نزحت جيهان من بلدتها دمنهور بمحافظة البحيرة بصحبة أسرتها الي العاصمة المزدحمة بالبشر وقادتهم الظروف الي الاقامة بمنطقة دار السلام وعاشت العائلة بإحدي الشقق المستأجرة هربا من حياة الفقر والحرمان وللبحث عن أي وسيلة تساعدهم في الحصول علي المال للانفاق علي متطلباتهم فاعتمد الوالد المسن علي ابنته في مساعدة الأسرة في الإنفاق; فلم تجد فرصة عمل إلا كبائعة شاي تتخذ من أحد الأركان نصبة لبيع الشاي لسائقي السيارات الاجرة والمارة لتدبير نفقات اسرتها. دارت عجلة الزمن علي الفتاة الي أن اشتد عودها وظهرت عليها ملامح الانوثة فتعرفت من خلال عملها علي شاب يشبهها في الظروف كثيرا فبادلها الكلام المعسول وعبارات الإعجاب والحب الي أن سقطت في شباكه الي ان تقدم لخطبتها من والدها الذي وافق علي الفور. استقر الزوجان في احدي الشقق بمنطقة دار السلام حيث كان زوجها يتنقل بين الاعمال في الورش المنتشرة بمحيط سكنهما يجلب المال من هنا وهناك الي ان رزقهما الله بطفل زادت معه اعباء الحياة علي الزوج وبدأت معها الخلافات الزوجية تدب بشكل يومي خاصة بعد تنصل الاب من تسجيل المولود باسمه وما تلاه من انفصاله عن جيهان. عادت ربة المنزل إلي مزاولة عملها من جديد لتتمكن من الانفاق علي طفلها الرضيع وتدبير متطلبات الحياة الاخري وصارت الامور بشكل طبيعي الي ان سقطت في حب احد شباب منطقتها يدعي مصطفي يعمل سائقا علي توك توك الي ان تقدم لها طالبا يدها وتزوجت منه.. دارت الايام وبلغ الطفل الصغير عامه الخامس حيث بدأت مصاريفه ونفقاته اليومية تتزايد وأصبحت جيهان غير قادرة علي الوفاء باحتياجاته حتي حدث ما لايحمد عقباه. كان اللواء محمد منصور مدير الادارة العامة لمباحث القاهرة قد تلقي اخطارا من اللواء محمود ابوعمره نائب مدير المباحث يفيد بورود بلاغ الي المقدم ايهاب الصعيدي من سيدة محمد47 سنة بائعة متجولة قررت بأنه اثناء افتراشها بجوار احدي الحدائق العامة بطريق الكورنيش شاهدت المتوفي فقامت بالإبلاغ ونفت علمها بهويته أو ملابسات وفاته.. و بانتقال رجال المباحث واجراء الفحص وجدت جثة لطفل ذكر مجهول الهوية يبلغ من العمر حوالي5 سنوات مسجاة علي ظهرها بأرضية الحديقة محل البلاغ ويرتدي( تي شيرت وشورت حافي القدمين) وبه إصابات عبارة عن جرح قطعي بفروة الرأس وآثار ندبات زرقاء بالوجه والصدر والساقين وأثر عضة بالفخذ اليمني من الخلف وسحجة من الأمام بذات الفخذ. تم تشكيل فريق بحث علي مستوي عال اشرف عليه اللواءان محمد منصور مدير الادارة العامة لمباحث القاهرة ونبيل سليم مدير ادارة المباحث الجنائية باشره العميد هشام قدري رئيس مباحث قطاع الجنوب والعقيد نبيل سليم مفتش المباحث ضم ضباط مباحث قسم مصر القديمة بقيادة المقدم ايهاب الصعيدي رئيس المباحث لكشف غموض الواقعة والقبض علي المتهمين حيث تم وضع خطة اعتمدت علي محاولة الوصول الي هوية المتوفي من خلال النشر عن أوصاف الجثة بوسائل الإعلام المختلفة وفحص حالات الغياب بدوائر أقسام الشرطة وحصر وفحص المترددين علي منطقة العثور وصولا لشهود رؤيا. وبتكثيف التحريات أمكن تحديد هوية الطفل المتوفي وتبين أنه يدعي أحمد نجل المدعوة جيهان أشرف22 سنة بائعة شاي ومقيمة بدار السلام وأصل بلدتها دمنهورالبحيرة كما أمكن التوصل إلي أن والدة المجني عليه وراء إحداث إصابته ووفاته وإلقاء الجثة بمكان العثور بالاشتراك مع زوجها المدعو مصطفي عبد القادر29 سنة سائق توك توك السابق اتهامه في قضية سرقة وسائل نقل. عقب تقنين الإجراءات وبإعداد الأكمنة اللازمة بأماكن ترددهما بمعرفة العقيد عبد العزيز سليم مفتش المباحث أسفر أحدها عن ضبطهما وبمواجهتهما بما ورد من معلومات وما أسفرت عنه التحريات أيداها واعترفت الأولي بارتكاب الواقعة وقررت ان نجلها المتوفي طلب منها مصروفا ورفضت فتعدي عليها بالسب الأمر الذي أثار حفيظتها فتعدت عليه بالضرب بالأيدي مما أدي لسقوطه أرضا وارتطمت رأسه بموقد حديدي نتج عن ذلك فقدانه للوعي وحدوث إصابته المنوه عنها فتوجهت به وبصحبتها زوجها المتهم الثاني لمركز طبي بدار السلام وبعد علمهما بوفاته وخشية مساءلتهما قانونيا قاما باستلام جثمانه دون اتخاذ ثمة إجراءات واستقلا سيارة أجرة مصطحبين جثة الطفل ثم تخلصا منها بمكان العثور, وفرا هاربين وأضافت المتهمة بإنجابها الطفل المتوفي من أحد الأشخاص تزوجته ويدعي رضا حافظ ومقيم بالبساتين وأنه رفض الاعتراف بنسب الطفل وبمواجهة المتهم الثاني بما جاء بأقوال المتهمة الأولي أيدها. تم تحرير محضر للمتهمين وباخطار اللواء خالد عبد العال مساعد اول الوزير لامن القاهرة امر باحالتهما للنيابة التي تولت التحقيق.