهم السلطة القضائية التي لم يحرك عدد من رموزها الأشاوس ساكنا أيام المخلوع أمام اصرار الحكومة علي عدم تنفيذ مئات بل آلاف الأحكام القضائية.. المهم ان الناس في الشارع يقولون ¢مرسي طلع رئيس بجد¢ وكالعادة سيدفع العسكري عناصر وقوي أخري لخوض حرب بالنيابة عنه مع الرئيس المنتخب الذي يبدو أنه لن يتنازل عن كامل صلاحياته كرئيس لهذه البلاد.