أكد خبراء في مجال الأمن والاستراتيجية، أن سلطنة عُمان ليس لديها أعداء وأصدقاؤها بكل العالم وتدعم السلم والأمن الدوليين، انطلاقًا من قناعتها السياسية وإيمانها العميق بأهمية وضرورة تحقيق السلام والاستقرار في كل الدول العربية وغير العربية، ولإدراكها لحقيقة أن التنمية والتقدم والرخاء، لا يتحقق في ظل الخلافات والصراعات والمواجهات المسلحة، التي تبدد الجهود وتقضي على فرص التقدم. و أوضح الخبراء أن عدم مشاركة السلطنة في التحالف الاسلامي العسكري الذي أعلن عنه بالرياض مؤخرًا، يستند على أسس دستورية في السلطنة، إذ يحظر الدستور العماني مشاركة قوات السلطان المسلحة في أي تجمعات أمنية خارج مجلس التعاون الخليجي، وهو ما أكده يوسف بن علوي الوزير المسئول عن الشؤون الخارجية، ورغم ذلك فإن السلطنة لا تألو جهدًا عربيًا أو إقليميًا أو دوليًا، في دعم محاربة الإرهاب والفكر المتطرف، ووسيلتها في ذلك بدعم ثقافة التسامح والسلام والتعايش المشترك بين مختلف ثقافات وشعوب العالم. ويبرهن الخبراء والمحللون على أن الموقف العُماني من الأزمات الإقليمية والدولية أثبت واقعيته ومصداقيته بعد التطورات المتلاحقة التي شهدتها الأزمة اليمنية والسورية، ويعتبر الخبراء السلطنة مقصد للسلام بعد نجاح الدبلوماسية العُمانية في التوصل إلى تسوية الملف النووي بين إيران والغرب بعد جولات ماراثونية استمرت نحو 12 عامًا. ويشير هؤلاء الخبراء إلى أن البيان الختامي للقمة الخليجية ال36 بالرياض أثبت أيضًا تناغم الموقف العُماني وملامسته لواقع القضايا الخليجية والعربية والإقليمية والدولية، مستندين في ذلك على أن السلطنة تمد يد الصداقة للجميع، وليس لها أي أجندات في العالم. وفي هذا السياق ترحب السلطنة كعادتها، بوقف اطلاق النار في اليمن وبكل جهد طيب يسهم في حقن الدماء العربية، في أي بقعة عربية، كما تدعم كافة الجهود الهادفة إلى الحفاظ على وحدة العراق وإحلال الوفاق والتآلف بين أبنائه، وهو ما تؤمن به من مبادئ وتلتزم به من تقاليد في إدارة علاقاتها مع كل الدول.