قالت الشاهدة رقم 41 وتدعى عايدة عبد المجيد شلبي، ربة منزل ووالدة الرائد شريف المعداوي، وهو الضابط المخطوف في سيناء، أمام الدائرة 11 إرهاب بمحكمة جنايات جنوبالقاهرة، المنعقدة بمعهد أمناء الشرطة، أثناء جلسة محاكمة الرئيس الأسبق محمد مرسى و27 آخرين، فى القضية المعروفة إعلاميًا ب"اقتحام الحدود الشرقية المصرية" إنه منذ اختطاف نجلها منذ الأحداث، وحالة ابنته النفسية سيئة. وأضافت الشاهدة أن حفيدتها والتي تبلغ من العُمر 11 عاما، لا تدري من تقول له :"بابا"، وبنبرة حزينة، وصوت يُغالب الدموع، قالت :"انا أشعر بأني إبني حي"، وتابعت بأن الله لم يُكرمها بعد بلقب "أم الشهيد"، مُعقبة "حاسة أنه موجود مع حماس والإخوان".
وسردت الشاهدة الأم تفاصيل اللحظات الأولى لبدء قصة نجلها، وأكدت أن نجلها يعمل كضابط بمباحث الدقهلية، وانه كان يُكلف بمأمورية كل ثلاث شهور، لمدة خمسة عشر اليوم للخدمة على الحدود بين رفح وإسرائيل، وذكرت بأن نجلها كان يُهاتفها حينها ليُخبرها عن حزنه على زملائه الذين تم استهدافهم في الشيخ زويد ورفح ومقر الأمن الوطني، وأنه أخبرها أن هناك سيارات دفع رباعي اقتحمت الحدود من "غزة" واعتدوا على "رفح" و"العريش"، وانهم كانوا تابعين ل"حماس" و"كتائب القسام الذراع العسكرية لحماس"، وشددت أنه اكد لها على قيامهم باقتحام السجون، وان هؤلاء المُعتدين كانوا يقتلون أي ضابط يقوموا بتفتيشه فيعثروا معه على ما يُثبت هويته، وذكرت بأنها كانت تشد من أزره قائلة له :"استحمل". وتابعت بقولها انها في يوم الاختطاف شعرت ان نجلها أصابه مُصاب، فهاتفته ولم يرد، فطلبت من شقيقه الاستفسار عن ذلك، فحاول طمئنتها، الا انها شددت على أنها كان تشعر بأن شئ قد حدث.
وواصلت الشاهد أقوالها امام المحكمة، بأنهم علموا بعد ذلك باختطاف نجلها، وبصحبته ضابطين وأمين شرطة، وهم الضابطان محمد الجوهري ومحمد حسين، وأمين الشرطة وليد حسين، وذكرت بأنه تم العثور على السيارة التي كان تستقل تلك المجموعة عند كمين الميدان بالعريش، وكانت "محروقة"، ولم يعثروا بها الا على "حقيبة ملابس"، وعلموا فيما بعد بأن سيارة دفع رباعي تحمل 10 أشخاص، هي من قامت باستيقاف سيارة الضُباط واحتجاز من فيها.
وشددت السيدة "عايدة" على ان المشايخ بالمنطقة أكدوا على ان الضُباط تم اختطافهم وتم اقتيادهم الى غزة، وذكرت بأن شقيق أحد المخطوفين أعلمها بأن المجموعة الخاطفة، كان يقودها ممتاز دغمش وشادي المنيعي، وبعضًا من عناصر جماعة بيت المقدس.
وذكرت الشاهدة ان طلبات الخاطفين تلخصت في الإفراج عن 11 محكوما عليهم في قضايا إرهاب بمصر، ومنهم الضالعين في احداث طابا، ومحمد الظواهري- شقيق أيمن الظواهري، وأضافت الى ان السلطات المصرية رفضت ذلك الطلب لكون هؤلاء محكوم عليهم بالإعدام، مُشددة في الوقت ذاته على ان محمد مرسي عقب وصوله للحكم أفرج عن هؤلاء الأحد عشر محكومًا عليهم.
وبرز في شهادة السيدة "عايدة"، إشارتها الى رفض الرئيس المعزول "محمد مرسي" لما كانت تعتزمه وزارة الداخلية والمخابرات من تنفيذ عملية إنزال لتحرير الضُباط، وذكرت انه قال لهم :"أنا هتصرف"، لتُعلق قائلةً:"ومن يومها ومافيش أخبار".
وقدمت الشاهدة للمحكمة حوار في جريدة "الأهرام العربي"، مع الضابط "شريف اسماعيل يكشيف تفاصيل اختطاف ضباط الشرطة المصريين واحتجازهم في غزة، يُذكر أن القاضي قد أمر بإحضار كُرسي للشاهدة وذلك لكبر سنها، وما بدا عن عدم مقدرتها على الوقوف لمدة طويلة.
بعدما ألغت محكمة النقض في نوفمبر الماضي الأحكام الصادرة من محكمة الجنايات، برئاسة المستشار شعبان الشامي ب"إعدام كل من الرئيس الأسبق محمد مرسي ومحمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان الإرهابية ونائبه رشاد البيومي، ومحيي حامد عضو مكتب الإرشاد ومحمد سعد الكتاتني رئيس مجلس الشعب المنحل والقيادي الإخواني عصام العريان، ومعاقبة 20 متهمًا آخرين بالسجن المؤبد" ، وقررت إعادة محاكمتهم.
والجدير بالذكر ان المتهمين في القضية هم الرئيس المعزول محمد مرسي و27 من قيادات جماعة الاخوان الارهابية وأعضاء التنظيم الدولى وعناصر حركة حماس الفلسطينية وحزب الله اللبنانى علي رأسهم رشاد بيومى و محمود عزت و محمد سعد الكتاتنى و سعد الحسينى و محمد بديع عبد المجيد و محمد البلتاجى و صفوت حجازى و عصام الدين العريان و يوسف القرضاوى وآخرين.
كانت محكمة النقض قضت فى نوفمبر الماضى، بقبول الطعون المقدمة من المتهمين على الأحكام الصادرة ضدهم بالقضية، لتقضى بإعادة محاكمتهم بها من جديد.
وتعود وقائع القضية إلى عام 2011 إبان ثورة يناير، على خلفية اقتحام سجن وادي النطرون والإعتداء على المنشآت الأمنية.
وأسندت النيابة للمتهمين في القضية تهم "الاتفاق مع هيئة المكتب السياسي لحركة حماس، وقيادات التنظيم الدولي الإخواني، وحزب الله اللبناني على إحداث حالة من الفوضى لإسقاط الدولة المصرية ومؤسساتها، وتدريب عناصر مسلحة من قبل الحرس الثوري الإيراني لارتكاب أعمال عدائية وعسكرية داخل البلاد، وضرب واقتحام السجون المصرية" .