دعا رئيس بعثة الأمم لمتحدة لدى ليبيا مارتن كوبلر، مساء اليوم السبت، جميع الأطراف المتحاربة في مدينة بنغازي بشرق ليبيا إلى الوقف الفوري لإطلاق النار في المدينة التي تشهد معارك شوارع مفتوحة في محاولة من قوات الجيش الليبي للقضاء على الجماعات الإرهابية. وأعرب الدبلوماسي الألماني كوبلر في رسالة مفتوحة وجهها مساء اليوم السبت، إلى جميع الأطراف المتحاربة في بنغازي، عن قلقه العميق إزاء ما وصفه بالانتهاكات المتكررة للقانون الإنساني الدولي التي قد يرقى بعضها إلى جرائم حرب والتي ولا تزال تتكرر في بنغازي، مشيراً إلى تعرض مناطق سكنية في الأسابيع الأخيرة لقصف تسبب في إزهاق أرواح مدنيين في الشوارع وتعرض أحد المستشفيات للقصف. واستشهد كوبلر بتقارير عن تعرّض إحدى المظاهرات للقصف خلال الشهر الماضي في ساحة الكيش ما أسفر عن مصرع ستة مدنيين بينهم امرأة وطفل يبلغ من العمر 12 عاماً، وجرح أكثر من 30، وفي وقت سابق قُتل تسعة أشخاص في شهر أكتوبر( تشرين أول) من العام الماضي وأصيب أكثر من 40 شخصاً بجروح في الساحة ذاتها في ظروف مماثلة. وقال كوبلر إنه يود أن يذكّر جميع الأطراف أن الهجمات المباشرة ضد المدنيين أو المرافق الطبية والممتلكات المدنية الأخرى، فضلاً عن الهجمات العشوائية التي تعدّ جرائم حرب يعاقب عليها القانون الإنساني الدولي. وأضاف:" لذا يتحتم على جميع الأطراف الكف عن مثل هذه الهجمات، كما يتعين على أطراف النزاع اتخاذ تدابير وقائية بغية ضمان حماية السكان والممتلكات المدنية". وطالب أطراف النزاع بتجنب وضع أهداف عسكرية داخل المستشفيات أو بالقرب منها أو قرب الممتلكات المدنية الأخرى أو المناطق ذات الكثافة السكانية العالية". وكرر المبعوث الأممي دعوته لضمان الإخلاء الآمن للمدنيين الذين ما يزالون محاصرين والراغبين في مغادرة المناطق التي تنتشر فيها الأعمال العدائية والتأكد من حماية جميع المدنيين، بمن فيهم أقارب المقاتلين المشتبه بهم، من الاعتقال التعسفي وأي نوع آخر من أنواع الانتقام. ورأى أنه يتعين معاملة أولئك المحرومين من حريتهم، بمن في ذلك المقاتلين، معاملة إنسانية وحمايتهم من التعذيب أو ضروب سوء المعاملة الأخرى. وتابع "قد حاولت بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا ولا تزال تحاول منذ شهور الحصول على موافقة الأطراف المتحاربة على وقف إطلاق النار الإنساني لضمان إجلاء المدنيين والجرحى، ولا يزال عرضنا للمساعدة في تسهيل مثل هذا الاتفاق قائماً". وخاطب المسؤولين عن الحرب في بنغازي قائلاً: "إنني أحثكم على ضمان الاحترام التام لقواعد القانون الإنساني الدولي، إذ ينبغي أن يتم التحقيق في الأعمال العسكرية التي تمثل خرقاً لهذه القواعد، وعلى القادة استبعاد كل من يشتبه في تنفيذهم هجمات غير مشروعة من الخدمة ريثما يتم التحقيق في الأمر، ولا بد من تقديم جميع الجناة إلى العدالة". وبعدما أعرب عن دعمه الكامل للمحكمة الجنائية الدولية التي التقى خلال الشهر الماضي المدعي العام لها فاتو بنسودا، قال كوبلر إنه يرحب بنيّة المدعي العام في توسيع نطاق التحقيقات في ليبيا، وناشد جميع أطراف النزاع هناك بالالتزام التام بقواعد القانون الإنساني الدولي.