تعتبر منطقة سرابيط الخادم الأثرية في سيناء نموذجا للإهمال وإهدار أهم الآثار المصرية في هذه المنطقة التي يرجع تاريخها إلي الدولة الفرعونية القديمة, فكانت موقعا لأعمال المناجم لاستخراج الفيروز والأحجار الكريمة والمعادن النفيسة, حيث أقام العمال بها معبد الالهة حتحور لأداء طقوسهم الدينية وتركوا نقوشا وتماثيل نادرة علي مر العصور الفرعونية وحملت أسس الحروف للكتابة السيناوية التي انتشرت إلي أقصي الشرق حتي الصين.. وكشفت في الوقت نفسه أن سيناء مصرية عبر التاريخ. وتبعد منطقة سرابيط الخادم نحو80 كيلو مترا عن رأس سدر رغم ذلك أصبحت مهجورة رغم أنها كانت مقصدا لقوافل السياحة التي تهدف للتعرف علي تاريخ سيناء المدون علي أحجاره وفي تماثيله النادرة فلم يعد يرتاده السياح أو المصريون لعدم وجود أي خدمات من مياه وكهرباء إلا نادرا فضلا عن غياب الأمن, ذلك رغم أن الاتحاد الأوروبي اعتمد له نحو10 ملايين جنيه منحة ترميم ولكن هذا الترميم كان رديئا ومدمرا حسب وصف الخبراء حتي أن الجير اعتلي الكتابة والتماثيل في مناطق الترميم وأصبح سببا في حدوث تشوهات لم تحدثها عوامل الطبيعة حتي نحر السيول السنوية. الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام آثار سيناء يؤكد أن هذا المعبد وهو الفرعوني الوحيد في سيناء يحتاج كثيرا من الرعاية والاهتمام مما له من أهمية تاريخية بالغة ففيه اكتشفنا اللغة السيناوية ومفرداتها التي تعد أساس كثير من اللغات في الشرق ممتدة من الهيروغليفية وبه آثار معسكرات التعدين ومعبد حتحور وهي معبودة مصرية قديمة استعان بها المصريون القدماء لحماية الصحراء, ورغم أن الطريق إلي سرابيط الخادم صعبة وموحشة وفوق هضبة بارتفاع700 متر عن سطح البحر حيث المعبد والمحاجر علي مسطحها, فتوجد تماثيل من الأسرة الفرعونية الرابعة والملك منتوحتب الثالث ومنتوحتب الرابع من ملوك الأسرة الحادية عشرة, إضافة إلي نقش لسنوسرت الأول ووالده, وامنمحات الأول إضافة لنقوش المعبد التي اكتشفت في عام1905 وعرفت باسم النقوش السيناوية, وكانت البعثات ترسل إلي هذه المنطقة في مرحلتي الدولتين الوسطي والحديثة لاستخراج الفيروز, وعثر علي ألواح ونقوش منحوتة علي الصخر منحوت عليها أخبار البعثات بحروف سيناوية أبجدية إضافة لمعبدين للالهين سوبد وحتحور. وأضاف الباحث الأثري باسم الشماع أن لقب حتحور يعني زوجة حورس في الأسطورة وهي ابنة رع الشمس, وهي رمز الجمال والموسيقي والسماء والمرأة ورمز للاراضي الفينيقية أو سيدة الفيروز أو سيدة الأراضي التركوار كما أن لقبها أيضا سيدة شجرة الجميز وترمز للمئونة والظلال والحماية في الحياة الأخري وهي رمز للجمال وهو ما يؤكد أهمية المنطقة ووضعها ضمن البرنامج السياحي للسائح ليكتشف السائح التسلسل التاريخي والأثري لمعظم الملوك الفراعنة حتي عصر رمسيس الثالث الذي انتهي النشاط في سرابيط الخادم بعد عهده, وكان مؤشرا لضعف الدولة من رمسيس السادس لتسقط تحت الاحتلال.