ترى من مياة البحر المتوسط مينائها العتيق وقلعتها التي لم يغيرها الزمن كثيرًا، وإذا أمعنت النصر قليلًا لأمكنك أن تميز حاراتها وأسواقها الشعبية، إنها طرابلساللبنانية، التي لم تترك كتاب عن تاريخ الشام إلا وسطرت صفحات بداخله، ولا تزال تحتفظ في ملامحها بعبق التاريخ وتأثيره، وعلى ارغم من تعدد الطوائف والأديان وألوان الناس في لبنان تعتبر طرابلس بجلاء البوابة السنية في البلاد، مما يضفي على رمضان فيها أجواء خاصة وعادات مميزة لا تكاد تتشابه مع باقي الفسيفساء اللبنانية. تقاسم الإفطار "لم يعد هناك إجراءات مشددة كما كانت من قبل" بتلك الكلمة وصف إسماعيل صخر عضو تيار المستقبل اللبناني أجواء رمضان في مدينة طرابلساللبنانية مع فيروس كورنا المستجد، مبينًا أنه في بعض المناطق لازالت تتخذ بعض الحذر وخصوصًا في صلاة الجماعة بالمساجد وإستثنيت بعض الأعمال الحرة لتعود الحركة تدريجيًا لطبيعتها. وتطرق صخر في حديثه مع "الفجر" إلى أبرز العادات والتقاليد في طرابلس وهي لم شمل العائلة وتحضير الأطمعة المتنوعة وتبادلها مع الجيران ويعيد ترميم جسور التواصل بين الأهل والأقارب، ولكنها تتميز بكونها تتكون من الموائد الضخمة التي تكون مشتركة من عدة عائلات مع بعضها لتزيد من الألفة والمحبة بينهم تشتم رائحة الألفة والبركة داخل المنازل الطرابلسية على إفطار رمضان، فعندما تتدخل البيت الكببير تجد أن العائلة بمختلف أجيالها مجتمعة في اغلب أيام رمضان، ولعل المشهد الأبرز هي مائدة رمضان فالجميع يتقاسم الفطور كل من عده طعام يحضره معه حتى تزيد السفرة وتزيد البركة، ونفس المشهد يتكرر مع الجيران حيث يتقاسمون الإفطار مع الجيران كل منهم يصنع صنف مختلف عن الآخر، وهي عادات موجودة ولا زالت، بحسب صخر. المدينة تتزين "لا شك في رمضان في طرابلس له نكهة خاصة، الطرابلسيين لهم خصوصيتهم المميزة" بتلك الكلمات بدأ حسام العلي أمين عام إتحاد السلام للقبائل العربية في لبنان، التي تنبعث من تاريخ هذه المدينة المتعلق بتاريخ احيائها الشعبية القديمة وقلعتها وبتراثها الاثري وأسواقها وعبق رائحة الليمون تكثر العادات والتقاليد التي يتميز بها الطرابلسيون، حيث تتزين المدينة وأحيائها بالاضواء والمزخرفات وتبعث الامل في نفوس الناس، وتلبس شوارع المدينة حلة جديدة مازالت محافظة على هذا اللون منذ أقدم العصور. مقارئ العصر وكشف العلي ل"الفجر" أن أبرز عادات رمضان هي تلك الأصوات الرخيمة المنبعثة من داخل مساجدها من بعد صلاة العصر، والتي تنبئ بتلك العادة الطرابلسية أن يختم القرآن كله في 29 رمضان في الشهر في المقار ويشارك فيها كبار المقرئين ويرفع الدعاء فيها من بعد العصر وحتى قبيل آذان المغرب، ولا تسمع فقط الطيب من الآيات ينبعث من داخل المسجد بل تجد الريح الطيب يقوم القائمون على المساجد برش العطور من المسك والزعفران وتعطير القاعات بالبخور، كما يوزعون التمور كهدية على ختم القران وانقضاء الشهر الفضيل، ولا يقتصل دور بيوت الله على ذلك كافة حلقات الحديث والفقه والتفسير وتعج المساجد المنصوري الكبير ومسجد التوبة وباقي المساجد كالبجاسي والجامع المعلق يتابعون المحاضرات الدينية. مدفع الإفطار والمسحراتي من قلعة طرابلس بمنطقة عالية في ابي سمراء ويتميز الإفطار والسحور اللبناني بعادات وتقاليد راسخة، فعند الافطار مدفع رمضان يضربه الجيش اللبناني بتوقيته الصحيح، وهذه السنة سيضرب من قلعة السباع على بوابة الميناء عند البحر، وهو الجهة المنوط بها تشغيله، بينما على السحور يكون نداء "فيقوا على سحوركم" المنطلق من المسحراتية الذين يتجولون بكل مناطق طرابلس ويحملون طبلًا ويصيحون وينادون فيقو على سحوركم وماشابه من الكلمات الجميلة، بحسب العلي. من الشوربة إلى "النواشف" إفطار وسحور الطرابلسيين ودخل أمين عام إتحاد السلام للقبائل العربية في لبنان، إلى قلب المائدة الطرابلسية في رمضان، فأبناء طرابلس يركزون في الإفطار يركزوا على الشوربة بكل أصنافها وهي اسلسية في كل مآدبهم الرمضانية، كما تحضر على المائدة "الفتة" أو "التسقية" ولكنها بعيدة كثيرًا عن شقيقتها المصرية حيث يضاف لها الحمص المسلوق واللبن. المدعوم بالطحينة والخبز المحمص ويضعوا على وجهها الزبدة والمكسرات المحمصة، وبجانب ذلك أكلات مثل الكلى النية والفتوش والتبولة،و كل انواع الطبخ الشامي يحضر على مائدة شهر البركة. بينما يأتي ذكر السحور مع العلي، بأن اللبناني يلتزم ب"النواشف" وهي عبارة عن الجبن واللبن والزيتون والمربي المشمش أو الكريم مع الزبدة أو السمون خبز خاص او خبز خاص برمضان يصنع بطريقة لذيذة وملفته للنظر ويمتاز بأنّه طري ويحتفظ بشكله الإسفنجي لِمدةٍ طويلة وهو إسطواني الشكل ووجهه به شقوق، ويدخل اللبن والبيض في تصنيعه، وأما انواع الأشربة يأتي على رأسها عصير قمر الدين مرغوب جدا على الإفطار والسحور والعصائر مثل الخروب والسويس والتوت والليمون والتمر هندي والتمر هندي والجزر وكل انواع العصائر والتفاح وما شابه،