صرح مصدر في الجيش السوري، بأن الولاياتالمتحدة أغلقت قاعدة الزكف في جنوبسوريا، وهي إحدى قاعدتيها، التي تقع على مقربة من الحدود العراقية، وذلك بموجب الاتفاق مع روسيا. وقد أوضح مصدر في الدوائر الدبلوماسية الروسية، اليوم الخميس، أن "العملية تمت ضمن إطار الاتفاق على إنشاء منطقة وقف التصعيد في محافظة درعا جنوبسوريا". وبذلك تبقى قاعدة واحدة بأيدي الأمريكيين في المنطقة – هي قاعدة التنف القريبة من الحدود الأردنية. وهذا يعني انخفاض قدراتها على دعم المعارضة، التي تتهم واشنطن حاليا بتخليها عنها. من جانبها، لم تفند القيادة المركزية الأمريكية هذه الأنباء، حيث جاء في بيانها أن التحالف (الأمريكي) ينشئ في العراقوسوريا القواعد ويغلقها اعتمادا على الوضع العملياتي، وعلى تقديم الدعم اللازم لشركائنا. ويتوقف قرار فتح أو إغلاق القواعد المؤقتة على متطلبات العمليات العسكرية. وإن قوات التحالف وشركاءها لا تزال تعمل في التنف. والتحالف مستمر في تنفيذ مهمته في مجال تدريب شركائه في المنطقة القريبة من حدود سورياوالعراقوالأردن، كجزء من الحملة الخاصة بمحاربة "داعش" في العراقوسوريا"، - بحسب بيان القيادة المركزية. ويذكر أن قاعدة الزكف، أنشئت في شهر يونيو/حزيران الماضي، وكانت تستخدمها قوات العمليات الخاصة الأمريكية ومسلحو "الجيش السوري الحر"، كما نُشرت فيها منظومات صاروخية ومعدات عسكرية أخرى. وقد أثار إنشاء هذه القاعدة اهتمام وزارة الخارجية الروسية، حيث أعلنت المتحدثة الرسمية باسم الوزارة ماريا زاخاروفا أن "الأنباء عن نقل التحالف الأمريكي إلى منطقة بلدة التنف، منظومات هيمارس الصاروخية المتحركة ووحدات إضافية إلى موقع الزكف الواقع على مسافة 70 كلم شمال-شرق التنف تثير حيرتنا. وهذا يعني أن الولاياتالمتحدة توسع بنشاط وجودها العسكري في مناطق جنوبسوريا منتهكة بذلك القانون الدولي"، - كما صرحت زاخاروفا. وبإغلاق قاعدة الزكف، ينحصر الوجود العسكري الأمريكي في قاعدة التنف، التي تستخدم لتدريب وإعداد مسلحي المعارضة. ويذكر أن وكالة نوفوستي سبق أن أعلنت استنادا إلى مصادرها الخاصة، أن واشنطن تنوي ترك حتى هذه القاعدة، ولكنها لم تحدد موعدا لذلك. في هذه الأثناء، أفادت وكالة أناضول التركية بأن الجانب الأمريكي بعث برسائل إلى قادة المجموعات المعارضة التي تنشط في جنوبسوريا، يطلب منهم ترك مواقعهم. وفي هذا الصدد تنقل وكالة سبوتنيك الروسية عن قائد ميداني اسمه سعيد سيف أن الوجود الأمريكي يقتصر على حماية التنف ولا يدعم المعارضة. هذا، وقال الخبير العسكري فلاديمير يفسييف، في تصريح إلى الصحيفة، إن "الأمريكيين يحولون اهتمامهم إلى مناطق أخرى من سوريا. فهم كانوا يأملون بإنشاء ما يشبه المنطقة العازلة في جنوبسوريا ونشر المسلحين الذين يدربونهم في الأردن فيها. بيد أنهم لم يتمكنوا من ذلك، بسبب الجيش السوري والتشكيلات الموالية لإيران. لذلك بدأت واشنطن تبحث عن خيارات أخرى للحفاظ على وجودها في هذه المنطقة، وهذا ما تم تحقيقه بإنشاء مناطق وقف التصعيد. وقد ضمنت روسيا إخراج "حزب الله" من هناك. لذلك لم يعد هناك حاجة إلى وجود أمريكي بهذا الحجم في المنطقة. وعلاوة على ذلك، فإن الأمريكيين لا ينظرون إلى مناطق جنوبسوريا كاتجاه حيوي، حيث تحول اهتمامهم إلى جهة دير الزور، - كما يقول الخبير. أي أن الأوضاع تحتم على الأمريكيين تقليص دعمهم للمعارضة المسلحة في الجنوب، وتعزيز دعمهم للكرد في "قوات سوريا الديمقراطية".