كشف بسام الشماع المؤرخ المعروف، أنه منذ سنوات اكتشفت العلماء في المملكة السعودية نقش غاية فى الأهمية الأثرية و التاريخية فى تبوك. وتابع الشماع في تصريحات إلى الفجر أن النقش يتضمن أسماء وألقاب الملك رمسيس الثالث الذي أدركه المؤرخ ضمن حكام الأسرة العشرين المصرية القديمة. ولكن لماذا يوجد إسم هذا الملك فى شبه الجزيرة العربية قديما؟ وأجاب الشماع أنها ربما تكون البعثات التجارية المصرية القديمة التي كانت تتوجه فى عصره إلى "مدين" لجلب البضائع مثل الذهب والفضة والبخور والنحاس، مما يثبت أنه كان هناك علاقات تجارية منذ أكثر من 3 الاف عام بين مصر و السعودية. وتابع، العلماء السعوديين كانوا قد اكتشفوا الاسم واللقب منقوش منحوت على ربوة صخرية بواحة "تيماء"، هو اكتشاف هام جدا و مؤثر من الناحية التاريخية و الأثرية. وكتب العلماء فى هذا عن درب تجارى كان يصل بين مصر وشمال غرب السعودية آنذاك و درسوا محطاته ونقاطه الجغرافية المفصلة. والنقش فى حالة أكثر من ممتازة من الحفظ و الوضوح. و يظهر في عملية نقشه التأنى و الدقة و الكفاءة فى العمل فأنتج لنا دليل هام باق يقوى و يؤكد حقيقة العلاقات التجارية فى تاريخ البلدين. يظهر فى أعلى النقش على يمين الواقف أمامه لقب " نسو بيتى" الشهير بالهيروغليفية المصرية القديمة ومعناه "ملك مصر العليا و الدنيا" أى الجنوب والشمال. وتحت اللقب يوجد الشكل البيضاوي المسمى بالخرطوش و الذى يحتوى في داخله "وسر ماعت رع مرى إمن" ومعناه " قوية عدالة رع محبوب إمن" حسب تفسير الدكتور عبد الحليم نور الدين. وإمن هى التسمية القديمة الهيروغليفية الصحيحة لما نسميه الآن "آمون". بجانب هذا النص يوجد نقش للقب الملك "سا رع" أى " إبن الشمس( رع هو معبود شمسي أسطورى).و تحت اللقب يوجد خرطوش يحتوى على " رع مس سو حقا إيون " أى "الذى أنجبه رع حاكم إيون"(يقصد هنا طيبة و ليس منف). الجدير بالذكر أن رمسيس الثالث حكم مصر و له مبانى فى أكثر من مكان فى مصر مثل "معبد مدينة هابو" بالبر الغربى بالأقصر و معبده فى معابد الكرنك بالبر الشرقى بالأقصر. واشتهر بقيادة الجيش المصرى فى معارك كبيرة و صعبة جدا سطرت تواريخ هامة و انتصارات مدوية.مات الملك رمسيس الثالث عام 1155 قبل الميلاد تقريبا بعد مدة حكم تجاوزت الثلاثين عاما بقليل.