محافظ قنا يشهد احتفالية قصور الثقافة بذكرى انتصارات أكتوبر    قلادة النيل لترامب.. تكريم رئاسي يعكس متانة العلاقات المصرية الأمريكية    89.1 % صافي تعاملات المصريين بالبورصة خلال جلسة الإثنين    نقابة الإعلاميين تناقش خطة تطوير الإعلام الرقمي والذكاء الاصطناعي    محافظ قنا يتفقد أعمال تنفيذ كوبري أبو شوشة لمتابعة معدلات الإنجاز وتحقيق السيولة المرورية    ما الذي تفعله مصر لتطوير المهارات الرقمية لمواطنيها؟    رئيس مدغشقر يعلن الانتقال إلى "مكان آمن" لحماية حياته وسط تصاعد الاحتجاجات    إسرائيل تتسلم جثث أربعة رهائن من غزة ضمن اتفاق الهدنة    مصافحة غريبة بين ترامب وماكرون تسرق الأضواء في قمة شرم الشيخ للسلام    أمير قطر: سعداء بنتائج قمة شرم الشيخ ونأمل بحل شامل للقضية الفلسطينية    شبانة: مصر تحمل رسالة سلامة للعالم من شرم الشيخ    ما هي نصوص اتفاق وقف الحرب في غزة؟    أسامة كمال: فلسطين علاقة دم وروح وتضحيات شعب.. مش مجرد ملف سياسي    عضو ب«الشيوخ»: قمة شرم الشيخ حدث تاريخي فارق نحو السلام.. ومصر قلب المنطقة النابض    حلم التأهل يتلاشى، كوسوفو يفوز على السويد في عقر داره بتصفيات كأس العالم    عماد النحاس: تدريب الأهلي كان حلم حياتي، والخطيب قال لي ده وقتكم تقودوا النادي    سعفان الصغير يكشف سبب ضم استبعاد الشناوي وضم شوبير لمنتخب مصر    فوز صعب لألمانيا في معقل أيرلندا الشمالية بتصفيات كأس العالم    شبانة: لقاء وزير الرياضة مع إنفانتينو يفتح الباب أمام مصر لاستضافة كأس العالم    نجم الزمالك السابق: نشعر بالفخر بعد قمة السلام    ويلز ضد بلجيكا.. انتصار مثير للشياطين الحمر بتصفيات كأس العالم 2026    اتهم ابنتي عمته، تحرك أمني في واقعة منع حضور عمرو الدجوي جمعية الشركة المصرية المتحدة    قرار من النيابة ضد رجل أعمال نصب على راغبي السفر بشركات سياحة وهمية    مخرجة فيلم الرسوم المتحركة "KPop Demon Hunters" ترفض تحويله إلى عمل واقعي    أحمد المسلماني يعلق على تغطية ماسبيرو لقمة شرم الشيخ    بحضور صناع الأعمال.. عرض أفلام مهرجان بردية وندوة نقاشية بالمركز القومي للسينما    السيطرة على حريق نشب أعلى عقار بمنطقة طوسون في الإسكندرية    عبدالعزيز الدالي رئيسا للجمعية الزراعية ب«تفهنا العزب» في الغربية    ألمانيا تواصل انتصاراتها في تصفيات المونديال بفوز صعب على إيرلندا الشمالية    تأييد حكم ل 5 متهمين خطفوا شابين وأجبروهما على ارتداء ملابس نسائية بالصف    رئيس الطائفة الإنجيلية: مصر تؤكد ريادتها في ترسيخ السلام بقمة شرم الشيخ    هل الحزن علامة ضعف؟.. أمين الفتوى يجيب    وزير البترول: تعظيم الاعتماد على التكنولوجيا في البحث وزيادة إنتاج الغاز أولوية    الجبلي: الزراعة تشهد طفرة غير مسبوقة بدعم من الرئيس السيسي    حالة الطقس غدا الثلاثاء 13/10/2025 الأرصاد: رطوبة معتدلة وأجواء جافة غدًا    إقبال كبير على تذاكر حفل آمال ماهر فى مهرجان الموسيقى العربية    خبير استراتيجي ل"كلمة أخيرة": تصريحات ترامب تهدف لإعادة ترسيم الحدود    12 عرضا مسرحيا.. برنامج ملتقى شباب المخرجين بمسرحى السامر وروض الفرج    بعد إشادة ترامب بانخفاض معدل الجريمة.. إحصائيات تؤكد: مصر واحة الأمان    هل يجوز إخراج زكاة الذهب للأقارب؟ .. عضو بمركز الأزهر تجيب    وكيل الصحة بالمنوفية: إنشاء صندوق لتلقي الشكاوى داخل المستشفيات    الصحة العالمية تحذر: البكتيريا المقاومة للأدوية تزداد خطورة في جميع العالم    مدير مستشفى كفر الشيخ العام يحيل واقعة إعداد موظفات لإفطار جماعي للتحقيق    «طلب العلم واجب على كل إنسان».. أمين الفتوى يوضح حكم منع الأب بناته من التعليم    رئيس جامعة بني سويف التكنولوجية يستقبل وفد المعهد الكوري للاقتصاد الصناعي والتجارة    إحالة العاملين المتغيبين في مركز الرعاية الأولية بالعريش للتحقيق بعد زيارة مفاجئة    وزير الري: مصر كانت وما زالت منبرًا للتعاون والعمل العربي والإسلامي المشترك    ضبط صانع محتوى في الإسكندرية نشر فيديوهات بألفاظ خادشة لتحقيق أرباح    فوز الطالب محمد ربيع بمنحة الدكتورة ريم بهجت بمصر للمعلوماتية    تكريم أفضل طلاب الجامعات الملتحقين ببرنامج التدريب الصيفي بوزارة الرى    جامعة عين شمس تستقبل وفدا من أبوجا النيجيرية لبحث التعاون    خالد جلال ضيف بودكاست كلام فى السينما مع عصام زكريا الليلة على الوثائقية    هتافات وتكبير فى تشييع جنازة الصحفى الفلسطيني صالح الجعفراوى.. فيديو    اليوم.. بدء استيفاء نموذج الطلب الإلكتروني للمواطنين المخاطبين بقانون «الإيجار القديم» (تفاصيل)    محدش يعرف حاجة عنهم.. 5 أبراج تكتم أسرارها وخطوات حياتها عن الناس    محافظ القاهرة: تكثيف أعمال الرقابة علي كافة السلع وضبط الأسواق    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 13-10-2025 في محافظة قنا    رئيس «الرعاية الصحية» يتفقد مجمع الفيروز بجنوب سيناء استعدادًا لقمة شرم الشيخ    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سامي عبدالعزيز: أطالب بفرض رسوم على مشاهدة التلفزيون.. وأغلب الإعلاميين لا يصلحوا (حوار)

قضى طيلة عمره مجندًا لتأدية الخدمة الإعلامية، حارسًا أمينًا على رسالته، مطورًا لعشرات النظريات التي ساهمت بشكل كبير في بناء هيكل الإعلام المصري، والدولي، حتى أصبح شغله الشاغل هو محاضراته بكلية الإعلام جامعة القاهرة، والتي كان ينتظرها المئات من دارسي التسويق والحملات الإعلانية من مختلف الجامعات الحكومية والخاصة، ليكتسبوا من خبرته المستفيضة، حيث عرفه الجميع بذكائه وهدوئه الشديد وتواضعه الملحوظ، رغم علمه الغزير، ومودته الكريمة، وحرصه على حث الطلاب الجدد على العمل والاجتهاد منذ المحاضرة الأولى.
أجرت بوابة الفجر الإلكترونية حوارًا مستفيضًا مع الأستاذ الدكتور سامي عبدالعزيز، أستاذ الإعلام، وعميده السابق بجامعة القاهرة، حول القضايا الإعلامية المختلفة، في مختلف القطاعات.
برأيك ما الذي يحتاجه سوق العمل الإعلامي المصري؟
المجتمع المصري بدون تعميم ينقصه فكرة الإعداد والإتقان، وأشهر كتاب حقق مبيعات في العالم كان أسمه "preparation.. preparation .. preparation"، الإعداد ثم الإعداد ثم الإعداد، ولذا أي صحفي أو مقدم برامج بأي محطة عالمية ينشر خبر كاذب أو غير مكتمل أو أساء لأحد يقدم استقالته أو يقال وهذا قولًا واحدًا، ولكننا إذا طبقنا هذه القاعدة على مصر "ثلاثة أرباع العاملين بالإعلام المصري هيقعدوا في بيوتهم ".

ماذا عن المعايير والضوابط المهنية للعاملين بمجال الإعلام؟
كدت أكتب مقال من 3 أيام بعنوان "صدمتي في كليتي"، العيب يبدأ من داخل قطاع الإعلام العلمي، من قال إن الحاصل على 90 % في الثانوية العامة يصلح للعمل الإعلامي، المعايير الخاصة بقبول الطلاب في كليات وأقسام الإعلام لا تصلح، فالمجموع وحدة لا يكفي، فما بالك بحالة الإسهال التي تحدث يوميًا في مصر من افتتاح لكليات وأقسام الإعلام في مصر دون كوادر تدريسية وتدريبية ودون إمكانيات، إذا فالمنبع غير قادر على توريد من توصلوا للحد الأدنى لسوق الإعلام، والسؤال هنا كم خريج إعلام انضم لمؤسسة إعلامية سواء تلفزيون أو صحافة خضعوا لدورات تدريبية؟ والنسبة الصغيرة التي تخضع لدورات تدريبية تخضع لتدريب شكلي أو محلي "بيتي" بمنطق "لبس ليس كله كويس".

لماذا تفتقد مصر مؤسسة إعلامية قوية ناطقة باسمها كشبكة سكاي نيوز والعربية والجزيرة؟

أساتذة الإعلام في الجامعات الدولية يخضعون لدورات تدريبية، سنوية على مهارة الإنصات لكون الأستاذ (بغبغان) يرسل رسائل طوال العام، فعضلة السمع تقل قدرتها ولابد من استعادة مهارتها، لذا المؤسسات العربية الإعلامية، بعيدا عن توجهاتها السياسية تضم مهنيون ولكن بعضهم منحرفون وبعضهم مسيسون، وبعضهم مدفعون، وفي النهاية لا يستطيع أن يكشف أحد عن المحتوى غير الإعلامي المحترف، ولكن المواطن العادي يرى صورة مبهرة، ويرى مراسل في قلب الحدث، ويرى عبر الشاشات نوع من تقصي المعلومات حتى وإن كانت مصطنعة، ويخلق انطباع الانبهار ليصدقه الجمهور، حتى وإن كان كاذبًا، والإعلام المصري تراجع في ذلك.
متى نمتلك مؤسسة إعلامية قوية؟
حينما يتخذ المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، أهم وأخطر وأقوى قرار، وهو أن ينشئ مؤسستين الأولى مؤسسة تدريبية على أعلى مستوى بالتعاون مع كبرى مؤسسات العالم، والثانية مؤسسة بحثية مستقلة تقيس المقروئية والمشاهدة بأساليب علمية ومبتكرة على غرار "TV. Meter" جهاز قياس المشاهدة، أو من خلال شركة محايدة مستقلة تقيس درجة التعرف لوسائل الإعلام المختلفة، فلبنان بلد القرصنة في الحقوق الإعلامية، تملك شركات لقياس المشاهدة، وإذا أنشئت هذه المؤسسات ستزيد الكفاءة وتنحصر القنوات الوهمية، ما يحمي الصناعة من التواجد الإعلامي الذي لا قيمة له، فالعبرة في الدول أن تمتلك إعلامًا له قوة الأسد وليس ضخامة الفيل.

وأتمني أن يجتمع المستثمرون على قناة فضائية إخبارية قمة في الاحترافية، ويتنازلوا عن عدد كبير من القنوات الآن التي لا تحقق شيء، فالوقت سيكون أقصر والمسافة أقل، ثم يمتلكون موقعا إخباريا بنفس القوة، ينفق عليه بحق، محترف صوت وصورة ومراسلين ومبدعين في إعداده وإدارته، حتى يتغير شكل الإعلام المصري، بشرط أن لا يتحدث للخارج كما يتحدث للداخل.

ما معايير اختيار الضيوف وعلى أي أسس تتم؟
المعيار أن يأتي الضيف ومعه إضافة حقيقية ورأيه يستفيد منه صانع القرار، قبل المواطن، فالرئيس السيسي خلال افتتاح العاصمة الإدارية الجديدة، قال " أحب سماع النقد بمن يأتي بمعرفة"، ودعنا نقول لصانع القرار بأن نأتي بمن يناقش القضايا عن وعي وفهم ومعرفة، ولكنى أرى من يقدم حلولا بطريقة واحد أتنين ثلاثة ويستخف بعقل الوطن.

ما هي الوسيلة الإعلامية التي تقدم رسالة بشكل جيد؟
لا توجد وسيلة تستطيع أن تشبع كل الناس ولكن هناك مقتطفات داخل كل وسيلة تأخذ لقطة، وأزعم أن هناك بعض الاجتهاد من القنوات الإخبارية مثل "OnLive" و"eXtra News"، نحو التطور، وأرى فيهما بوادر للاجتهاد.


ما رأيك في الرسائل الإعلامية التي يبثها إعلام الإخوان، وبما تصفه؟
أشاهد يوميا قناتي الشرق ومكملين، بعد يومي المرهق، للفكاهة لأخفف عن نفسي الضغط اليومي، وبالذات أيمن نور، حقيقي هذا الولد حرارة الكذب عنده تنافس حرارة الصدق، فهو يكتب التاريخ من جديد بهدوء يحسد عليه، وهو أستاذ في الرشوة، ويتخيل أن كل الناس مرتشون، وأتذكر موقفا مضحكا لأحد مقدمي البرامج يزعم عدم إنتاج مصر لفيلم يوثق انتصارات أكتوبر، لضغط إسرائيل الشديد على مصر بعد التنفيذ، ما يعد استخفافا بالعقول.
ما تقييمك لقناة الجزيرة على وجه التحديد؟
الجزيرة في بدايات نجاحها كانت في معتمدة على الجزء المسكوت عنه المحدود، وكونت مصداقية من خلال، وعملت على توسيع الجزء لتدخل في الجزء المسخوط عنه والمنحرف عنه، حتى صدقت نفسها، ثم بدأت في الانحدار، واعتمدت في بدايتها على فتح ملفات غير مهمة تم إخفائها، فكلما زاد الجزء المسكوت عنه زادت المصداقية عند الشارع، حتى وإن كانت القضية غير مهمة.

ما رأيك في المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام ووضع ضوابط على الزى الخاص بالعاملين؟
أراه مجتهدًا وأراه في بداياته، وعن الزى فطبيعة الأشياء مع بداية أي مؤسسة جديدة، تضم بعض الأشخاص غير المحتكين بالصناعة التي تحتاج إلى مزيد من الخبرة، قد يكون مقبولًا في المرحلة الأولى، ولكن من غير المقبول أن يستمر الوضع على ما هو عليه، وسيكتب التاريخ شهادة تقدير لمكرم محمد أحمد، إذا بدأ بأعضاء المجلس أن يذهبوا إلى بلاد العالم ليعرفوا كيف يتم تنظيم الإعلام وتجاربه، فهذه ليست تكلفة ولا مصاريف، ولكنه استثمار، لأنك حين تضمن أن من يضع السياسات والضوابط مؤهلًا ومتعلمًا، فأنت اختصرت الوقت والتكلفة وأصبحت أكثر كفاءة، فلا تكبر على التعلم.

الكارثة أن لدينا إعلاميون يتحدثون في كل شيء، فكم مقدم برامج إلا فيما ندر يجيد الإنصات لضيفه أو محاوره الصحفي، ووفقًا لأخر إحصائية تمت مقدم البرامج المصري يستحوذ على دقيقتين من كل ثلاث دقائق، بإجمالي ثلثي الفقرة.

هل تعتبر الصراعات الحالية بين بعض أعضاء المجلس الأعلى للإعلام تؤثر بالسلب؟
ليته صراع على التطوير، ولو كان ذلك لأصبح شيئًا رائعًا لأن جلسات العصف الذهني في المؤسسات المحترمة تصل إلى حد تقطيع (الهدوم) و(الشعور) والأفكار، ولكن في النهاية ننتقل من حال إلى حال، كيف ننقل هذه المؤسسة إلى الأفضل، وهو المناخ التنافسي الذي أرجوه، ولكن للأسف في الغالب الصراع لم يكن لخدمة المؤسسة، فكلما زاد قدر المؤسسة زاد قدر العاملين بها.

ما رأيك في وضع اتحاد الإذاعة التلفزيون الحالي "ماسبيرو" وما هي آليات تسويقه؟
ماسبيرو تاريخ وعلامة تجارية، ولكن بماذا أسوقه؟ هل يوجد برنامج، هلل يملك مذيع نجم، أو يملك برنامجا قادر على منافسة البرامج الأخرى، أو يملك قناة لها هوية تنافس القنوات الأخرى، وهل لديه منتج يتميز به؟ هذه الأسئلة أرسلها لرئيس الهيئة الوطنية للتلفزيون، واتمني أن يجلس مع فريق عمله لبحثها، ليس بالضرورة أن نسوق مئة قناة، ومئة ألف برنامج فإذا رفع ماسبيرو شعار الكيف وليس الكم استطيع القول بأننا بدأنا في الاتجاه الصحيح، وأتمنى أن أخذ في يدي "فلاشة" عليها ماسبيرو "هو نافذتك" السياسية المجتمعية الاقتصادية الدرامية الرياضية، وأذهب بها للمؤتمرات.

ما الحل الذي تقدمه لماسبيرو للخروج من أزمته المالية ومديونياته؟
يجب أن نفرق بين الخدمة الإعلامية العامة، والإعلام التجاري، فالقنوات المتخصصة لابد أن تكون ممولة لذاتها، فإما تتقلص لتصبح قوية، وإما لسنا في حاجة إليها، وهذه القنوات في فترة من الفترات في عهد أسامة الشيخ وأنس الفقي كانت تضيف دخلا لماسبيرو، حتى تم تشفيرها بمليون دولار، بالتزامن مع عصر ال"ART"، ما دفع أسامة الشيخ لتحويلها إلى قنوات تجارية، ونجحت في جلب دخل آنذاك، أما عن قنوات الخدمة العامة، فلابد أن تجد لها مصدر تمويل ثري من أساليب مختلفة، كاستخراج رخصة لاستخدام التلفزيون، وفرض رسوم عليه، في فرنسا حين تشترى التلفزيون، ترسل صورة الفاتورة للضرائب حتى تدفع رسوما على المشاهدة، لأنها غير تجارية، وامتنعت الحكومة في عهد الرئيس الأسبق ساركوزي من بث إعلانات عبرها، لكونها حق كامل للمواطن في المعرفة، لذا أطالب بتنفيذها بسرعة، والناس ستتقبل الأمر.

هل سيدفع المواطن رسوما على مشاهدة ماسبيرو في الوقت الذي تتفوق عليه الفضائيات الخاصة؟
الرسوم رمزية، ولكنهم قرروا أن يستثمروا في مستوى الخدمة، ما يعتبر أحد أهم أسباب خسائرهم، فالتفوق له ثمن، وقد تظل خاسرا لفترة إلا أن تتوازن وتحقق ربحًا، ولكن (التكييت) في مصر صعب، لأن الأسس الاقتصادية التي قامت عليها المؤسسات غير مدروسة، وحالة السرطان في الانتشار الكبير للقنوات فتت السوق، وكيكة الإعلانات في مصر محدودة لا تكفي، وحجم ما أنفق في رمضان على الدراما يكاد يكون ملياري جنيه، في مقابل تراوح حجم الدخل من 600 ل800 مليون جنيهًا، قد نراه استثمار ولكنه لو استمر سيتحول من استثمار لانتحار لإفلاس، لأن القواعد الاقتصادية الحاكمة لم تكن منضبطة، وهناك مؤسسات أعادت نظرتها للأمر.


ماذا عن الصحف التي تعاني من الأزمات والتضحم؟
نحن البلد الوحيدة التي يوجد فيها مؤهل لا يوجد في أي بلاد العالم، أسمه أبناء العاملين، وعبد الفتاح السيسي من بين أهم مزاياه الجرأة غير المسبوقة، وقادر أن يلغي هذا البند، ويقلص العدد الكبير للإداريين، فالصحفي الموهوب سيظهر ويستمر ويجب أن تحافظ المؤسسات عليه، لا يوجد مشكلة دون حل، فالهند تعدادها السكاني مليار ومائتي مليون، وعدد الموظفين الرسميين في الهند 3 ملايين، ونحن مئة مليون وعدد الموظفين يتراوح من 6 إلى 7 مليون موظف، فإن كان الموظفين يحصلون على تقدير امتياز كل عام فمن أين يأتي هذا الفشل الإداري.
ما هو أفضل قانون من وجهة نظرك يخدم الصالح العام؟
من أفضل القوانين التي صدرت مؤخرًا، وأقواها هو قانون الخدمة المدنية، ولكنه لم يفعل بقوة ولم يدرب عليه، وتأخر الحكومة في تنفيذه غير مبرر، ولا يحب أن يتم تنفيذه على مراحل، إما أن تتخذ القرار وتنفذه أو تصمت، فالتأخر والتلكع يفقد القانون قوته مهما كانت أهميته.

بما تبرر عزوف بعض المواطنين عن المشاركة في الانتخابات وما رأيك في تسويق الحملات؟
تتراجع نسب المشاركة في مصر لتراجع دور التوعية بأهمية المشاركة، والقائم على التخطيط الإعلامي والتسويقي ليس مدركًا أن الأثر تراكمي ويأتي بالتنوع والتواصل، وأن تبدأ قبل تحسين السلوك بفترة زمنية، وليت الدولة، ومفوضية الانتخابات، تبدأ من الآن في برامج توعية في المدارس والجامعات، والتجمعات النقابية والشبابية، وإطلاق حملات توعية للناس تقول "لو لم تنتخب فلن تلومن إلا نفسك"، ويتركوا للشارع المصري حرية الاختيار، مع توفير مناخ متحفز لمجتمع مستعد على التصويت، مع إلزامية قرار المشاركة.

بما تصف تهاون المواطنين في الانتخابات الرئاسية الأولى؟
دفعنا ذلك إلى أيام سوداء، حتى تساءلت من ذاك الغبي الذي يريد أن يلف مصر في عباءة سواء، فهنا من ترتدي مايوه، ومن ترتدي تيشرت، ومن ترتدي النقاب، والحجاب، فهذه مصر وطن التنوع، ولولا عدم مشاركتنا في الانتخابات بقوة، كادت أن يُلف الوطن في عباءة سوداء، وكانت أيامنا ستصبح سواد، فالمشاركة في الدول الغربية تحدث الفارق، فماكرون في فرنسا هو ثاني رئيس بعد شارل ديجول، يحصد أكبر عدد أصوات، حيث حصد فوق ال60% من الأصوات.

ما الفرق بين استراتيجيات التسويق من منتج لأخر، وعلى أي أسس تم التسويق لقناة السويس الجديدة؟
استراتيجيات التسويق تختلف من منتج لأخر بمعني، إذا كنت تتحدث عن المصالحة التي تمت بين الفصائل الفلسطينية، فأجد مبرر لعدم التسويق المبكر لها بحكم اعتمادها على معلومات أمنية وتجهيز مسبق، وبخلاف ذلك لم أجد مبرر للتأخير، وإذا نظرنا إلى الدراسة التسويقية الخاصة بقناة السويس الجديدة لماذا نجحت؟ فهذا يعود لجمع المعلومات مع بداية حفر قناة السويس الجديدة، والاستعانة بالخبرات الدولية حتى نعرف كم نسبة في العالم ترى أن مردود قناة السويس إيجابي وكم سلبي وكم لا يعرف، خطوة بخطوة وأسبوع بأسبوع، بالتزامن مع تقارب الافتتاح وإقامة الاحتفالية، ولم نتوقف بعدها واستمرت الحملة لمدة أربعة أشهر، لأن الأولويات هو ظهور قناة السويس كرئة استثمارية للعالم، وكانت أولويات الدعوات للصحافة الدولية، حتى تصدرت غلاف مجلة "الإيكونمست" الاقتصادية البريطانية، عنوان "قناة السويس الجديدة هدية مصر للعالم"، فالأولويات هنا كانت إثبات نمو مصر أمام العالم، وأمنها واستقرارها.
ما رائيك في الحملة التسويقية الخاصة بالعاصمة الإدارية الجديدة؟
تسويق العاصمة الإدارية الجديدة جعلها قديمة مع أول مباراة للأهلي أو الزمالك، ولم يهتم بتعريف الناس بالعائد عليهم من المشروعات التنموية هناك.

كيف ترى تسويق وزارة النقل للطرق الجديدة؟
أنشأت مصر 4 ألاف كيلو مترا للطرق، ولم يتم التسويق الجيد لها، فهل تم تعريف الناس باختصار المسافات، وحماية سيارتك، وحماية ظهرك المطبات، وتقليل استخدامك للوقود والبنزين، أو استغلال كشك حلوى على الطريق حتى ليصبح مصدر دخل؟

ولم تصدر وزارة النقل بيانًا في أواخر الصيف الماضي يعرض مقارنة بين حوادث صيف2016 و2017 قبل إنشاء الطرق.

كيف تخلق المؤسسات الحكومية والوزارات حلقة ثقة مع المواطنين؟

أن تتحلي بالموضوعية والواقعية في عرض ما يحدث، وتعرض الإيجابيات وتعترف بالتحديات، ولذا من أجمل ما سمعته من الرئيس السيسي في مؤتمر الشباب الماضي، طلبه من الوزراء أن يشرحوا للناس ماذا وراء رفع سعر الكهرباء؟ وطلبه من وزير البترول توضيح أسباب زيادة أسعار الوقود، في ظل الاقتراض، لذا يجب توضيح الأمور حتى لو كانت صادمة.
أكثر ما يضر هو التطرف إن كان يمينا أو يسارا سلبا أو إيجابا، وهذه سمة مصرية، فعندما يفوز المنتخب تكتب الصحف عن عزفه للسيمفونية الوطنية، وحين يخسر تطالبه باللعب في الحارة.

هل ترى أن مؤتمر الشباب تسويق لمصر؟
مؤتمر الشباب واحد من أنجح الأحداث التي حدثت في البلد، انتظامه وتنظيمه ومتابعته واحدة من أكثر الأفكار التي كان لها نتائج في احتواء الشباب بدرجة عالية، فالاحتواء بحاجة إلى التنوع، وأرى أن المهندس خالد عبدالعزيز وزير الشباب والرياضة من القلة المسيسة، الفاهمة للسياسة، والمؤتمر المقبل سيجعل من ضيوفه سفراء لمصر في الخارج، فهذا تفكير تسويقي جيد، دون محاباة.

كيف يتم إنتاج أجيال جديدة قادرة على التطوير والوعي الثقافي؟
إن أردت أن تضع شخصًا ما في منصب هام وحساس فأعطه حقه الذي يستره، فأستاذ الجامعة في فرنسا يحصل على راتب 25 ألف يورو شهريًا، لكي يضمنوا أن يتفرغ للعلم ويصبح قادرا على التطوير، ليطور الجيل القادم، ولكن معاشي بعد 45 عامًا من التدريس أحصل على 1500 جنيه فقط لا غير، فهل هذا يعقل؟، فالمسئول عن صناعة الفكر والأجيال يتقاضي هذا الأجر، فأعلى مرتب حصلت عليه في عمادة كلية الإعلام كان 9 ألاف جنيه، فعندما تأتي بخبرات لها قدرها فأعطها حقها.
ماذا ينتظر جيل سامي عبدالعزيز من مصر؟
مصر لما بتكسب كلنا بنكسب، ولما بتخسر كلنا بنخسر، وجيلي لم يعد له في الدنيا شيئًا سوى، كيف ينتهي أجله وهو ستر بيته أولاده وأدى رسالته، فالمناصب لم تصبح مغنمًا، وأصبحت بلوة كبيرة، وبأمانة شديدة جيلي يحب بلده، ويريد مكسبها.
والتصنيف بين كبار وصغار، مخيف للغاية، والمجتمع الذي يسير على شريحة واحدة هو مجتمع أعرج يسير على عكاز، لأننا بحاجة إلى خبرة ودروس الكبير وحيوية الصغير وطموحه وحماسته، فلو جمعنا بين الاثنين نحن المستفيدون.
لا يوجد في العالم، معيار السن، ولكن معيار الكفاءة، فالعبرة بالقدرة على تقديم حلول والقيادة والإدارة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.