وسط تصاعد معركة الحصول علي اعتراف الاممالمتحدة بالدولة الفلسطينية تشير الدلائل والشواهد إن ملف المصالحة الفلسطينية سيظل مفتوحا دون التوصل إلي حل للعقبات المثارة والتي إن دلت علي شيء فإنما تدل عن عدم الرغبة في اتمام هذه المصالحة.. وهو ما يساهم في اضعاف الموقف الفلسطيني . وبمتابعة لما يجري فإنه ليس هناك ما يقال تعليقا سوي »ربنا يهدي« إنها العبارة التي لا أجد غيرها للتعامل مع ما اشاهده من لف ودوران فيما يتعلق بهذه القضية التي تستهدف لمّ الشمل وإنهاء الانقسام الذي خططت له حركة حماس عندما قامت بانقلابها الذي أدي إلي انفصال قطاع غزة عن الضفة الغربية عام 7002. انه ورغم التوقيع علي اتفاق المصالحة في القاهرة منذ عدة شهور فإنه لم يتم اتخاذ أي خطوة نحو تفعيل هذا الاتفاق حتي الآن.. كل ما نسمعه هو ان هناك اتصالات واجتماعات ولكن دون عمل جدي لتحقيق هذا الهدف حتي الاجتماع الذي شهدته القاهرة أخيراً بين الطرفين السلطة وحماس فإن المعلومات المتوافرة تقول أنه لم يسفر عن شيء. وحتي الآن ايضا لم يتم الاتفاق علي تسميه رئيس وزراء حكومة الوحدة التي ستتولي اجراء الانتخابات المعطلة منذ شهور طويلة. يبدو من التصريحات الصادرة عن عدد من الشخصيات الفلسطينية المسئولة في الطرفين أن هذا الوضع مبررا وحجة لعدم إتمام المصالحة. إن حماس مازالت تري في سيطرتها علي غزة فرصة لا يمكن التخلي عنها حتي في ظل اتفاق المصالحة التي تمت تحت ضغوط الشارع الفلسطيني والتأثر بالثورات والتطورات التي شهدتها الساحة العربية. وكما هو معروف فإن فتح تصر علي ترشيح سلام فياض رئيسا للحكومة بينما ترفض حماس هذا الترشيح. تطور الأمر إلي ان يوجه محمود الزهار اتهاما إلي أبومازن بأن موقفه نابع من الخضوع لضغوط إسرائيلية وأمريكية. ورغم ما تردد عن استعداد فتح للقبول بتغيير رئيس الوزراء وترشيح أسماء أخري إلا أن المشكلة الحقيقية سوف تكون مرهونة بجدية حماس في الموافقة علي موضوع المصالحة أصلا. تأزم الموقف رغم محاولات التهدئة يأتي في وقت تمر به القضية في منعطف خطير يتعلق بجهود الحصول علي اعتراف المجتمع الدولي بالدولة الفلسطينية. لا جدال ان إتمام المصالحة كان سيساهم في دعم ثقة هذا المجتمع بالفلسطينيين وقضيتهم. اذن فالمشكلة تكمن بشكل أساسي في قبول حماس بالتخلي عن حكم غزة حتي من خلال انتخابات حرة. ان موقف حماس يعود إلي عدم التأكد من نتيجة الانتخابات القادمة خاصة بعد تدهور شعبيتها ليس علي مستوي الدولة الفلسطينية ولكن داخل قطاع غزة نفسه الذي يواجه معاناة شديدة جدا تحت الحكم الحماسي. ان التشكيك في قبول حماس بالمصالحة إنما يعود إلي تجارب سابقة حيث كانت الحركة تثير المشاكل التي تعطل أي تحرك في هذا الاتجاه . بالطبع فان استمرار هذه الاوضاع تستند الي اثارة العديد من القضايا حول المعتقلين من الجانبين وبند الاعتراف باسرائيل وغيره وغيره من الحجج. مظاهر الامور وتطوراتها تؤكد ان حماس »ما صدّقت« ان تجد مكانا لأقدامها في حكم قطاع غزة حكما حمساويا خالصا.. ولعل أهم مؤشر علي هذا التوجه تلك الاتفاقات والاتصالات بين حماس واسرائيل من أجل التهدئة ووقف اطلاق الصواريخ وإجبار الحركات الفلسطينية الأخري في غزة للانصياع لهذا الاتفاق.. ان ما يحدث في هذا المجال يؤكد التناقض بين ما تم اعلانه وبين الواقع الحقيقي علي الأرض حاليا. هذا الموقف يشير الي أن حماس علي استعداد لعمل أي شئ وتعطيل أي شئ من أجل استمرار حكمها لقطاع غزة حتي لو أدي ذلك الي تعطيل قيام الدولة الفلسطينية.