أفتى الدكتور ياسر برهامى، نائب رئيس "الدعوة السلفية"، بعدم جواز مشاهدة المسلسل التركى "قيامة أرطغرل"، لما فيه من نعرة قومية وعصبية، بالإضافة إلى عرضه لمقاطع موسيقى وغناء، والأكبر من ذلك هو تمجيد فكر"ابن عربى" الصوفى. وحذر برهامى، أيضًا من مشاهدة المسلسل التركى"السلطان عبدالحميد"، بدعوى أنه يعمل على "تعظيم القومية التركية؛ تمهيدًا لإظهارها كقيادةٍ للعالم الإسلامى". ومسلسل "قيامة أرطغرل"، يتناول شخصية والد "عثمان" مؤسس الدولة العثمانية، بينما يتناول "السلطان عبدالحميد"، حياة السلطان عبدالحميد الثانى منذ ولادته حتى وفاته، وخاصة فترة توليه السلطة التى استمرت ثلاثة وثلاثين عامًا. ويحظى المسلسلان باهتمام ملايين المصريين والعرب، الذين يتابعونه مترجمًا أو مدبلجًا عبر شاشات التلفزة أو مواقع الإنترنت، ما أكسب أبطاله شعبية هائلة فى الوطن العربى. وأفتى برهامى، بعدم جواز مشاهدة المسلسلين، معتبرًا أن "المشكلة الأكبر ليستْ فقط فى الموسيقى والنساء، والخلط فى التاريخ، وإدخال الأمور بعضها فى بعض، بل الأخطر هو نشر فكر ابن عربى وتفخيمه". وقال فى فتواه المنشورة عبر موقع "أنا السلفى"، إن الناس لا تعرف عنه إلا مؤلفاته: "فصوص الحكم"، و"الفتوحات المكية، وبعيدًا عن الشخص وحقيقته؛ فإن كتبه تضمنتْ عقيدة وحدة الوجود وتوابعها، وهى مناقضة للدين الإسلامي، بل لكل الرسالات السماوية بالإجماع". كما أوضح، أن هناك خطرًا آخر، وهو: تعظيم القومية التركية؛ تمهيدًا لإظهارها كقيادةٍ للعالم الإسلامي، والذى لا شك فيه أن هذا الأمر وإن كان قد حدث فى حقبةٍ مِن الزمن "ومِن محاسنهم الكبيرة فتح القسطنطينية"؛ إلا أن البدع التى دبَّتْ فى جسد هذه الدولة، والخرافة والعصبية التركية فى قرونها الأخيرة هو الذى أدى إلى أعظم مصيبة شهدتها دول العالم الإسلامى بسقوطها واحتلال بلاد المسلمين مِن قِبَل الغرب، ثم فى النهاية بسقوط الخلافة وتبنى العلمانية الرافضة للدين، ثم نشأة دولة إسرائيل. دعوة أو فتوى برهامى، لاقت الكثير من الاعتراضات والتى وصلت إلى حد السخرية، العجيب أنها جاءت من بعض الإسلاميين الذين كانوا يرون الحرمة فى السابق . طه الشريف القيادى بحزب البناء والتنمية الذراع السياسية للجماعة الإسلامية، أكد أنه تابع الهجوم على المسلسل التركى الرائع "قيامة أرطغرل" وما يحدثه من تغييرات كبيرة فى فهم الناس ومعرفتهم بالإسلام. وأضاف على حسابه الشخصى على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك: الحقيقة أننى فى حيرة من أمرى لذلك الهجوم الحاصل وبمبررات واهية ومضحكة منها الاعتراض على شخصية ابن عربى الصوفى بدعوى أنه تلميع لابن عربى الصوفي! رغم أن دوره لا يتطرق فى حواره إلى أى أمور عقائدية وإنما يتحدث فى أمور تربوية إيمانية من خلال سيرة النبى صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام. وأشار، إلى أن المضحك أن المتصدر لذلك الاعتراض، قد سكت عن المسلسلات المدبلجة التى تروج للعرى والعقائد الوثنية والانسلاخ الخلقى والقيمى ولم يزعجه إلا مسلسل أرطغرل . كما سخر المحامى بالجماعة الإسلامية مصطفى حسانين، من فتوى برهامى عن أرطغرل . وأضاف على حسابه الشخصى على فيس بوك، برهامى حذر من مشاهدة المسلسل الرائع أرطغرل، فبدأ المئات من الذين لم يشاهدوه بمشاهدته، " الغباء جند من جنود الله"، بحسب قوله.