احتفلت سلطنة عمان بالعيد الوطنى الأربعين حيث تتوج فى العام الحالى مسيرة التنمية التى انطلقت بعد تولى السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان مقاليد الحكم فى الثالث والعشرين من يوليو عام 1970. وتمثل العلاقات الوثيقة بين مصر والسلطنة نموذجا يحتذى به فى ظل التنسيق المستمر والاتصالات المتبادلة بين الرئيس حسنى مبارك والسلطان قابوس بوصفهما حكماء السياسة حيث يقومان بأدوار بالغة الأهمية لتفعيل التضامن العربى والمحافظة على مناخ الاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط مع الرعاية الكاملة للعلاقات المتميزة بين البلدين. على مدار أربعين عاما تتبنى سلطنة عمان سياسة خارجية تتميز بالاتزان والاهتمام بكل الوسائل التى تساهم فى إحلال السلام الإقليمى والدولى، إضافة للاهتمام بتفعيل التضامن العربى وسياسة حسن الجوار وتعبيرا عن هذه السياسة أبرمت اتفاقيات لترسيم الحدود مع كافة الدول المجاورة لها من منطلق رعاية الحقوق الجغرافية والتاريخية وعلاقاتها بالقيم الإنسانية وعدم التدخل فى الشأن الداخلى وترسيخ ثقافة السلام. وليس مصادفة أن يحظى السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان بالتقدير الرفيع من جانب قادة العالم وشعوبه وأن تحظى السلطنة وسياستها بالثقة والمصداقية لأن هذا التقدير يستند إلى ميراث ضخم من المبادرات والجهود التى تبذلها عمان فى مختلف المحافل الإقليمية والدولية، كما تقوم بدورها الإيجابى النشط من أجل تعزيز التعاون والتكامل بين دول مجلس التعاون الخليجى وتطوير المصالح المشتركة والمتبادلة مع الدول الشقيقة والصديقة عربيا وإقليميا ودوليا على الصعيد الثنائى أو من خلال التجمعات والمنظمات والهيئات العربية والإقليمية والدولية. وانطلاقا من هذه الرؤية الحكيمة التى تتصف بها سياسة عمان - صنفت أكثر من مؤسسة دولية ومنها وحدة المعلومات فى مجلة «الأيكونوميست» البريطانية وصندوق السلام الأمريكى ومعهد الاقتصاد والسلام الأمريكى ومعهد «فرابزر» الكندى السلطنة على رأس الدول العربية والأفريقية الأكثر استقرارا. ولأن السلطنة دولة سلام فإنها تدرك جيدا أهمية السلام وحيويته لكافة الدول والشعوب فى المنطقة وعلى امتداد العالم أرسى السلطان قابوس السياسة الخارجية على ثوابت قوامها العمل على استتباب الأمن والسلام والسعادة للبشرية كافة وعلى أساس التعاون وتبادل المنافع والمصالح. وعلى صعيد آخر فإن السلطان قابوس يسعى دائما لتعميق الإسهام العمانى فى الحضارة الإنسانية ويحرص دوما على تعزيز الحوار وتوسيع نطاقه مع الشعوب والحضارات الأخرى عبر المؤسسات الثقافية الدولية والإقليمية ومن خلال إنشاء الكراسى العلمية للسطان قابوس فى عدد من أبرز جامعات العالم خاصة فى أمريكا وأوروبا واستراليا ودول عربية وآسيوية. إن العهد الزاهر الذى يقوده السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان يمثل استلهاما لرسالة سامية يحرص من خلالها على إرساء ركائز النهضة العمانية الحديثة وتشييد أركان الدولة حيث فتح أبواب التطور والتقدم والرقى أمام المواطن العمانى على أساس من تكافؤ الفرص لكل المواطنين دون تمييز لتحقيق تطلعاتهم وطموحاتهم وعلى امتداد السنوات الأربعين الماضية عايش السلطان قابوس واقع الحياة اليومية للمواطن العمانى وأعطى الكثير من فرص التنمية التى تضمن الحياة الكريمة لكل أبناء الوطن. سيادة القانون/U/ لقد استندت عمان فى خطط التنمية وبناء الدولة الحديثة على أسس المساواة وحكم سيادة القانون. وتحقيق المصالحة بين المواطنين وفق التقاليد العمانية وبتراضى الأطراف المختلفة تعزيزا للأواصر وعلاقات المودة بين أبناء المجتمع.. وانضمت السلطنة إلى مختلف الاتفاقيات الدولية المعنية بالحفاظ على حقوق الإنسان ومكافحة الاتجار بالبشر وتم تشكيل اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان فى إطار مجلس الدولة لتقوم بدورها فى هذا المجال وأصدر السلطان قابوس بن سعيد مرسوما بإلغاء محكمة أمن الدولة تعزيزا لمناخ الأمن والأمان وسيادة القانون. الجولات السنوية/U/ وتعتبر الجولات السنوية التى يقوم بها السلطان قابوس بن سعيد فى محافظات ومناطق وولايات السلطنة من أهم المناسبات الوطنية فى قلوب العمانيين لما تمثله من صيغ فريدة للحوار المباشر وتلمس نبض المواطن واهتماماته واحتياجاته، وهذا المشهد المتواصل بين القائد والشعب يعبر بصدق عن عمق الارتباط وحسن المشاركة فى عملية صياغة وإدارة التنمية الوطنية وأن يصل بصوته ومطالبه عبر مؤسسات الدولة المختلفة وفى مقدمتها مجلسى الدولة والشورى الذى يضم ممثلى الولايات الذين ينتخبهم المواطنون إلا أن الجولات السنوية للسلطان قابوس سبقت هذه المؤسسات وستظل دوما لها خصوصيتها لأنها أعمق من مجرد لقاء لأنها تحدد أولويات العمل الوطنى ومتطلبات التنمية إلى جانب تفقد مشروعات التنمية فى كل الولايات. ومن بين النتائج الإيجابية والعملية لجولات قابوس إقامة ندوات لوضع استراتيجيات وبرامج تهدف إلى تنمية قدرات المواطنين وتطوير إمكاناتهم فى مجال العمل والإنتاج والتى تشكل عمادا للتنمية ومرتكزا للتطور الاقتصادى والاجتماعى. إن الدولة العصرية التى شيدها السلطان قابوس أثبتت قدرتها على حشد كل طاقات الوطن التى تشمل الإنسان والموارد إضافة إلى تماسك وترابط أهل عمان وهو الأمر الذى يحقق الأمن والأمان للجميع فى ظل دور قوى لقوات السلطان المسلحة والحرس السلطانى العمانى والشرطة للحفاظ على أمن الوطن وسلامته وتوفير مناخ الأمن والاستقرار الضرورى للتنمية والبناء. وإذا كانت الأعياد الوطنية تمثل فرصة للنظر فيما تم إنجازه وإعداد خطط جديدة للتطوير. فإن العيد الأربعين لمسيرة النهضة العمانية الحديثة هو أيضا فرصة للوفاء والتعبير عن عمق الامتنان لقائد الإنجاز السلطان قابوس. العصر الذهبى للمرأة/U/ كان المشهد واضحا للعطاء المتبادل بين السلطان قابوس والمجتمع العمانى بنصفه الآخر «المرأة» عندما أرسلت نساء عمان أطول رسالة عرفان للسلطان قابوس باعتبارها شريكة فى التنمية وقد تجسدت هذه الرسالة الورقية بطول امتد لكل بقعة فى عمان كى تكتب وتدون كل سيدة عمانية ماتراه من آراء ومواقف لتحقيق الشراكة الحقيقية فى المجتمع. وقد جاءت رسالة المرأة العمانية للسلطان قابوس ردا على التوجيهات الصادرة بتخصيص يوم السابع عشر من أكتوبر من كل عام يوما للمرأة العمانية. وقد علقت الدكتورة «شريفة بنت خلفان» وزيرة التنمية الاجتماعية عن هذا الحدث بأنه احتفاء بإنجازات المرأة العمانية التى تمثل قدوة تحتذى بها وقالت إن الاحتفال بيوم المرأة العمانية يأتى مكرمة من السلطان قابوس بن سعيد لمراجعة البرامج الموجهة للمرأة ووضع الخطط الاستراتيجية للمستقبل سعيا لتعزيز قدرات المرأة العمانية للمساهمة فى خدمة مجتمعها ونشر الوعى الصحيح بدورها ومكانتها كشريكة فى التنمية. يذكر أن وثيقة العرفان التى وجهتها المرأة العمانية للسلطان قابوس تعد أطول رسالة فى العالم حيث يصل طولها إلى «2000» متر وعرضها متر ونصف وتحمل عبارات الشكر والثناء والولاء من المرأة العمانية. وتتحدث الرسالة عن ثلاثة محاور رئيسية «الأمن والأمان وتكافؤ الفرص والحقوق والعدالة الاجتماعية».