لكل مجتمع عربي وإسلامي طريقة يستقبله بها شهر رمضان، ولهذا سنحاول التعرف على العادات والتقاليد المتنوعة التي تميز الأسرة الجزائرية، والتي تعود لما يملكه من تعدد وتنوع ثقافي، فإضافة إلى أن الشهر الفضيل يأتي برابع أركان الإسلام ألا وهو الصوم فهو أيضا جزء من الثقافة والموروث الاجتماعي، فشهر رمضان شهر الصيام والعبادة شهر التراحم والتآزر، ولا تجد بيتا يخلو من جو رمضان وشعائره. تختلف عادات وتقاليد كل دولة عن الأخرى في شهر رمضان الكريم، وفى وجود شعوب الأمة الإسلامية يتميز هذا الشهر الكريم فضلًا عن زيادة رغبة الروح في التعبد والإقبال على طلب الثوبة والمغفرة، ومصر هي البلد التي تحظى بأكبر شهرة خلال شهر رمضان، وذلك بسبب المادة الإعلامية الكبيرة التي تملكها، وبالتالي فنقدم لكم حلقات عن "عادات وتقاليد الدول العربية والإسلامية في رمضان"، ونبدء اليوم الرابع مع ليبيا الشقيقة. في ليبيا يأتى رمضان بالخير، حيث كان في الماضى الناس يترقبون الهلال وذلك بأن يصعد أحدهم إلى أعلى جبل ليتمكن من الرؤية وعندما تتأكد رؤية الهلال يتم الإعلان عن قدوم أول أيام شهر رمضان المبارك، وكانت هذه المهمة غالبا ما توكل للمشايخ في المساجد وبعدها تولى أمرها دائرة الأوقاف، يبدأ الناس في التحضير للشهر الفضيل من قبل أن يأتى بشهر على أقل تقدير وذلك بأن تكثر الحركة وتبدأ التحضيرات أولًا في المنازل حيث يحلو للغالبية طلاء بيوتهم قبل رمضان وفرشها بفرش وأثاث جديد، فضلا عن التسوق، ويعتبر شهر رمضان أكبر موسم للتسوق في جميع أشكاله ومنها الطلاء، والسجاد، والمواد المنزلية والكهربائية، المواد الغذائية، الملابس، الأحذية، المواد الغذائية وغيرها من المواد الأخرى، وتتأهب المساجد لإحياء ليالى رمضان وإقامة المسابقات الدينية. طريقة إعداد الطعام مختلفة عن سائر الأيام بالطبع من زخم الشهر الكريم، حيث يشتهي الصائم أصناف عديدة مدفع الإفطار كان مميز في طرابلس حيث يسمعه الناس من وراء جدارن السراى الحمراء فينطلق المدفع منبهًا أهالي المدينة بوجوب الفطر لدخول وقت المغرب، ولكن مع ازدياد عدد السكان وتوسع دائرة المدنية أًصبحت هذه العادة غير متوفرة وغير موجودة الآن في طرابلس. تمتلئ الموائد في رمضان بالكثير من الخيرات ولعل أشهر ما يقدم في طرابلس خلال شهر رمضان على مائدة الإفطار نوعان من الموائد، التمر واللبن والحليب إضافة إلى العسلة والزلابية، والشامية وبعض الحلويات الطرابلسية المعروفة وهذا يكون كتحلية قبل الصلاة، و"المائدة الثانية" هي مائدة الإفطار الرئيسية وتكون منوعة، وتشمل أصناف عدة من الطعام ويكون الطبق الرئيسي فيها هو الشوربة إضافة إلى أصناف أخرى تختص بها مدينة طرابلس، وفي الليل أطباق المحلبية والخشاف. وتشتهر ليبيا أيضًا بموائد الرحمن، حيث يقدمها أهالي طرابلس للغريب وعابر السبيل، وتقدم هذه الموائد لمن يستحق في الطرقات سواء الداخلية أو حتى الساحلية، وكذلك يقوم الأهالي بتقديم الفطور لدوريات الشرطة والمرور الذين لم يغادروا أماكن عملهم، كذلك هناك موائد إفطار تكون في المساجد حيث يقدم الحليب واللبن والشامية والحلويات والأكل الطرابلسى الشهى وعلي غرار مصر يتواجد في ليبيا المسحراتي موجود قديما في مدينة طرابلس، حيث كان الناس ينتظرون قدومه وقرعه لأبواب بيوتهم معلنا لهم بداية السحور قبل أن يبدأ الفجر حضوره عليهم، وكان المسحراتي يجوب طرقات المدينة حاملًا بين يديه طبل يدق عليه.