وقّعت مصر وتركيا بروتوكول تعاون لتبادل الخبرات بين البلدين في مجال صيانة وترميم المنشآت الأثرية والتاريخية التي تعود إلى العصر العثماني. وقالت وزارة الدولة لشئون الآثار المصرية امس ، أن هذا البروتوكول تم على هامش الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان وكبار المسئولين الأتراك لمصر هذا الأسبوع، ووقعه وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو ونائب رئيس الوزراء التركي. وتتضمن الاتفاقية ترميم جامع الملكة صفية زوجة السلطان العثماني مراد الثالث ووالده السلطان محمد خان الثالث، واستكمال ترميم جامع محمد علي وتجديد السجاد داخله على غرار السجاد القديم، وترميم وإعادة تأهيل جبانة البهنسة بمحافظة المنيا والتي تضم رفات كثير من الصحابة أثناء الفتح الإسلامي، كما تضمن البروتوكول ترميم تكية الكلشني بشارع تحت الربع في القاهرة، وإنشاء مركز دولي للحرف التقليدية والأثرية والصناعات البيئية بمدينة الفسطاط "وفقا لوكالة انباء الاناضول " . وقال محمد إبراهيم، وزير الآثار المصري، أن هذا البروتوكول "يأتي في إطار حرص الدولة للتعاون مع مختلف دول العالم لتبادل الخبرات في كافة المجالات، لاسيما تركيا التي تشهد الفترة القادمة تدفق سياحي تركى لمصر خاصة بعد تشغيل خط الطيران المباشر بين مدينة شرم الشيخ الساحلية ومدينة إسطنبول. ويقع مسجد الملكة صفية بمنطقة القلعة بالقاهرة، وأنشأه أحد مماليك الملكة صفية زوجة السلطان مراد الثالث العثماني ووالدة السلطان محمد الثالث، وسمى باسمها وهو مبنى على مثال المساجد العثمانية. ويتكون المسجد من صحن مكشوف تحيط به أربعة أروقة تغطيها قباب محمولة على عقود ترتكز على أعمدة رخامية، وبالحائط الشرقية لهذا الصحن ثلاث أبواب، أهمها الأوسط منها، ثبت فوقه لوحة تذكارية كتب بها أن هذا الجامع أنشأته والدة السلطان محمد خان على يد إسماعيل أغا ناظر الوقف سنة 1019 هجرية. وتؤدى هذه الأبواب الثلاثة إلى حيز مربع يبرز من جانبه الشرقي دخلة القبلة، في مقدمتها المحراب وإلى جواره منبر رخامي، ويغطى هذا المربع قبة كبيرة في الوسط تحيط بها قباب صغيرة محمولة على عقود حجرية ترتكز على ستة أعمدة من الجرانيت، ويحيط بدائر رقبة القبة الكبيرة شرفة لها درابزين من الخشب الخرط، وفتح بها شبابيك من الجص المفرغ المحلى بالزجاج الملون. وتقع دكة الشيخ فوق الباب الأوسط في مواجهة المحراب، وهى محمولة على عمودين من الرخام ولها درابزين من الخشب الخرط. وقد بنى المسجد مرتفعا عن مستوى الطريق، ووجهاته تسودها البساطة التامة، وأمام كل باب من أبوابه سلم دائري ضخم، ومنارته على الطراز العثماني وهى أسطوانية ولها دورة واحدة وتنتهى بمسلة مخروطية.