بنات المايوه تتمنى كل بنت وسيدة فى الإسكندرية ارتداء المايوه، ومداعبة موجات البحر دون حجاب، وترك أشعة الشمس لتلون جسدها باللون البرونزى، .. وكانت جميع بنات الإسكندرية يحملن للبحر ذكريات جميلة مملوءة الفرحة والمتعة فى الجلوس على الشاطئ وقصص الحب البريئة التى يرعاها الموج. حالياً لم يعد لدى أى فتاة الجرأة على المرور أمام أى بلاج بالمدينة التى كان قضاء أسبوع على شواطئها وبين شوارعها ومقاهيها حلماً لدى جميع المصريين، بعد انتشار أسراب غريبة من البشر مرتدية ملابسها الداخلية تقتحم البحر وتؤذى الأمواج، نفس هذه الأسراب ضمت مجموعات من السيدات والبنات ينزلن المياه بالجلابيب والنقاب، للدرجة التى أصبح فيها ظهور بنت مرتدية للمايوه حدثاً فريداً. لا يستنكر مصيفو الملابس الداخلية ظهور بنات المايوه ولكنهم يهاجمونهن فى وصلة تضم جميع أنواع التحرش تبدأ بالعين ثم اللسان سرعان ما تصل لمرحلة العبث بالجسد، للدرجة التى حولت جنيات الشاطئ إلى سجينات البيوت، البحر أمامهن والمتحرشون أيضاً. البحر تحتنا لكن مش قادرين ننزله، نفسنا نلبس اللى نحبه ويليق علينا مش اللى يفرضوا علينا الآخرون ومن كتر ما اتبهدلنا وحصلت لنا مواقف غير لائقة على الشواطئ بطلنا نصيف فى بلدنا وبقينا ندور على مصيف أفضل يمكننا فيه ارتداء المايوه والسباحة بحرية. هكذا لخصت فتيات الإسكندرية اللاتى لا يزلن يرغب فى نزول البحر بالمايوه معاناتهن التى دفعتهن لهجر شواطئ المدينة والبحث عن مصيف بعيد ليتمكن فيه من السباحة دون مضايقات أو تحرشات. وطالبت الفتيات اللاتى التقت بهن الفجر محافظ الإسكندرية بتخصيص شاطئ أو اثنين لتتمكن الفتيات من ارتداء المايوه مع منع الجلابيب أو ما يسمى بالمايوه الشرعى، ومنع دخول الشباب بمفردهم دون عائلتهم أو ذويهم. الإسكندرية الآن رجال وشباب يسيرون على كورنيش البحر بالملابس الداخلية المبللة يعبرون طريق الكورنيش، لمعاكسة الفتيات والتحرش بهن فى هجمات جماعية، لذا كان من الطبيعى أن تهرب عائلات المدينة ببناتهن الراغبات فى الهروب من جحيم الصيف إلى الساحل الشمالى أو مرسى مطروح. تقول أميرة مصطفى، 32 سنة، إن آخر شاطئ سكندرى قضيت فيه إجازة الصيف كان المنتزه، حيث كانت تصطحب بنات خالاتها فى الصيف إلى البحر، مرتديات مايوهات عادية عبارة عن شورتات طويلة ومن فوق كات عريض أو نص كم ورغم أنها وبنات خالاتها يعتبرن أطفالاً، إلا أن مجموعة من الشباب القادمين من خارج المدينة لقضاء إجازة اليوم الواحد تحرشوا بهن.. صرخنا وشتمناهم وطلعنا على طول من البحر. لم تكن الإسكندرية تعرف الكائنات التى تمشى فى الشوارع بملابسها الداخلية المبللة ولكن إيناس فتح الله، مهندسة ديكور، 35 سنة، قالت إنها تعرف الوقت الذى ظهروا فيه حيث شاهدتهم على شاطئ العصافرة، منذ 5 سنوات، والغريبة أنهم لم يكونوا أطفالاً ولكنهم رجال كبار يسيرون حفاة ويعبرون شارع الكورنيش لشراء بعض الأطعمة والمشروبات من المحال. المشهد السكندرى على البحر، لا علاقة له بتاريخ المدينة العريق، الذى تسجله عشرات الأفلام، والتى رسخت فى أذهان الكثيرين أن المدينة تحتفى بالجمال، حيث تقول ريهام عبدالغفار، إن خطيبها من خارج الإسكندرية ولا يعرف واقعها الحالى، لذا كان يلح عليها فى كل زيارة له لقضاء يوم على البلاج، ولم يستوعب قولها إن المنظر على البحر لن يعجبه أن الإسكندرية الآن ليس لها علاقة بأفلام عبدالحليم حافظ اتغدينا فى البيت ونزلنا شاطئ ميامى وهناك ما قدرش يقعد أكتر من ربع ساعة ورفض ينزل المياه بعد ما شاف حلة محشى كرنب مع أسرة تحت الشمسية اللى جنبنا، كان هيرجع وأخدنى على البيت ومن ساعتها مبقاش يطلب يروح البحر تانى ومنعنى من التمشية على الكورنيش طول الصيف بعد ما شاف المضايقات والتحرشات على البحر لدرجة إن مجموعة شباب حوطوا على بنتين وتحرشوا بهما أمام الجميع ونشبت وقتها خناقة كبيرة على البحر بين هؤلاء الشباب وبين المارة اللى انقذوا البنات وحاولوا يمسكوا المتحرشين لكنهم هربوا. وروت نانيس يسرى قصتها مع المايوه فى شاطئ أبوتلات قائلة: والدتى ست كبيرة تجاوزت الستين من عمرها وإحدى صديقاتها أخبرتها أن شاطئ أبوتلات غير شواطئ الإسكندرية كلها وإنها ممكن تستمتع هناك حاولت أفهمها الحقيقة لكنها كانت عنيدة جداً وأصرت أخدها ونروح وألبس مايوه عادى جداً المفروض ما يلفتش النظر وبمجرد ما وصلنا الشط ولبست المايوه حسيت إن كل اللى حوليا بيبصوا عليا ومنتظرين أنزل المياه عشان ياكلونى لدرجة إن أمى خافت وقالت لى يالا نمشى من هنا بسرعة وفعلاً مشينا بعد أقل من نصف ساعة. ونبيلة تتمنى عودة الإسكندرية إلى سابق عهدها جميلة نظيفة، صاخبة ولكنها ليست وحشية أو مقززة، تقول: على الأقل يكون فى شواطئ ممنوع فيها النزول بغير المايوه، وممنوع دخول المأكولات عشان نقدر نرجع نصيف فى بلدنا تاني. كثير من بنات الإسكندرية يلجأن لحمامات السباحة المغطاة المخصصة للسيدات حتى يتمكن من النزول بالمايوه والبكينى دون مضايقات وبعضهن طالبن المحافظ بتخصيص شواطئ للمايوه فقط وهناك فئات طالبت بتخصيص شاطئ أو اثنين لغير المحجبات مع منع أى شاب بمفرده فإما أن يكون بصحبة زوجته أو خطيبته، وانضمت للمطالبات بعض المحجبات وقلن إنه فى حال تخصيص شاطئ سيدخلنه للسباحة دون حجاب وبالمايوه.