تنطلق 15 مايو.. جدول امتحانات الشهادة الإعدادية 2024 بالمنيا    ضمن مشروعات حياة كريمة.. محافظ قنا يفتتح وحدتى طب الاسرة بالقبيبة والكوم الأحمر بفرشوط    وضع حجر الأساس لنادي النيابة الإدارية في بيانكي غرب الإسكندرية (صور)    وزير الدفاع يلتقي قائد القيادة المركزية الأمريكية    مدبولي يتابع موقف التعديلات المقترحة على قانون المناطق الاقتصادية    ارتفاع أسعار الدواجن، وهذا سعر البيض في السوق اليوم الثلاثاء    بيلاروسيا تجري اختبارا مفاجئا لحاملات الأسلحة النووية    تعرف على حكم مباراة العودة بين الأهلي والترجي في نهائي دوري أبطال أفريقيا    النيابة تخلي سبيل مجدي شطة بكفالة مالية    سب والدته.. المشدد 10 سنوات للمتهم بقتل شقيقه في القليوبية    تجاوز 185 ألف جنيه.. تعرف على سعر إطلالة ياسمين عبدالعزيز في «صاحبة السعادة» (صور)    وائل كفوري ونوال الزغبي يحييان حفلًا غنائيًا بأمريكا في هذا الموعد (تفاصيل)    الصحة: نحرص على توفير الدورات بشكل دائم لصقل مهارات الأطقم الطبية والإدارية    الشامي: حسام حسن علمني الالتزام في الملعب.. وأخبرني أنني أذكره بنفسه وهو صغير    «زعيم الأغلبية» يدين الهجمات الوحشية للقوات الإسرائيلية على رفح الفلسطينية    غدا.. صحة المنيا تنظم قافلة طبية بقرية معصرة حجاج بمركز بني مزار ضمن مبادرة حياة كريمة    على طريقة الشيف عظيمة.. حضري بسكويت اليانسون في المنزل    9 أيام إجازة متواصلة.. موعد عيد الأضحى 2024    الرئيس الصيني يتعهد ب"عدم نيسان" قصف الناتو للسفارة الصينية في بلجراد    قبل بدء فصل الصيف.. موعد انخفاض أسعار الاجهزة الكهربائية وتوقعات السوق (الشعبة توضح)    نجمة البوب العالمية دوا ليبا تصدر ألبومها المنتظر "التفاؤل الجذري"    كيف يقوم العبد المسلم بشكر ربه على نعمِه الكثيرة؟..د.عصام الروبي يوضح    رئيس "دينية الشيوخ": تعليم وتعلم اللغات يمهد لمقاصد شرعية كريمة    البورصة المصرية تربح 11.9 مليار جنيه في ختام تعاملات الثلاثاء    بدء تطبيق نظام رقمنة أعمال شهادات الإيداع الدولية «GDR»    وزير الدفاع البريطاني يطلع البرلمان على الهجوم السيبراني على قاعدة بيانات أفراد القوات المسلحة    للأمهات.. أخطاء تجنبي فعلها إذا تعرض طفلك لحروق الجلد    وزير الري يتابع موقف المشروعات المائية وتدبير الأراضي لتنفيذ مشروعات خدمية بمراكز المبادرة الرئاسية "حياة كريمة"    انطلاق الأعمال التحضيرية للدورة ال32 من اللجنة العليا المشتركة المصرية الأردنية    ضبط متهم بالاستيلاء على بيانات بطاقات الدفع الإلكتروني الخاصة بأهالي المنيا    نصائح مهمة لطلاب ثانوي قبل دخول الامتحان.. «التابلت مش هيفصل أبدا»    توقف حركة دخول شاحنات المساعدات إلى قطاع غزة    75 رغبة لطلاب الثانوية العامة.. هل يتغير عدد الرغبات بتنسيق الجامعات 2024؟    احتفالات القيامة بإيبارشية القوصية ومير بحضور المحافظ ومدير الأمن| صور    حفل met gala 2024..نجمة في موقف محرج بسبب فستان الساعة الرملية (فيديو)    9 عروض مسرحية مجانية لقصور الثقافة بالغربية والبحيرة    المشاكل بيونايتد كبيرة.. تن هاج يعلق على مستوى فريقه بعد الهزيمة القاسية بالدوري    بحضور مجلس النقابة.. محمود بدر يعلن تخوفه من أي تعديلات بقانون الصحفيين    الضرائب: تخفيض الحد الأدنى لقيمة الفاتورة الإلكترونية ل25 ألف جنيه بدءًا من أغسطس المقبل    الأمم المتحدة: العمليات العسكرية المكثفة ستجلب مزيدا من الموت واليأس ل 700 ألف امرأة وفتاة في رفح    برلماني: الاستجابة للمقترح المصري طوق النجاة لوقف نزيف الدم    3 ظواهر جوية تضرب البلاد.. الأرصاد تكشف حالة الطقس على المحافظات    بكتيريا وتسمم ونزلة معوية حادة.. «الصحة» تحذر من أضرار الفسيخ والرنجة وتوجه رسالة مهمة للمواطنين (تفاصيل)    انطلاق فعاليات مهرجان المسرح الجامعي للعروض المسرحية الطويلة بجامعة القاهرة    ضبط نصف طن أسماك مملحة ولحوم ودواجن فاسدة بالمنيا    «تعليم القاهرة»: انتهاء طباعة امتحانات نهاية العام الدراسي لصفوف النقل.. وتبدأ غدًا    عادات وتقاليد.. أهل الطفلة جانيت يكشفون سر طباعة صورتها على تيشرتات (فيديو)    "تم عرضه".. ميدو يفجر مفاجأة بشأن رفض الزمالك التعاقد مع معلول    إيرادات «السرب» تتجاوز 16 مليون جنيه خلال 6 أيام في دور العرض    اقوى رد من محمود الهواري على منكرين وجود الله    المتحف القومي للحضارة يحتفل بعيد شم النسيم ضمن مبادرة «طبلية مصر»    تفاصيل نارية.. تدخل الكبار لحل أزمة أفشة ومارسيل كولر    كيفية صلاة الصبح لمن فاته الفجر وحكم أدائها بعد شروق الشمس    عبد الجليل: استمرارية الانتصارات مهمة للزمالك في الموسم الحالي    زعيم المعارضة الإسرائيلي: على نتنياهو إنجاز صفقة التبادل.. وسأضمن له منع انهيار حكومته    لاعب نهضة بركان السابق: نريد تعويض خسارة لقب الكونفدرالية أمام الزمالك    أجمل دعاء تبدأ به يومك .. واظب عليه قبل مغادرة المنزل    شكر خاص.. حسين لبيب يوجه رسالة للاعبات الطائرة بعد حصد بطولة أفريقيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سامي عبدالعزيز: أطالب بفرض رسوم على مشاهدة التلفزيون.. وأغلب الإعلاميين لا يصلحوا (حوار)

قضى طيلة عمره مجندًا لتأدية الخدمة الإعلامية، حارسًا أمينًا على رسالته، مطورًا لعشرات النظريات التي ساهمت بشكل كبير في بناء هيكل الإعلام المصري، والدولي، حتى أصبح شغله الشاغل هو محاضراته بكلية الإعلام جامعة القاهرة، والتي كان ينتظرها المئات من دارسي التسويق والحملات الإعلانية من مختلف الجامعات الحكومية والخاصة، ليكتسبوا من خبرته المستفيضة، حيث عرفه الجميع بذكائه وهدوئه الشديد وتواضعه الملحوظ، رغم علمه الغزير، ومودته الكريمة، وحرصه على حث الطلاب الجدد على العمل والاجتهاد منذ المحاضرة الأولى.
أجرت بوابة الفجر الإلكترونية حوارًا مستفيضًا مع الأستاذ الدكتور سامي عبدالعزيز، أستاذ الإعلام، وعميده السابق بجامعة القاهرة، حول القضايا الإعلامية المختلفة، في مختلف القطاعات.
برأيك ما الذي يحتاجه سوق العمل الإعلامي المصري؟
المجتمع المصري بدون تعميم ينقصه فكرة الإعداد والإتقان، وأشهر كتاب حقق مبيعات في العالم كان أسمه "preparation.. preparation .. preparation"، الإعداد ثم الإعداد ثم الإعداد، ولذا أي صحفي أو مقدم برامج بأي محطة عالمية ينشر خبر كاذب أو غير مكتمل أو أساء لأحد يقدم استقالته أو يقال وهذا قولًا واحدًا، ولكننا إذا طبقنا هذه القاعدة على مصر "ثلاثة أرباع العاملين بالإعلام المصري هيقعدوا في بيوتهم ".

ماذا عن المعايير والضوابط المهنية للعاملين بمجال الإعلام؟
كدت أكتب مقال من 3 أيام بعنوان "صدمتي في كليتي"، العيب يبدأ من داخل قطاع الإعلام العلمي، من قال إن الحاصل على 90 % في الثانوية العامة يصلح للعمل الإعلامي، المعايير الخاصة بقبول الطلاب في كليات وأقسام الإعلام لا تصلح، فالمجموع وحدة لا يكفي، فما بالك بحالة الإسهال التي تحدث يوميًا في مصر من افتتاح لكليات وأقسام الإعلام في مصر دون كوادر تدريسية وتدريبية ودون إمكانيات، إذا فالمنبع غير قادر على توريد من توصلوا للحد الأدنى لسوق الإعلام، والسؤال هنا كم خريج إعلام انضم لمؤسسة إعلامية سواء تلفزيون أو صحافة خضعوا لدورات تدريبية؟ والنسبة الصغيرة التي تخضع لدورات تدريبية تخضع لتدريب شكلي أو محلي "بيتي" بمنطق "لبس ليس كله كويس".

لماذا تفتقد مصر مؤسسة إعلامية قوية ناطقة باسمها كشبكة سكاي نيوز والعربية والجزيرة؟

أساتذة الإعلام في الجامعات الدولية يخضعون لدورات تدريبية، سنوية على مهارة الإنصات لكون الأستاذ (بغبغان) يرسل رسائل طوال العام، فعضلة السمع تقل قدرتها ولابد من استعادة مهارتها، لذا المؤسسات العربية الإعلامية، بعيدا عن توجهاتها السياسية تضم مهنيون ولكن بعضهم منحرفون وبعضهم مسيسون، وبعضهم مدفعون، وفي النهاية لا يستطيع أن يكشف أحد عن المحتوى غير الإعلامي المحترف، ولكن المواطن العادي يرى صورة مبهرة، ويرى مراسل في قلب الحدث، ويرى عبر الشاشات نوع من تقصي المعلومات حتى وإن كانت مصطنعة، ويخلق انطباع الانبهار ليصدقه الجمهور، حتى وإن كان كاذبًا، والإعلام المصري تراجع في ذلك.
متى نمتلك مؤسسة إعلامية قوية؟
حينما يتخذ المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، أهم وأخطر وأقوى قرار، وهو أن ينشئ مؤسستين الأولى مؤسسة تدريبية على أعلى مستوى بالتعاون مع كبرى مؤسسات العالم، والثانية مؤسسة بحثية مستقلة تقيس المقروئية والمشاهدة بأساليب علمية ومبتكرة على غرار "TV. Meter" جهاز قياس المشاهدة، أو من خلال شركة محايدة مستقلة تقيس درجة التعرف لوسائل الإعلام المختلفة، فلبنان بلد القرصنة في الحقوق الإعلامية، تملك شركات لقياس المشاهدة، وإذا أنشئت هذه المؤسسات ستزيد الكفاءة وتنحصر القنوات الوهمية، ما يحمي الصناعة من التواجد الإعلامي الذي لا قيمة له، فالعبرة في الدول أن تمتلك إعلامًا له قوة الأسد وليس ضخامة الفيل.

وأتمني أن يجتمع المستثمرون على قناة فضائية إخبارية قمة في الاحترافية، ويتنازلوا عن عدد كبير من القنوات الآن التي لا تحقق شيء، فالوقت سيكون أقصر والمسافة أقل، ثم يمتلكون موقعا إخباريا بنفس القوة، ينفق عليه بحق، محترف صوت وصورة ومراسلين ومبدعين في إعداده وإدارته، حتى يتغير شكل الإعلام المصري، بشرط أن لا يتحدث للخارج كما يتحدث للداخل.

ما معايير اختيار الضيوف وعلى أي أسس تتم؟
المعيار أن يأتي الضيف ومعه إضافة حقيقية ورأيه يستفيد منه صانع القرار، قبل المواطن، فالرئيس السيسي خلال افتتاح العاصمة الإدارية الجديدة، قال " أحب سماع النقد بمن يأتي بمعرفة"، ودعنا نقول لصانع القرار بأن نأتي بمن يناقش القضايا عن وعي وفهم ومعرفة، ولكنى أرى من يقدم حلولا بطريقة واحد أتنين ثلاثة ويستخف بعقل الوطن.

ما هي الوسيلة الإعلامية التي تقدم رسالة بشكل جيد؟
لا توجد وسيلة تستطيع أن تشبع كل الناس ولكن هناك مقتطفات داخل كل وسيلة تأخذ لقطة، وأزعم أن هناك بعض الاجتهاد من القنوات الإخبارية مثل "OnLive" و"eXtra News"، نحو التطور، وأرى فيهما بوادر للاجتهاد.


ما رأيك في الرسائل الإعلامية التي يبثها إعلام الإخوان، وبما تصفه؟
أشاهد يوميا قناتي الشرق ومكملين، بعد يومي المرهق، للفكاهة لأخفف عن نفسي الضغط اليومي، وبالذات أيمن نور، حقيقي هذا الولد حرارة الكذب عنده تنافس حرارة الصدق، فهو يكتب التاريخ من جديد بهدوء يحسد عليه، وهو أستاذ في الرشوة، ويتخيل أن كل الناس مرتشون، وأتذكر موقفا مضحكا لأحد مقدمي البرامج يزعم عدم إنتاج مصر لفيلم يوثق انتصارات أكتوبر، لضغط إسرائيل الشديد على مصر بعد التنفيذ، ما يعد استخفافا بالعقول.
ما تقييمك لقناة الجزيرة على وجه التحديد؟
الجزيرة في بدايات نجاحها كانت في معتمدة على الجزء المسكوت عنه المحدود، وكونت مصداقية من خلال، وعملت على توسيع الجزء لتدخل في الجزء المسخوط عنه والمنحرف عنه، حتى صدقت نفسها، ثم بدأت في الانحدار، واعتمدت في بدايتها على فتح ملفات غير مهمة تم إخفائها، فكلما زاد الجزء المسكوت عنه زادت المصداقية عند الشارع، حتى وإن كانت القضية غير مهمة.

ما رأيك في المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام ووضع ضوابط على الزى الخاص بالعاملين؟
أراه مجتهدًا وأراه في بداياته، وعن الزى فطبيعة الأشياء مع بداية أي مؤسسة جديدة، تضم بعض الأشخاص غير المحتكين بالصناعة التي تحتاج إلى مزيد من الخبرة، قد يكون مقبولًا في المرحلة الأولى، ولكن من غير المقبول أن يستمر الوضع على ما هو عليه، وسيكتب التاريخ شهادة تقدير لمكرم محمد أحمد، إذا بدأ بأعضاء المجلس أن يذهبوا إلى بلاد العالم ليعرفوا كيف يتم تنظيم الإعلام وتجاربه، فهذه ليست تكلفة ولا مصاريف، ولكنه استثمار، لأنك حين تضمن أن من يضع السياسات والضوابط مؤهلًا ومتعلمًا، فأنت اختصرت الوقت والتكلفة وأصبحت أكثر كفاءة، فلا تكبر على التعلم.

الكارثة أن لدينا إعلاميون يتحدثون في كل شيء، فكم مقدم برامج إلا فيما ندر يجيد الإنصات لضيفه أو محاوره الصحفي، ووفقًا لأخر إحصائية تمت مقدم البرامج المصري يستحوذ على دقيقتين من كل ثلاث دقائق، بإجمالي ثلثي الفقرة.

هل تعتبر الصراعات الحالية بين بعض أعضاء المجلس الأعلى للإعلام تؤثر بالسلب؟
ليته صراع على التطوير، ولو كان ذلك لأصبح شيئًا رائعًا لأن جلسات العصف الذهني في المؤسسات المحترمة تصل إلى حد تقطيع (الهدوم) و(الشعور) والأفكار، ولكن في النهاية ننتقل من حال إلى حال، كيف ننقل هذه المؤسسة إلى الأفضل، وهو المناخ التنافسي الذي أرجوه، ولكن للأسف في الغالب الصراع لم يكن لخدمة المؤسسة، فكلما زاد قدر المؤسسة زاد قدر العاملين بها.

ما رأيك في وضع اتحاد الإذاعة التلفزيون الحالي "ماسبيرو" وما هي آليات تسويقه؟
ماسبيرو تاريخ وعلامة تجارية، ولكن بماذا أسوقه؟ هل يوجد برنامج، هلل يملك مذيع نجم، أو يملك برنامجا قادر على منافسة البرامج الأخرى، أو يملك قناة لها هوية تنافس القنوات الأخرى، وهل لديه منتج يتميز به؟ هذه الأسئلة أرسلها لرئيس الهيئة الوطنية للتلفزيون، واتمني أن يجلس مع فريق عمله لبحثها، ليس بالضرورة أن نسوق مئة قناة، ومئة ألف برنامج فإذا رفع ماسبيرو شعار الكيف وليس الكم استطيع القول بأننا بدأنا في الاتجاه الصحيح، وأتمنى أن أخذ في يدي "فلاشة" عليها ماسبيرو "هو نافذتك" السياسية المجتمعية الاقتصادية الدرامية الرياضية، وأذهب بها للمؤتمرات.

ما الحل الذي تقدمه لماسبيرو للخروج من أزمته المالية ومديونياته؟
يجب أن نفرق بين الخدمة الإعلامية العامة، والإعلام التجاري، فالقنوات المتخصصة لابد أن تكون ممولة لذاتها، فإما تتقلص لتصبح قوية، وإما لسنا في حاجة إليها، وهذه القنوات في فترة من الفترات في عهد أسامة الشيخ وأنس الفقي كانت تضيف دخلا لماسبيرو، حتى تم تشفيرها بمليون دولار، بالتزامن مع عصر ال"ART"، ما دفع أسامة الشيخ لتحويلها إلى قنوات تجارية، ونجحت في جلب دخل آنذاك، أما عن قنوات الخدمة العامة، فلابد أن تجد لها مصدر تمويل ثري من أساليب مختلفة، كاستخراج رخصة لاستخدام التلفزيون، وفرض رسوم عليه، في فرنسا حين تشترى التلفزيون، ترسل صورة الفاتورة للضرائب حتى تدفع رسوما على المشاهدة، لأنها غير تجارية، وامتنعت الحكومة في عهد الرئيس الأسبق ساركوزي من بث إعلانات عبرها، لكونها حق كامل للمواطن في المعرفة، لذا أطالب بتنفيذها بسرعة، والناس ستتقبل الأمر.

هل سيدفع المواطن رسوما على مشاهدة ماسبيرو في الوقت الذي تتفوق عليه الفضائيات الخاصة؟
الرسوم رمزية، ولكنهم قرروا أن يستثمروا في مستوى الخدمة، ما يعتبر أحد أهم أسباب خسائرهم، فالتفوق له ثمن، وقد تظل خاسرا لفترة إلا أن تتوازن وتحقق ربحًا، ولكن (التكييت) في مصر صعب، لأن الأسس الاقتصادية التي قامت عليها المؤسسات غير مدروسة، وحالة السرطان في الانتشار الكبير للقنوات فتت السوق، وكيكة الإعلانات في مصر محدودة لا تكفي، وحجم ما أنفق في رمضان على الدراما يكاد يكون ملياري جنيه، في مقابل تراوح حجم الدخل من 600 ل800 مليون جنيهًا، قد نراه استثمار ولكنه لو استمر سيتحول من استثمار لانتحار لإفلاس، لأن القواعد الاقتصادية الحاكمة لم تكن منضبطة، وهناك مؤسسات أعادت نظرتها للأمر.


ماذا عن الصحف التي تعاني من الأزمات والتضحم؟
نحن البلد الوحيدة التي يوجد فيها مؤهل لا يوجد في أي بلاد العالم، أسمه أبناء العاملين، وعبد الفتاح السيسي من بين أهم مزاياه الجرأة غير المسبوقة، وقادر أن يلغي هذا البند، ويقلص العدد الكبير للإداريين، فالصحفي الموهوب سيظهر ويستمر ويجب أن تحافظ المؤسسات عليه، لا يوجد مشكلة دون حل، فالهند تعدادها السكاني مليار ومائتي مليون، وعدد الموظفين الرسميين في الهند 3 ملايين، ونحن مئة مليون وعدد الموظفين يتراوح من 6 إلى 7 مليون موظف، فإن كان الموظفين يحصلون على تقدير امتياز كل عام فمن أين يأتي هذا الفشل الإداري.
ما هو أفضل قانون من وجهة نظرك يخدم الصالح العام؟
من أفضل القوانين التي صدرت مؤخرًا، وأقواها هو قانون الخدمة المدنية، ولكنه لم يفعل بقوة ولم يدرب عليه، وتأخر الحكومة في تنفيذه غير مبرر، ولا يحب أن يتم تنفيذه على مراحل، إما أن تتخذ القرار وتنفذه أو تصمت، فالتأخر والتلكع يفقد القانون قوته مهما كانت أهميته.

بما تبرر عزوف بعض المواطنين عن المشاركة في الانتخابات وما رأيك في تسويق الحملات؟
تتراجع نسب المشاركة في مصر لتراجع دور التوعية بأهمية المشاركة، والقائم على التخطيط الإعلامي والتسويقي ليس مدركًا أن الأثر تراكمي ويأتي بالتنوع والتواصل، وأن تبدأ قبل تحسين السلوك بفترة زمنية، وليت الدولة، ومفوضية الانتخابات، تبدأ من الآن في برامج توعية في المدارس والجامعات، والتجمعات النقابية والشبابية، وإطلاق حملات توعية للناس تقول "لو لم تنتخب فلن تلومن إلا نفسك"، ويتركوا للشارع المصري حرية الاختيار، مع توفير مناخ متحفز لمجتمع مستعد على التصويت، مع إلزامية قرار المشاركة.

بما تصف تهاون المواطنين في الانتخابات الرئاسية الأولى؟
دفعنا ذلك إلى أيام سوداء، حتى تساءلت من ذاك الغبي الذي يريد أن يلف مصر في عباءة سواء، فهنا من ترتدي مايوه، ومن ترتدي تيشرت، ومن ترتدي النقاب، والحجاب، فهذه مصر وطن التنوع، ولولا عدم مشاركتنا في الانتخابات بقوة، كادت أن يُلف الوطن في عباءة سوداء، وكانت أيامنا ستصبح سواد، فالمشاركة في الدول الغربية تحدث الفارق، فماكرون في فرنسا هو ثاني رئيس بعد شارل ديجول، يحصد أكبر عدد أصوات، حيث حصد فوق ال60% من الأصوات.

ما الفرق بين استراتيجيات التسويق من منتج لأخر، وعلى أي أسس تم التسويق لقناة السويس الجديدة؟
استراتيجيات التسويق تختلف من منتج لأخر بمعني، إذا كنت تتحدث عن المصالحة التي تمت بين الفصائل الفلسطينية، فأجد مبرر لعدم التسويق المبكر لها بحكم اعتمادها على معلومات أمنية وتجهيز مسبق، وبخلاف ذلك لم أجد مبرر للتأخير، وإذا نظرنا إلى الدراسة التسويقية الخاصة بقناة السويس الجديدة لماذا نجحت؟ فهذا يعود لجمع المعلومات مع بداية حفر قناة السويس الجديدة، والاستعانة بالخبرات الدولية حتى نعرف كم نسبة في العالم ترى أن مردود قناة السويس إيجابي وكم سلبي وكم لا يعرف، خطوة بخطوة وأسبوع بأسبوع، بالتزامن مع تقارب الافتتاح وإقامة الاحتفالية، ولم نتوقف بعدها واستمرت الحملة لمدة أربعة أشهر، لأن الأولويات هو ظهور قناة السويس كرئة استثمارية للعالم، وكانت أولويات الدعوات للصحافة الدولية، حتى تصدرت غلاف مجلة "الإيكونمست" الاقتصادية البريطانية، عنوان "قناة السويس الجديدة هدية مصر للعالم"، فالأولويات هنا كانت إثبات نمو مصر أمام العالم، وأمنها واستقرارها.
ما رائيك في الحملة التسويقية الخاصة بالعاصمة الإدارية الجديدة؟
تسويق العاصمة الإدارية الجديدة جعلها قديمة مع أول مباراة للأهلي أو الزمالك، ولم يهتم بتعريف الناس بالعائد عليهم من المشروعات التنموية هناك.

كيف ترى تسويق وزارة النقل للطرق الجديدة؟
أنشأت مصر 4 ألاف كيلو مترا للطرق، ولم يتم التسويق الجيد لها، فهل تم تعريف الناس باختصار المسافات، وحماية سيارتك، وحماية ظهرك المطبات، وتقليل استخدامك للوقود والبنزين، أو استغلال كشك حلوى على الطريق حتى ليصبح مصدر دخل؟

ولم تصدر وزارة النقل بيانًا في أواخر الصيف الماضي يعرض مقارنة بين حوادث صيف2016 و2017 قبل إنشاء الطرق.

كيف تخلق المؤسسات الحكومية والوزارات حلقة ثقة مع المواطنين؟

أن تتحلي بالموضوعية والواقعية في عرض ما يحدث، وتعرض الإيجابيات وتعترف بالتحديات، ولذا من أجمل ما سمعته من الرئيس السيسي في مؤتمر الشباب الماضي، طلبه من الوزراء أن يشرحوا للناس ماذا وراء رفع سعر الكهرباء؟ وطلبه من وزير البترول توضيح أسباب زيادة أسعار الوقود، في ظل الاقتراض، لذا يجب توضيح الأمور حتى لو كانت صادمة.
أكثر ما يضر هو التطرف إن كان يمينا أو يسارا سلبا أو إيجابا، وهذه سمة مصرية، فعندما يفوز المنتخب تكتب الصحف عن عزفه للسيمفونية الوطنية، وحين يخسر تطالبه باللعب في الحارة.

هل ترى أن مؤتمر الشباب تسويق لمصر؟
مؤتمر الشباب واحد من أنجح الأحداث التي حدثت في البلد، انتظامه وتنظيمه ومتابعته واحدة من أكثر الأفكار التي كان لها نتائج في احتواء الشباب بدرجة عالية، فالاحتواء بحاجة إلى التنوع، وأرى أن المهندس خالد عبدالعزيز وزير الشباب والرياضة من القلة المسيسة، الفاهمة للسياسة، والمؤتمر المقبل سيجعل من ضيوفه سفراء لمصر في الخارج، فهذا تفكير تسويقي جيد، دون محاباة.

كيف يتم إنتاج أجيال جديدة قادرة على التطوير والوعي الثقافي؟
إن أردت أن تضع شخصًا ما في منصب هام وحساس فأعطه حقه الذي يستره، فأستاذ الجامعة في فرنسا يحصل على راتب 25 ألف يورو شهريًا، لكي يضمنوا أن يتفرغ للعلم ويصبح قادرا على التطوير، ليطور الجيل القادم، ولكن معاشي بعد 45 عامًا من التدريس أحصل على 1500 جنيه فقط لا غير، فهل هذا يعقل؟، فالمسئول عن صناعة الفكر والأجيال يتقاضي هذا الأجر، فأعلى مرتب حصلت عليه في عمادة كلية الإعلام كان 9 ألاف جنيه، فعندما تأتي بخبرات لها قدرها فأعطها حقها.
ماذا ينتظر جيل سامي عبدالعزيز من مصر؟
مصر لما بتكسب كلنا بنكسب، ولما بتخسر كلنا بنخسر، وجيلي لم يعد له في الدنيا شيئًا سوى، كيف ينتهي أجله وهو ستر بيته أولاده وأدى رسالته، فالمناصب لم تصبح مغنمًا، وأصبحت بلوة كبيرة، وبأمانة شديدة جيلي يحب بلده، ويريد مكسبها.
والتصنيف بين كبار وصغار، مخيف للغاية، والمجتمع الذي يسير على شريحة واحدة هو مجتمع أعرج يسير على عكاز، لأننا بحاجة إلى خبرة ودروس الكبير وحيوية الصغير وطموحه وحماسته، فلو جمعنا بين الاثنين نحن المستفيدون.
لا يوجد في العالم، معيار السن، ولكن معيار الكفاءة، فالعبرة بالقدرة على تقديم حلول والقيادة والإدارة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.