لا تزال حرب التصريحات الكلامية بين القيادات الإخوانية وياسر برهامي نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية، قائمة، حينما وصف الإخوان بالكاذبين، وأهل البدع الذين يقبلون العلاقات الجنسية خارج الزواج ويقبلون بالمثلية لإرضاء الغرب، لتتوالى الردود المهاجمة، من الإخوان عبر مواقعهم الرسمية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، والتي وصلت حد الاستهزاء ببعضهما، وأن "برهامي"، ومحمد حسان ليسوا أمناء على العلم، ويعملون ضد الأمة، وفتواهم تتغير، وهم ليسوا علماء. الإخوان يقبلون العلاقات الجنسية إرضاءً للغرب البداية، حينما قال ياسر برهامي نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية، في مقال مطول حمل عنوان "آنَ أوَانُ اليَقَظَة!" عبر الموقع الرسمي للدعوة السلفية: "نحن لم نَبِعْ دينَنا بِدُنيا غيرِنا -كما يزعم الكاذبون" والإخوان استعملوا الشباب في الاعتصامات" مضيفًا: "قد آن الأوان للتخلص مِن أسر التأثر بدعايات أهل البدع الذين كان انتسابهم للسلفية أعظم الضرر على "السلفية"، وأعظم الخطر في التأثير على آلاف الشباب الذين ظَنُّوهم على طريقة السلف فعلًا!".
وكشف "برهامى" كيفية محاولة الإخوان لاستغلال التيار السلفى وشيوخه، قائلًا: "الحقيقة التى لا شك فيها أن المنهج السلفى بريءٌ مِن هذه البدع، وأن ما يسمونه: "الصف الإسلامي" إنما كانوا يعنون به: "الصف الإخواني" ومَن يوافقهم مِن "التيار القطبى الصدامي"، وأن محاولاتهم المتكررة لإنشاء ما يسمَّى ب"التيار السلفى العام" لم يكن إلا محاولة لتأميم التيار السلفي، وتمكين ذوى المشارب القطبية مِن قيادته وجعله تابعًا للإخوان بإرهاب كل مَن يخالِف أو ينقد أو ينصح بأنه بهذا قد خرج عن الصف الإسلامي! ولذلك حذرنا -وما زلنا نحذر- جميع الدعاة السلفيين المعتقدين لعقيدة السلف في كافة الأبواب "لا سيما مسائل الإيمان والكفر" مِن الانخداع أو الاستجابة لهذا الإرهاب الفكري، لكن تأخرت استجابة الكثيرين حتى رأوا جمعًا مِن تلاميذهم وإخوانهم يُستدرجون إلى منزلق التكفير والتفجير الذي طالما حذر منه السلفيون!. ووجه "برهامي" رسالة إلى شباب الدعوة السلفية، قائلًا: "أنتم يا شباب الدعوة السلفية عندما قاومتم هذا الإرهاب الفكري لم تخرجوا عن "الصف الإسلامي"، بل حافظتم على الصف الإسلامي، بل لن نكون مبالغين إذا قلنا إنكم صرتم طليعة الصف الإسلامي بوجهه السلمي الإصلاحي، وكل مَن خُدع بالإخوان فصار في ركبهم أو أرهبه شتمهم وسوء أخلاقهم، سوف يحتاج يومًا إلى أن يصطف فى هذا الصف الذى حافظتم عليه، وأنتم "وبصورة أخص" تقدِّمون "التيار السلفي" في صورته السلمية الإصلاحية التي تحارِب تيار الغلو فى التكفير، وتيار الصدام مع المجتمعات في وقتٍ يتعمد فيه الكثيرون أن ينسبوا "داعش" وغيرها مِن تيارات الغلو إلى "السلفية"؛ ليتوصلوا بهذا لا إلى حرب داعش "فحربها يسيرة عليهم لو أرادوا"، ولكن ليتوصلوا إلى حرب المنهج السلفي الذي يقوم على الرجوع إلى الكتاب والسُّنة بفهم سلف الأمة؛ منهج "أهل السُّنة والجماعة". وأشار إلى أن جماعة الإخوان تَغَيَّرَ موقفُها الفكرى تَغَيُّرًا كبيرًا بعد "2005م" وسيطرة الفريق القُطْبِى الغالى المبتدع عليها، وشَرب هذا الابتداع عامة أفرادها ومَن انتسب إليها. وتابع: "الإخوان" -ومَن وَافَقَهُم- أهلُ بدعة؛ فلابد أن يُعامَلوا كذلك؛ فهم مُخالِفُون فى أصلٍ كُلِّى فى مسائل الإيمان، بقضية "المجتمع الجاهلي" الذى يرون أنه "دار كفر" يستبيحون هدمَه وتخريبَه، وإن لم يُكَفِّرُوا جميع أفراده -ومنهم مَن يفعل-، ولكن "الطبقة المُتَمَيِّعة" التى لا يشغلون أنفسهم بالحكم عليها هى عندنا عامة أهل الإسلام! وهذا كله هم يتفقون فيه مع الطوائف التى تنتسب إلى "السرورية" ونحوها، إضافةً إلى أمرٍ آخر شديد الخطورة، وهو: أنهم -فى سبيل إرضاء الغرب- يقبلون القضايا المُخَالِفَة لأصل الإيمان، مثل: استباحة المحرمات: كحرية المعاشرة الجنسية، وكذلك حرية الشذوذ والمِثْلِيَّة! وأنه ينبغى أن توجد التشريعات التى تحمى حقوقهم، وكذلك مساواة الذكر والأنثى فى الميراث، وكذلك زواج المسلمة مِن الكافر، وكذلك القول بمساواة المِلَل، وأنه لا خلاف فى الأصول بينها؛ كل ذلك إرضاءً للغرب!.
ياسر برهامي "تافة ومنبطح" وإثر هجوم "برهامي"، على جماعة الإخوان وشيوخ السلفية الذين يوافقونهم في الرأى، ووصفهم بأهل البدع الذين يقبلون العلاقات الجنسية خارج الزواج ويقبلون بالمثلية لإرضاء الغرب، شن قيادات إخوانية "رجال ونساء" هجومًا حادًا عبر مواقعهم الرسمية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، ووصف الشيخ عصام تليمة الداعية الإخواني مدير مكتب يوسف القرضاوى السابق، "برهامي" ب"التافة"، وقال "تليمة" في مكالمة هاتفية لإحدى القنوات الموالية لجماعة الإخوان: "ما قاله ياسر برهامى على الإخوان كلام فارغ وافتراء وكذب، وهو الذي أفتى سابقًا بالشذوذ عندما أفتى بأن يترك الرجل زوجته للاغتصاب وقد سخر منه الإعلام عقب هذه الفتوى". وأضاف "تلمية": "ياسر برهامى يصدر فتاوى تحتوى على عدم النخوة، وهجومه على الإخوان محاولة لتعويض النزيف الذي تعرضت له الدعوة السلفية ولاستعادة الشعبية" مضيفًا: "ياسر برهامى تغير عما كان عليه وأصبح متناقضًا ومنبطحا". وتابع "تليمة": "برهامى لم يحافظ على الإسلام وما يقوله هراء، وبرهامي وأمثاله خنجر فى ظهر التيار الإسلامى" مضيفًا: "قديما برهامى كان يريد إقامة تنظيم مثل الإخوان لكن ما بناه تحول لركام فوق رأسه، لذلك أصبح لديه هوس في التصرف وجنون وتوتر، وهو إنسان تافه ولن يفعل شيئًا ولن يعيد شعبيته مرة أخرى، ودعوته زائفة". لم تترك النساء، الرد للرجال، فحسب، بل هاجمت القيادية الإخوانية عزة الجرف، "برهامي" عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" قائلةً:" قطع لسانك وشلت يمينك، لن تموت إلا مفضوحا وعلى رؤس الأشهاد بقذفك الشرفاء في أعراضهم، اللهم إنك قلت وقولك الحق "إن الله يدافع عن الذين آمنوا"، اللهم أرنا في برهامي وأمثاله بأسك". فتوى سلفية حول المسلسلات التركية لم يبالي، "برهامي"، بالهجوم الإخواني، وأصدر فتوى تحمل عنوان "مفاسد مشاهدة المسلسلات التركية والإقبال عليها"، ردًا على سؤال: "هل فى مشاهدة المسلسلات التاريخية ك"أرطغرل"، و"السلطان عبد الحميد" شىء؛ خاصة أنى أقفل الصوت وأقرأ الترجمة، وأمرر المشاهد التى بها نساء؟ وإذا كانت محرمة فأرجو ذكر السبب". وأجاب نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية، قائلًا؛ "المشكلة الأكبر ليستْ فقط في الموسيقى والنساء، والخلط فى التاريخ، وإدخال الأمور بعضها فى بعض، بل الأخطر هو نشر فكر ابن عربي وتفخيمه، والناس لا تعرف عنه إلا مؤلفاته: "فصوص الحكم"، و"الفتوحات المكية"، وبعيدًا عن الشخص وحقيقته؛ فإن كتبه تضمنتْ عقيدة وحدة الوجود وتوابعها، وهي مناقضة للدين الإسلامي، بل لكل الرسالات السماوية بالإجماع". وأضاف: "ثم هناك خطر آخر، وهو: تعظيم القومية التركية؛ تمهيدًا لإظهارها كقيادةٍ للعالم الإسلامى، والذى لا شك فيه أن هذا الأمر وإن كان قد حدث فى حقبةٍ مِن الزمن "ومِن محاسنهم الكبيرة فتح القسطنطينية"؛ إلا أن البدع التي دبَّتْ في جسد هذه الدولة، والخرافة والعصبية التركية في قرونها الأخيرة هو الذي أدى إلى أعظم مصيبة شهدتها دول العالم الإسلامى بسقوطها واحتلال بلاد المسلمين مِن قِبَل الغرب، ثم في النهاية بسقوط الخلافة وتبنى العلمانية القحة الرافضة للدين، ثم نشأة دولة إسرائيل!".
"برهامي" ليس عالمًا ونظرًا لقيام الإخوان، بالاصطياد في الماء العكر، شنت قيادات إخوانية، هجومًا على "برهامي"، مطالبين إياه بعدم إصدار فتاوى ضد المسلسلات التركى، والتركيز فيما تفعله سما المصري بشأن إعلانها تقديم برنامج ديني. وقال محمد الصغير القيادي بالجماعة الإسلامية، الموالية للإخوان: "ياسر برهامى أصدر فتوى عن مفاسد المسلسلات التركية، وتناسى أن سما المصري أصبحت تشاركه في السبوبة، لما لم يتغير وجه". وأضاف "الصغير"، في تصريحات نشرها عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "ياسر برهامى أعلن رأيه بوضوح في عدم جواز مشاهدة مسلسل أرطغرل! لكنه لم ينبس ببنت شفة عن مزاحمة سما المصري له في مجال الدعوة وتقديم برنامج ديني". فيما تسائل عطية عدلان القيادى بتحالف الإخوان: "من هو ياسر برهامي، فياسر برهامي ومحمد حسان وغيرهما ليسوا أمناء على العلم، ويعملون ضد الأمة، وفتواهم تتغير، وهم ليسوا علماء". وأضاف "عدلان" في اتصال هاتفى لإحدى القنوات الموالية للإخوان: "ياسر برهامي لديه سقطات، ويعتبر نكرة ومقحم على الدعوة السلفية ويجب أن ينكر ويهمل".