المعركة الانتخابية على رئاسة مصر يمكن اختزالها في أن العسكر الذين حكموا مصر طوال أكثر من 60 عاما قد يقدمون على تسليم مصر لأول مدني يحكمها بعد مصطفى النحاس ومن عجائب الأقدار أن يكون منتميا لحزب الحرية والعدالة المنبثق من الإخوان المسلمين والأعجب أن منافسه عسكري بل أخر رئيس وزراء لمصر في عصر مبارك ! أمام مرشح كان أخر المعتقلين قبل جمعة الغضب في 28 يناير 2011م . التعليقات على كل مرشح متفاوتة أعتقد أن أهمها ما جاء بعيدا عن العسكر وعن الإخوان فهاهو العالم المصري في مجال الفضاء الأستاذ الدكتور فاروق الباز يقول : " أن صعود حكومات إسلامية في مصر وتونس وليبيا والمغرب سيعمل على بناء اقتصاد قوى في المنطقة عبر تعاون الدول العربية " " الإخوان اتبهدلوا وتعبوا أكثر مننا ومن أي قوى سياسية ومن ثم لا خوف منهم وأعتقد أنهم سيصبحون سياسيين جيدين لأن لديهم خبرات جيدة بل ممتازة " . وفى الجانب الأخر يصرح بنيامين اليعازر الوزير الصهيوني السابق :" خروج اللواء عمر سليمان أو الفريق احمد شفيق من المشهد السياسي وإضعاف مكانة القادة العسكريين في مصر بشكل عام ثم نقل صلاحياتهم إلى جهة مدنية ثورية يضر بمصالح إسرائيل " كذلك قال شلومو بن عامي وزير خارجية الكيان الصهيوني سابقا " إذا انتخب الفريق شفيق رئيسا للجمهورية فإنه سيكون ذخرا استراتيجيا لإسرائيل أهم و أجدى من مبارك لأن شرعيته في هذه الحالة ستكون أجدر وأقوى " . هذه التصريحات كاشفة وفاضحة لمن يريد أن يسرق الثورة المصرية في أخر محاولة تتاح لأولئك السارقين الذي لم يؤمنوا بالثورة يوما ما !!! وهى ذات المحاولة التي تمت يوم موقعة الجمل وقد كانت أخر محاولة لإفشال الثورة. المقارنة بين المرشحين تحتاج أن يكون المتلقي محايدا وهو أمر غير متوافر لأن التصويت سيشكل مستقبل مصر الفترة القادمة وبالتالي الحياد لا يصح لكن تاريخ كل منهما وتصريحات كلاهما وسلوكهما بالتأكيد تكفى للحكم عليهما : تاريخ الدكتور مرسى يذكر بدايات بسيطة لأسرة ريفية تحيطها نجاحات وتفوق وتضحيات و تميز ولا يشوبها فساد أو ظلم أو ما يسيء لشرف إنسان كافح وقاوم الظلم والاستبداد ودفع ثمن ذلك . أما تاريخ الفريق شفيق ففيه الرفاهية والمسئولية العسكرية والقرب من السلطان مما أتاح له الترقي المبكر ثم تولى منصب وزاري قرب فيه زملائه من سلاح الطيران على حساب ميزانية مثقلة بالهموم وقد بلغت البلاغات التي قدمت ضده في موقع واحد فقط تولاه بمستندات هي بالآلاف أكثر من 36 بلاغا للنائب العام منذ أكثر من عام لكنها حفظت في الأدراج لمثل هذا اليوم !!! الدكتور مرسى فرح بالثورة التي أعادت لمصر وجهها المشرق والكل يتابع ماذا سيفعل الشعب المصري بها والفريق شفيق قال للأسف نجحت الثورة !!!!! الدكتور مرسى يتحدث عن مؤسسة للرئاسة تلم شمل المصريين ولا مكان للسوبرمان والفريق شفيق يهدد معارضيه بالقتل ويؤكد استعادة الأمن في 24 ساعة وهو اتهام لا انجاز . بينما الدكتور مرسى يقول أن من حق من يجد خروجا على خط الثورة أن يعارضني في التحرير ويعد باستعادة الأمن في 100 يوم مع أربع قضايا هامة محدثا بصوت العقل وقد قدم مشروعا واضح المعالم بينما الفريق يرشى الناخبين من الآن بالتسامح مع تجريف الأرض الزراعية رغم أنه هدد بمحاسبة المسئول عن تجريف سنتيمتر واحد يوم أن كان رئيسا لوزراء مبارك المخلوع وهى نفس فكرة التوريط في الأخطاء التي كانت تدار بها مصر طوال عشرات السنين وقامت الثورة لوقفها ! الدكتور مرسى يعتز بهويته ويتعهد بالمواطنة الكاملة لكل المصريين دون تفرقة بينما الفريق يعد بحذف الآيات القرآنية لإرضاء المسيحيين مما جعل كثير من أقباط مصر يصرحون الذي يبيع دينه لا يؤتمن علينا !!!! الأهم من ذلك كله أن نجاح الفريق رئيسا سيجعل مصر والمصريين محل تندر بعد كنا محل فخر وريادة فكيف يسقط شعب نظاما بتضحيات غالية وأمال فى التغيير كبيرة ثم يعيده مرة أخرى بنفس الوجوه والسياسات بعد عام ونصف !! اللهم احم مصر ورشد أهلها ووفق مجاهديها لما فيه خير البلاد والعباد .