أكد الدكتور عاصم حجازي، الخبير التربوي وأستاذ علم النفس التربوي بقسم الدراسات العليا بكلية التربية جامعة القاهرة، أن العنف لا يجب أن يُعالج داخل المدارس وحدها، بل في المجتمع ككل، مشيرًا إلى أن القوانين وحدها لا تكفي للتصدي لهذه الظاهرة، بل هناك مجموعة من الإجراءات التربوية والنفسية والاجتماعية التي يجب تنفيذها بشكل متكامل. وأوضح د. حجازي أن من أهم هذه الإجراءات هو التدريب على أساليب مواجهة الضغوط، مشددًا على أن التعرض للضغوط أمر لا مفر منه، لكن التحكم فيها متاح للفرد من خلال برامج ودورات وورش عمل مجانية تقدم في المدارس ومراكز الشباب. كما أكد على ضرورة التحول من ثقافة القوة إلى ثقافة الحوار، وتعزيز الحوار الهادئ لدى الأطفال، وتدريبهم على التعبير الصحيح والواضح عن أنفسهم. وأشار إلى أهمية إتاحة أنشطة متعددة تساعد على التنفيس الانفعالي واستخدام الطاقة الزائدة في أنشطة مفيدة، مع التركيز على إبراز الإيجابيات لدى الطلاب ودعمها باستمرار. وأضاف د. حجازي أن تطوير قانون التعليم وإضافة نصوص جديدة للعقوبات على أسرة الطالب المخالف يمكن أن يسهم في ضبط السلوكيات العدوانية، بجانب استخدام أنظمة المراقبة الذكية وتنمية الضمير والقيم والرقابة الذاتية لدى الطلاب. وشدد الخبير التربوي على دور الإعلام والفن في مكافحة العنف، مقترحًا إنتاج ونشر فيديوهات تعزز السلوك الإيجابي، مع التركيز على النماذج الحسنة داخل المدرسة وفي الإعلام، وإبراز الجوانب الإيجابية في المجتمع بدلًا من تمجيد العنف. وأكد على ضرورة تعزيز ثقافة الاحترام بين أفراد المجتمع ومكافحة الظواهر السلبية مثل الغش والدروس الخصوصية غير المنضبطة. كما أوضح د. حجازي أهمية تماسك الأسرة ودعمها بالمشورة والإرشاد وحل المشكلات الأسرية مبكرًا، إلى جانب توفير الأخصائيين النفسيين في المدارس وتفعيل دورهم في تقديم الدعم الكامل للطلاب، والكشف المبكر عن أي مشكلات نفسية أو أكاديمية قد تؤدي للعنف. وأكد على ضرورة تدريب الأبناء على حل المشكلات بالطرق القانونية الصحيحة، واختيار الأصدقاء بعناية، وفتح حوار دائم بين الأسرة والمدرسة، وتوفير فرص للطلاب للتعبير عن أنفسهم وتنمية مهاراتهم وقدراتهم بطرق إيجابية. واختتم الدكتور عاصم حجازي حديثه بالتأكيد على أن التواصل والحوار البناء بين الأسرة والمدرسة، مع الالتزام بالبرامج التربوية المتكاملة، يمثلان حجر الزاوية في مواجهة العنف والقضاء عليه، داعيًا إلى تبني حملات قومية متعددة التخصصات تشمل التربويين ورجال الدين والشخصيات العامة لتعزيز السلوك الإيجابي في المجتمع.