أعلنت منطقة جنوبالقاهرة الأثرية عن انتهاء أعمال تنظيف جامع الملكة صفية الأثري. ومن ناحيته قال الدكتور جمال مصطفى رئيس قطاع الآثار الإسلامية إن أعمال التنظيف للآثار الإسلامية تتم بشكل دوري وخصيصًا الموجودة داخل الحيز العمراني. وأضاف مصطفى أنه سبق وتم تنظيف قبة سنجر المظفر، وجامع صرغتمش، وجامع الصالح طلائع، وبالتوالي يتم تنظيف الآثار الموجودة وسط الكتلة السكانية خصيصًا. مسجد الملكة صفية يقع هذا المسجد بالداودية، ويتوصل إليه من أحد الشوارع المتفرعة من شارع محمد على قريبا من القلعة، أنشأه أحد مماليك الملكة صفية زوجة السلطان مراد الثالث العثماني ووالدة السلطان محمد الثالث، وسمى باسمها وهو مبنى على مثال المساجد العثمانية. هو - كمسجد سليمان باشا بالقلعة- يتكون من صحن مكشوف تحيط به أربعة أروقة تغطيها قباب محمولة على عقود ترتكز على أعمدة رخامية، وبالحائط الشرقية لهذا الصحن ثلاث أبواب، أهمها الأوسط منها، ثبت فوقه لوحة تذكارية كتب بها أن هذا الجامع أنشأته والدة السلطان محمد خان على يد إسماعيل أغا ناظر الوقف سنة 1019 هجرية. وتؤدى هذه الأبواب الثلاثة إلى حيز مربع يبرز من جانبه الشرقي دخلة القبلة بصدرها المحراب وإلى جواره منبر رخامى، ويغطى هذا المربع قبة كبيرة في الوسط تحيط بها قباب صغيرة محمولة على عقود حجرية ترتكز على ستة أعمدة من الجرانيت، ويحيط بدائر رقبة القبة الكبيرة شرفة لها درابزين من الخشب الخرط، وفتح بها شبابيك من الجص المفرغ المحلى بالزجاج الملون. وتقع دكة المبلغ فوق الباب الأوسط في مواجهة المحراب، وهى محمولة على عمودين من الرخام ولها درابزين من الخشب الخرط. وقد بنى المسجد مرتفعا عن مستوى الطريق، ووجهاته تسودها البساطة التامة، وأمام كل باب من أبوابه سلم دائرى ضخم، ومنارته على الطراز العثماني وهى أسطوانية ولها دورة واحدة وتنتهى بمسلة مخروطية. وقد توفي عثمان أغا مملوك الملكة صفية قبل أن يكمل الجامع فعهدت الملكة إلى عبد الرزاق آغا ابن عبد الحليم آغا دار السعادة برفع دعوى أمام القاضي تفيد أن عثمان آغا كان عبداً لها ومملوكا ولم تعتقه، وليس مأذونا ببناء جامع أو وقف أراض. وصدر حكم شرعي لصالحها وقامت بتعيين إسماعيل أغا ناظراً شرعيًا على أوقاف الجامع وكلفته باتمام بناء الجامع فأتمه، وكتب اللوحة التذكارية التأسيسية وثبتها فوق الباب الأوسط للقبة. والملكة صفية كانت أصلاً من أسرة بافو النبيلة في فينيسيا، وكان أبوها حاكمًا على جزيرة كورفو Corfou، وكانت في رحلة بحرية في سفينة مع بعض السيدات النبيلات في طريقها إلى والدها، وتعرضت سفينتها لعملية قرصنة بحرية. وكانت وقتها في الرابعة عشرة من عمرها فائقة الجمال، واستقر بها الحال إلى أن بيعت وألحقت بالقصر الملكي في استانبول، وتقربت من السلطان مراد الثالث وتزوجها. عام 974ه (1567م) ولدت له السلطان محمد خان الثالث. وقد تولى ولدها السلطان محمد خان السلطنة 1595م فزاد نفوذها ولعبت دورا في سياسة الدولة. وأوقف عليه أراضي وعقارات للصرف عليه.5 والجامع مرتفع عن مستوى الشارع حوالي أربعة أمتار وتخطيط مستطيل ينقسم إلى قسمين الشرقي مربع في وسطه ستة اعمدة من الجرانيت تحمل عقواً حجرية تحمل فوقها قبة كبيرة وهي من أندر القباب العثمانية في مصر ويبلغ ارتفاعها 17.6م. ومحراب الجامع مكسو بالرخام، ويجاور المحراب منبر من الرخام بزخارف مفرغة هندسية ونباتية، والجامع يتكون من صحن مكشوف حوله أربعة ايوانات غطيت بقباب صغيرة، وله ثلاثة أبواب أهمها الأوسط ويعلوه عقد مقرنص وعليه لوح رخامي كتابي يتضمن اسم المنشئه وتاريخ الإنشاء، واسم المشرف على الجامع. وقامت لجنة الآثار العربية في عصر الملك فؤاد الأول 1917 - 1935 بالكشف عن واجهات الجامع التي كانت قد اختفت خلف العديد من المنازل التي بنيت حوله، حيث نزعت ملكية هذه المنازل وأزالتها فظهرت الواجهات على أصلها ورونقها القديم بعد ترميمها.