ذكرت صحيفة نيويورك تايمز فى سياق تقرير اليوم الثلاثاء أنه فى حين بات الثوار على شفا إنهاء فترة حكم العقيد الليبى معمر القذافى التى بلغت 42 عاما، الا أن الشخصية المميزة لثورتهم تواجه أول تحدي حقيق لها يتمثل في تشكيل حكومة جديدة تعتمد على الوحدة والمصالحة أم أن الانقسامات الداخلية ستسود ليبيا الجديدة. ولفتت الصحيفة فى تقرير على موقعها الالكترونى حول الاوضاع الليبية الى أنه بعد مرور ستة أشهر على الثورة الليبية تظل القيادة اليوميه للحكومة المناهضة للقذافي بمثابة سؤال لم يجب عليه أحد حتى الان لعدم ظهور شخصية موضع ترحيب بين الثوار بل إن النضال المشترك ضد الزعيم الليبى لم يستطع اخفاء الانقسامات الكامنة بين شرق ليبيا وغربها وحتى بين الزعماء السياسيين والميليشيات المنقسمة ، بل ويقول البعض أحيانا أن هناك انقسامات بين أصحاب الراي العام الليبرالى والاسلاميين المتواجدين بين صفوف الثوار. وأضافت الصحيفة أن الثوار من جبال غرب ليبيا الذين اقتحموا طرابلس أول أمس وجهوا نظرهم الى قيادتهم السياسية الظاهرية " المجلس الانتقالى الليبى" والذى يتخذ من مدينة بنغازى الشرقية مقرا له معربين عن شكواهم من أن زعمائهم القوميين لم يقدموا لهم الدعم الكافى حتى بعد ان بدأت الحكومات الغربية السماح لهم بالحصول على الاصول المجمدة لحكومة القذافى. وأشارت الصحيفة الى أن مسئولين أمريكيين واوروبيين قالوا أمس الاثنين أنهم كانوا يعملون منذ أسابيع لتعزيز التماسك بين صفوف الثوار وتجنب تكرار الفتنة الطائفية التى سيطرت على العراق منذ الغزو الامريكى للعراق عام 2003 ، مشيرين الى اعتقادهم بأن سببا واحدا هو الذى اوقع بطرابلس بهذه السرعة تمثل في التقارب المهم بين صفوف جماعات الثوار والتوصل الى استراتيجية محكمة من أجل غزو اخر معاقل العقيد الليبى. وحتى ذلك ، حسبما ذكرت الصحيفة بدأ المنافسون فى الظهور يوم امس الاثنين بصورة متدفقة حتى قبل السيطرة التامة على طرابلس بالاضافة الى طرحهم اسئلة حول مصداقية الثوار ، حيث قال مسئولون فى المجلس الانتقالى الليبى يوم الاحد الماضي إن قواتهم اسرت سيف الاسلام نجل القذافى -لكنه ظهر فى وقت لاحق من اليوم فى فندق بطرابلس يضم صحفيين اجانب كما يتحرك بحرية حول المدينة .واعتبرت نيويورك تايمز انه وفيما يتم اعلان أن زعماء الثوار الليبيون يحرزون تقدما فى تأمين العاصمة الليبية طرابلس ويخططون لفترة ما بعد حكومة القذافى واشادة الزعماء الدوليين ببداية حقبة جديدة فى ليبيا ، فان الاثار الفورية المترتبة على الغزو الخاطف تثير تساؤلات لوجود فراغ فى السلطة وذلك لعدم وجود حكومة ثورية متماسكة ووجود فلول نظام الزعيم الليبى على الساحة. وفيما يعد عاملا أيضا على اثارة التساؤلات الخطيرة حول مصداقية زعماء الثوار ، أشارت الصحيفة الى ما تناقلته وسائل اعلامية أن سيف الاسلام القذافى الذى تم اعتقاله منذ يوم الاحدالماضى ، سار بحرية فى فندق بقلب العاصمة طرابلس فى وقت باكر من اليوم الثلاثاء متفاخرا أمام الصحفيين الاجانب هناك بان نظام والده لا يزال يحكم وانهم اوقعوا الثوار فى الفخ . ونوهت الصحيفة الى أنه لم يتضح بعد ما اذا كان سيف الاسلام قد كان أسيرا فى قبضة الثوار ثم هرب أم أنهم لم يأسروه على الاطلاق بالاضافة الى هروب محمد القذافى أيضا من مركز الاعتقال أمس الاثنين. وذهبت الصحيفة الى أن القوات الموالية للزعيم الليبى لا تزال تقاتل فى الشوارع وعلى أسطح المنازل مما أسفر عن اصابة أو مقتل العشرات فى طرابلس ،كما أن العلم الاخضر لا يزال يرفرف على أجزاء فى طرابلس ولا تزال مدينتين ليبيتين كبيرتين تعتبران المعقل الاساسى لقبلية القذافى وهما مدينة سبها فى الجنوب ،ومدنية سرت فى منتصف الطريق الساحلى بين طرابلس وبنغازى.ولفت البنتاجون الامريكى مساء أمس الاثنين الى أن طائراته أسقطت صاروخ سكود أطلق من مدينة سرت. ونقلت الصحيفة عن الرئيس الامريكى باراك أوباما قوله فى خطاب موجز اعترافه بالانجازات التى حققها الثوار بالاضافة الى المشاكل التى يواجهونها قائلا إن مستقبل ليبيا فى ايدى شعبها ، كما حذر من مغبة أنه سيكون هناك تحديات هائلة فى المستقبل ، متعهدا بان الولاياتالمتحدة قد تسعى من أجل مساعدة ليبيا فى محاولاتها تأسيس ونشر الديموقراطية.وقالت صحيفة نيويورك تايمز أن القذافى فى ساعاته الاخيرة حاليا ، فمنذ أربعين عاما بسط الزعيم الليبى سيطرته على ليبيا ، بالاضافة الى صوره المنتشرة تقريبا فى كل مكان فى ليبيا. وأوضحت الصحيفة انه ومنذ بسط الثوار الليبيون سيطرتهم الجوهرية على طرابلس فانه منذ ذلك الحين لا يوجد اى اثر للزعيم الليبى ويبدوا ان نظامه بدأ في الانهيار. وأردفت الصحيفة أن هناك لحظات حرجة قادمة ،الا أن الثوار-الفرق المختلفة من البدو التى تغلبت على الصعاب المذهلة والهزائم التى لحقت بها على أرض المعركة والانقسام الداخلى المرير- أظهروا التزاما ومرونة منقطعة النظير. وأكدت الصحيفة ضرورة أن يظهر الثوار ضبط النفس فى هذه الساعات الاخيرة وإظهار الاحترام لجميع الليبين فى الايام والشهور القادمة ، وضرورة الوفاء بالعهود ايضا ببناء ليبيا ديموقراطية . وذكرت الصحيفة أن الثوار لم يكونوا ليحققوا هذا التقدم الكبير بدون الحصول على المساعدة من ضربات قوات حلف شمال الاطلسى /الناتو/الجوية بالاضافة الى الدعم السياسى من جانب كل من الرئيس الامريكى أوباما والرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى ورئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون.