غزة (رويترز) - لا تجد محاولة الرئيس الفلسطيني محمود عباس للحصول على اعتراف الاممالمتحدة بالدولة الفلسطينية كثيرا من الحماس في قطاع غزة المعزول حيث تسود الانقسامات السياسية العميقة. وترى حركة حماس الاسلامية التي سيطرت على القطاع من قوات موالية لحركة فتح عام 2007 ان الخطوة تجربة بلا طائل سعيا لاقامة الدولة. ويبدو ان العديد من الفلسطينيين في قطاع غزة يتفقون مع هذا التقييم ويتساءلون عن السبب الذي جعل القيادة الفلسطينية في الضفة الغربية لا تتعرض اولا للمشكلات التي تعوق تنفيذ اتفاق الوحدة مع حماس. وقال ديب سكر (45 عاما) والذي اضطرت عائلته الى الفرار من مدينة يافا الساحلية عام 1948 عندما اقيمت دولة اسرائيل "كيف ممكن نروح على الاممالمتحدة والانقسام موجود.." ومنذ الاقتتال القصير الذي وقع قبل اربعة اعوام لم تطأ قدما عباس قطاع غزة وهو يحكم الضفة الغربية التي تخضع بالكامل للاحتلال الاسرائيلي حيث تطبق السلطة الفلسطينية حكما ذاتيا. وقال سكر الذي يعيش في مخيم للاجئين على ساحل غزة "انا انصح القيادة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة بأن يتوجهوا للشعب مباشرة ويقدموا استقالتهم" لانهم فشلوا في المصالحة. ووقع قادة فتح اتفاق مصالحة مع حماس في ابريل نيسان لكن الاتفاق تعثر عند خلاف بشأن من يقود حكومة الوحدة الوطنية التي وافق الجانبان على تشكيلها قبل اجراء الانتخابات البرلمانية. وقال الطالب الجامعي احمد كلاب (21 عاما) انه يؤيد مبادرة عباس لاعلان الدولة امام الاممالمتحدة لكنه يخشى انه "راح يتعب حاله لان امريكا ستستخدم الفيتو." ويشير كلاب الى امكانية ان يتقدم عباس بطلب للحصول على العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الاممالمتحدة وهي حالة لا يمكن اقرارها الا بموافقة مجلس الامن. وقالت الولاياتالمتحدة بالفعل انها ستستخدم حق النقض (الفيتو) ضد هذه الخطوة اذا حدثت وحثت الفلسطينيين على العودة الى المفاوضات مع اسرائيل والتي جمدت بعد بدئها في سبتمبر ايلول الماضي بسبب خلاف يتعلق بالتوسع الاستيطاني الاسرائيلي في الضفة الغربية. وقال وسيم عبيد الموالي لعباس انه قد "ان الاوان أن نحصد ثمار مسيرة النضال." وقال الموظف الحكومي الذي يبلغ من العمر 34 عاما "هذا استحقاق وليس منة لا من امريكا ولا من الاممالمتحدة." وتدعو وثيقة تأسيس حركة حماس الى تدمير اسرائيل وقد رفضت الحركة الاسلامية دائما انفتاح السلطة الوطنية الفلسطينية على اسرائيل التي تفرض حصارا على قطاع غزة. ورفض سامي ابو زهري المتحدث باسم حركة حماس مبادرة عباس التي يتخذها من جانب واحد امام الاممالمتحدة وقال انها "خطوة شكلية لن تعود بالجدوى على الشعب الفلسطيني." لكن هاني حبيب المحلل السياسي في غزة قال ان الوقت ملائم للتحرك امام الاممالمتحدة مشيرا الى ان المنظمة الدولية مسؤولة "بالمعنى القانوني" عن إنشاء اسرائيل وفقا لخطة التقسيم عام 1947 التي قسمت الاراضي الفلسطينية الخاضعة للحماية البريطانية الى دولتين مستقلتين احداهما فلسطينية والاخرى يهودية. وقال حبيب "خيبة الامل من العملية التفاوضية" دفعت عباس الى هذه الخطوة. لكن حبيب حذر من ان التجمعات التي ينتويها الفلسطينيون في الضفة الغربية تأييدا لطلب الاعتراف بالدولة قد تنتهي بمواجهات عنيفة مع القوات الاسرائيلية. ومن غير المتوقع ان تسمح حماس بمظاهرات كبيرة في قطاع غزة. وقال حبيب "من الممكن ان تقوم اسرائيل بافتعال احداث بهدف ان يغطى خبر هذه الاحداث عما يحدث في الاممالمتحدة." ويقول زعماء فلسطينيون ان التجمعات ستكون سلمية وانها ستعقد بعيدا عن نقاط التفتيش العسكرية الاسرائيلية. وهون الزعماء الاسرائيليون من احتمال وقوع اشتباكات وقالوا ان قوات الامن الاسرائيلية مدربة على السيطرة على الحشود دون قتل وانها تستعد لوقوع اي عنف من جانب الفلسطينيين. وقال محمد عامر (52 عاما) الذي يعمل في احد المطاعم وهو يسند ظهره الى جدار في زقاق بمخيم الشاطيء ان حلا دبلوماسيا واحدا هو المتاح امام الفلسطينيين وهو اقامة دولة مستقلة تتمتع بالاعتراف الدولي. وقال عامر "الصراع لم ينته ولن ينتهي الا باقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس."