تناولت وسائل الإعلام والصحافة السعودية باهتمام بالغ زيارة الرئيس الدكتور محمد مرسى، التى تبدأ مساء اليوم الأربعاء للمملكة العربية السعودية، حيث تصدر خبر الزيارة والقمة المرتقبة بين الرئيس مرسى وخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز نشرات الأخبار في القنوات التليفزيونية والإذاعية، وصفحات الصحف الصادرة اليوم والتى أفردت مساحات واسعة لتطور العلاقات المصرية السعودية ومراحل نموها وازدهارها على مر التاريخ. وأكدت وسائل الإعلام والصحف السعودية أن اختيار الرئيس مرسى للسعودية كأول دولة يتوجه إليها بعد نجاحه في انتخابات الرئاسة تحمل معانى ودلالات إقليمية ودولية مهمة وعميقة تؤكد البعد الاستراتيجى للعلاقات الأخوية الوطيدة التى تربط بين الشعبين والدولتين على جميع المستويات والأصعدة، وأن مصر والسعودية هما جناحا الأمة العربية والإسلامية. وقالت صحيفة "الوطن": إن زيارة الرئيس المصري للسعودية اليوم تكتسب أهمية خاصة، لكونها تأتي في ظروف دقيقة وتاريخية تمر بها المنطقة العربية. كما أنها تحمل دلالة خاصة من خلال كونها الأولى التي يقوم بها الرئيس المصري خارجيا، بعد توليه مهام منصبه. ورأت أن هذه الزيارة رسالة واضحة لكل محاولات الاصطياد في الماء العكر، دون وعي بأن التاريخ يفرض نفسه على العلاقات بين بلدين عربيين كبيرين ومؤثرين. وتابعت الصحيفة: إن زيارة الرئيس مرسي للمملكة تعكس الثقل الكبير الذي تتمتع به على المستويين الإقليمي والعالمي"، فالمملكة لها مكانتها بصفتها ذات تأثير قوي، ومواقف قوية داعمة للحقوق العربية والإسلامية بوصفها قبلة المسلمين في أقطاب الأرض. وتحت عنوان "الرياض.. القاهرة.. علاقات استراتيجية" رأت صحيفة "عكاظ" أن المملكة ومصر تشكلان العمود الفقري للعالم العربي والإسلامي، ولقد لعب البلدان أدوارا مهمة في إدارة عدة أزمات نشأت في المنطقة، ولهما جهود جبارة في رأب الصدع، ولم الشمل في المحيط العربي والإسلامي. وقالت الصحيفة: ليس هناك رأيان في أن الرياضوالقاهرة كانتا نقطة الارتكاز لصياغة مستقبل الاستراتيجية العربية، وهما المدافعتان عن حقوق قضايا الأمة والمتصديتان لكل التحديات التي تهدد الأمة العربية والإسلامية. وأوضحت أن تمتين العلاقات السعودية المصرية يشكل حجر الزاوية في مواجهة هذه التحديات التي تتطلب حسا أمنيا وسياسيا عاليا للتعامل مع التهديدات عبر تفعيل الحوار السعودي المصري والذي من المؤكد أنه سيصب في مصلحة تحقيق تطلعات الأمة العربية. ووصفت صحيفة "الشرق" زيارة الرئيس المصري للمملكة بأنها فرصة لتأكيد خطأ تصوراتٍ ذهب أصحابُها إلى احتمالية توتر العلاقات بين البلدين تأثراً بالتغيرات السياسية في القاهرة، وهي رؤى تثبت المواقف الرسمية أنها لم تكن في محلِّها، ولا تقتصر المسألة على الجانب الرسمي. وأشارت إلى أن "الروابط بين الشعبين السعودي والمصري آخذة في القوة والمتانة، وما الحفاوة التي يلقاها سفيرنا في القاهرة أحمد عبدالعزيز قطان من كل مكونات المجتمع المصري إلا دليلٌ على ذلك". وتوقعت الصحيفة أن توسع هذه الزيارة حجم التعاون بين البلدين في ظل معطيات إيجابية مفادها أن المملكة تحتل صدارة قائمة الاستثمارات العربية في مصر وأن حجم التبادل التجاري بينهما بلغ خمسة مليارات دولار، لذا من المتوقع أن ينتج عن لقاء اليوم آليات لتمتين هذه العلاقة الاقتصادية.