تبلغ للمقدم إيهاب الصعيدي، رئيس مباحث مصر القديمة، من الأهالي العثور على جثة طفل بإحدى الحدائق العامة بطريق كورنيش النيل دائرة القسم. وبالانتقال والفحص، وجدت جثة لطفل ذكر مجهول الهوية يبلغ من العمر حوالي 5 سنوات، مسجاة علي ظهرها بأرضية الحديقة محل البلاغ ويرتدي "تي شيرت وشورت، حافي القدمين" وبه إصابات عبارة عن جرح قطعي بفروة الرأس وآثار ندبات زرقاء بالوجه والصدر والساقين وأثر عضة بالفخذ الأيمن من الخلف وسحجة من الأمام بذات الفخذ تم نقلها لمشرحة النيابة بزينهم. وبسؤال المبلغة المدعوة سيدة محمد، بائعة متجولة ومقيمة دائرة القسم، قررت بأنه حال افتراشها بجوار الحديقة شاهدت المتوفي بالحالة المشار إليها فقامت بالإبلاغ ونفت علمها بهويته أو ملابسات وفاته. وبإخطار اللواء محمد منصور مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، أمر بتشكيل فريق بحث ضم اللواءين أشرف الجندي ومحمود أبو عمرة، نائبي المدير العام، واللواء نبيل سليم مدير المباحث الجنائية، والعميد حازم سعيد رئيس مباحث قطاع الجنوب، كان من أهم بنوده إعادة مناقشة المبلغة تفصيلياً عن ظروف وملابسات اكتشافها الواقعة، إجراء التحريات بمكان العثور علي الجثة في محاولة للوصول لشهود رؤية، تحديد هوية المتوفي من خلال النشر عن أوصاف الجثة بوسائل الإعلام المختلفة وبرامج التواصل الاجتماعي علي شبكة المعلومات الدولية، فحص حالات الغياب بدوائر أقسام شرطة المدينة وقطاع مصلحة الأمن العام، حصر وفحص المترددين على منطقة العثور وصولا لشهود رؤيا، حصر وفحص خط السير المحتمل للجناة للوصول لمكان الإلقاء والهروب منه، تجنيد المصادر السرية للمد بالمعلومات، الاستعانة بالتقنيات الحديثة. وأثناء السير في إجراءات البحث ومن خلال النشر عن أوصاف الجثة، أمكن تحديد هوية الطفل المتوفي، وتبين أنه يدعى أحمد رضا حافظ، 5 سنوات، ومقيم دائرة قسم شرطة دار السلام، نجل المدعوة جيهان أشرف محمد، بائعة شاي ومقيمة بذات العنوان، وأصل بلدتها دمنهور بالبحيرة. وبتكثيف التحريات تحت إشراف العميد عبد العزيز سليم، مفتش مباحث فرقة مصر القديمة، أمكن التوصل إلى أن والدة المجني عليه وراء إحداث إصابته ووفاته وإلقاء الجثة بمكان العثور عليه، بالاشتراك مع زوجها مصطفى عبد القادر، سائق توك توك ومقيم دائرة قسم شرطة دار السلام السابق اتهامه في القضية رقم 1329 لسنة 2010 الخليفة سرقة وسائل نقل. وعقب تقنين الإجراءات وبإعداد الأكمنة اللازمة بأماكن ترددهما، تمكن المقدم إيهاب الصعيدي، رئيس مباحث مصر القديمة، والرواد محمود حامد وحسن حلمي وأحمد سعيد راغب، ضباط مباحث القسم، من ضبطهما، وبمواجهتهما أمام العميد عبد العزيز سليم، مفتش المباحث، بما ورد من معلومات وما أسفرت عنه التحريات أيداها. واعترفت الأولى بارتكاب الواقعة وقررت بأنه طلب منها نجلها المتوفي مصروف ورفضت، فتعدى عليها بالسب، الأمر الذي أثار حفيظتها فتعدت عليه بالضرب بالأيدي مما أدى لسقوطه أرضاً وارتطمت رأسه بموقد حديدي، نتج عن ذلك فقدانه للوعي وحدوث إصابة المنوه عنها، فتوجهت به وبصحبتها زوجها المتهم الثاني لأحد المراكز الطبية الكائنة دائرة قسم شرطة دار السلام، وحال علمهما بوفاته وخشية مسائلتهما قانونياً قاما باستلام جثمانه دون اتخاذ ثمة إجراءات، واستقلا سيارة أجرة مصطحبين جثة الطفل ثم تخلصا منها بمكان العثور وفرا هاربين. وأضافت المتهمة بإنجابها الطفل المتوفي من أحد الأشخاص تزوجته ويدعى رضا حافظ وأنه رفض الاعتراف بنسب الطفل وبمواجهة المتهم الثاني بما جاء بأقوال المتهمة الأولى أيدها، وتأيدت الواقعة بشهادة المدعوة شيماء حسن، ممرضة بالمركز المشار إليه ومقيمة دائرة قسم شرطة دار السلام والتي قررت بحضور المتهمين بتاريخ الواقعة وبصحبتهما الطفل وانصرافهما به فور علمهما بوفاته دون قيده بدفاتر المركز الطبي. تحرر عن ذلك ملحقا للمحضر الأصلي وأحاله اللواء طارق علام نائب مدير أمن القاهرة لقطاع الجنوب واللواء محمد مراد مساعد فرقة مصر القديمة والعميد محمد عبد اللطيف مأمور قسم مصر القديمة إلى النيابة العامة.