قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي سيسمح بحوار مباشر مع الولاياتالمتحدة إذا نجحت المحادثات غير المباشرة يوم غد السبت في سلطنة عمان. وقالت الصحيفة الأمريكية في تقرير تحت عنوان: "لماذا وافق المرشد الأعلى الإيراني على المحادثات النووية مع الولاياتالمتحدة؟"، إن إيران كانت تدرس ردا على رسالة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تدعو إلى الدخول في مفاوضات نووية، ما دفع إلى اجتماع مهم الشهر الماضي ضم خامنئي، ورئيس الجمهورية، ورئيسي السلطتين القضائية والتشريعية، وفقا لما كشفه مسؤولون إيرانيون رفيعو المستوى مطلعون على تفاصيل اللقاء. ورغم أن السيد خامنئي أعلن مرارا رفضه للتعامل مع واشنطن، واصفا ذلك بأنه "تصرف غير حكيم وأحمق"، إلا أن كبار المسؤولين الإيرانيين حثوه بشكل غير معتاد ومنسق على إعادة النظر في هذا الموقف، كما صرح المسؤولان اللذان فضلا عدم الكشف هويتهما. وقد حملت الرسالة الموجهة إلى خامنئي نبرة مباشرة: "اسمح لطهران بالتفاوض مع واشنطن، حتى بشكل مباشر إذا اقتضت الحاجة، لأن البديل سيكون انهيار نظام الجمهورية الإسلامية". كما حذر المسؤولون من خطر متصاعد للحرب مع الولاياتالمتحدة وإسرائيل. وأبلغوا خامنئي أنه إذا رفضت إيران المفاوضات أو فشلت، فإن ضربات عسكرية لموقعي نطنز وفوردو النوويين ستكون حتمية. وأكد المسؤولون أن إيران ستكون مضطرة للرد، مما قد يؤدي إلى اندلاع حرب شاملة تدمّر الاقتصاد وتفجر اضطرابات داخلية تشمل احتجاجات وإضرابات، وهو ما يشكّل تهديدًا وجوديًا للنظام. وبعد ساعات من النقاش المكثف في الاجتماع، تراجع خامنئي ووافق على السماح بإجراء مفاوضات تبدأ بشكل غير مباشر عبر وسيط، ثم تتحول إلى مفاوضات مباشرة إذا سارت الأمور بشكل جيد، حسب المسؤولين. وفي 28 مارس، أرسلت إيران ردا رسميًا على رسالة ترامب، عبرت فيه عن استعدادها للدخول في مفاوضات. ويوم السبت، من المقرر أن تعقد إيرانوالولاياتالمتحدة الجولة الأولى من المحادثات في العاصمة العمانيةمسقط. وإذا تطورت هذه المحادثات إلى لقاءات مباشرة، فستعد خطوة تنازلية كبيرة من جانب إيران، التي لطالما أكدت رفضها مقابلة الأمريكيين وجها لوجه. وتصر إيران حتى اللحظة على أن تكون المفاوضات غير مباشرة، بحيث يجلس كل طرف في غرفة منفصلة، وينقل الوسطاء العمانيون الرسائل بين الطرفين، في حين أعلنت الولاياتالمتحدة أن الجانبين يخططان فعليا لعقد لقاء مباشر. وكان ترامب قد أصر مرارا على أن الاتفاق السابق غير كاف، وأنه يسعى إلى اتفاق أشمل. وفي المقابل، وضع خامنئي شروطا محددة للمحادثات، وفقا لثلاثة مسؤولين إيرانيين. فقد وافق على مناقشة البرنامج النووي، بما يشمل آليات مراقبة صارمة، وتقليصا كبيرا في تخصيب اليورانيوم. لكنه شدد على أن الصواريخ الإيرانية تعد جزءا من الدفاع الوطني ولا يمكن التفاوض بشأنها. وأضاف المسؤولون أن إيران منفتحة أيضا على مناقشة سياساتها الإقليمية ودعمها لجماعات مسلحة، وقد أشارت إلى استعدادها لاستخدام نفوذها لتهدئة التوترات، بما في ذلك في اليمن مع الحوثيين