«أنا ضد التنمر» حملة توعية أطلقها المجلس القومى للطفولة والأمومة بدعم من منظمة اليونيسيف وبالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، للوقوف ضد ظاهرة التنمر التى تنتشر بين الأطفال فى المدارس، والتنمر هو أحد أشكال العنف الذى يمارسه طفل أو مجموعة من الأطفال ضد طفل آخر أو إزعاجه بطريقة متعمدة ومتكررة، وقد يأخذ التنمر أشكالًا متعددة كنشر الشائعات، أو التهديد أو مهاجمة الطفل المُتنمَّر عليه بدنيًا أو لفظيًا، أو عزل طفل ما بقصد الإيذاء أو حركات وأفعال أخرى تحدث بشكل غير ملحوظ (فهو جميع أشكال المضايقات المتعمدة من سخرية واستهزاء أو أذي). ولقد قدمت اليونيسيف بعض النصائح فى كيفية التعامل مع المتنمر وأنشأت اليونيسيف هاشتاج #أنا ضد التنمر والذى شارك فيه أعداد كبيرة من الذين يرفضون التنمر وأيضا من لديهم تجارب إيجابية عنه: تقول مها الطنب أخصائية تعديل السلوك والإرشاد التربوى إن للمجتمع دورا كبيرا فى التعامل مع تلك الظاهرة متمثلا فى دور البيت والمدرسة، ولكن يعتبر دور المدرسة الأهم فى وقفها، نظرا لقضاء الأطفال والمراهقين وقتا طويلا بها ووجود احتكاك مباشر بين عدد كبير من نفس العمر او أعمار مختلفة ويمكن النظر لدور المدرسة من جوانب مختلفة كالتوعية والحماية والتدريب، فيقع على المدرسة مسئولية توعية الأطفال والمعلمين وأولياء الأمور بمعنى التنمر وأضراره وكيفية التعامل مع الشخص المتنمر بالإضافة لتشجيع الأطفال المتنمر عليهم بالتعبير عن مشاعرهم واستيائهم بوضوح وشجاعة، مع تشجيع الأطفال المشاهدين لموقف التنمر على رفضه والوقوف أمام الشخص المسبب للمضايقات بقوة وثبات وأيضا من خلال اللافتات المصورة داخل المدرسة ومحاضرات التوعية للكبار وتنمية قيم قبول الآخر والثقة بالنفس والتعاون والاحترام والتركيز على السلوك الإيجابى والمكافآت لتدعيمه وضمان استمراره . أما الحماية فتكون بالإشراف على تجمعات التلاميذ ووضع قوانين واضحة تحمل المتنمر عواقب فعله مع إصلاح ما أفسده من أذى على المتنمر عليه. ويأتى بعد ذلك دور التدريب ويكون بتوفير أنشطة جماعية تشجع روح الجماعة وقبول الآخر والتعاون ومساعدة الغير وتشجيع ومكافأة مشاركة التلاميذ فى الأنشطة المختلفة، ودمج التلاميذ المختلفين والجدد والأضعف بدنيا (وهم الفئة الأكثر تعرضا للتنمر) فى أنشطة جماعية وفردية مثل التمثيل والعروض المسرحية مما يرسخ الثقة بالنفس والتعبير الإيجابى عن الذات، مع أهمية تأهيل التلاميذ الذين تعرضوا للتنمر للتعامل مع مواقف التنمر بشجاعة وثقة وذلك عن طريق «السيكودراما» وهى تمثيل الأدوار على يد الأخصائى النفسى داخل المدرسة . وتؤكد اخصائية تعديل السلوك أن الشخص المتنمر لديه احتياج للظهور والقيادة لم يقم به بشكل إيجابى فظهر بشكل سلبي، وبالتوعية بالتأثير السلبى للتنمر على الآخرين وتوجيه قدرات الطفل للقيادة الإيجابية ودمجها فى أنشطة مفيدة داخل المدرسة بذلك يتم القضاء على تلك الظاهرة من جذورها . أما عن الجانب النفسى لظاهرة التنمر يوضح د.وليد هندى استشارى الصحة النفسية أن التنمر ظاهرة وسلوك يتواجد فى مجتمعاتنا العربية بشكل كبير، ويضيف أن أشكال التنمر عديدة، فرؤية الطفل لوالده وهو يتعامل مع والدته بسلوك عدوانى وعنيف يؤثر عليه نفسيا فيصبح متنمرا فى المستقبل، والطفل الذى يمارس سلوكا عدوانيا منذ الصغر ولا تقوم الأسرة بتقويمه سيمارس سلوك التنمر أيضا.. والحماية الزائدة للطفل تجعله لا يجيد الدفاع عن نفسه، ويفقد الثقة بنفسه ومن الطبيعى أن يتعرض بعد ذلك للتنمر فى المدرسة. ويشير د.وليد إلى أن هناك أعراضا تظهر على الطفل يمكن من خلالها ملاحظة الأهل لها فى حالة تعرضه للتنمر وهي: كرهه للمدرسة ورفضه الذهاب اليها، البكاء، التبول اللا إرادي، مص الأصابع، قضم الأظافر والانسحاب من المجتمع. ويرى د.وليد انه لابد أن يكون هناك تكاتف لكل المعنيين بالعملية التربوية من أجل القضاء علي ظاهرة التنمر وذلك بتوعية الطالب وإقامة حوار معه قبل المدرسة. أما المعلم فلابد أن يكون معدا تربويا ليتفهم مشاكل الطلاب ويتعامل مع كافة سلوكياتهم بأسلوب تربوى سليم، كما يجب أيضا تثقيف الأهل بعمل دورات تدريبية لهم فى الاجازات تعرفهم أساليب التربية الصحيحة والثواب والعقاب مع عدم استخدام العنف وبالتالى يكون الوعى متكاملا.